رئيس التحرير أحمد متولي
 كتاب المدرسة مكانه المطبخ.. طب ليه؟

كتاب المدرسة مكانه المطبخ.. طب ليه؟

مع بداية كل عام دراسي جديد يستعد الطلاب وأولياء الأمور لاستقباله، وكالعادة يتم شراء الكتب الخارجية من منتصف شهر أغسطس، تزامنًا مع بدء الدروس الخصوصية ورغبة منهم في معرفة المنهج الجديد وبداية الاطلاع عليه.

كما أصبح الكتاب الخارجي يقوم بدور المدرس الخصوصي في بعض الأوقات، لأنه يبسط المعلومة ويشرحها ويضع لها الأسئلة والإجابات أيضا، ويتم توزيع «سيديهات» معه، لدعم الشرح بالصوت والصورة، ويستغنى الطالب عن الكتاب المدرسي، لكن ما السبب وراء ذلك؟ ولماذا يتجه إليه أولياء الأمور رغم المعاناة في تحمل تكاليفه؟

في هذا التقرير «شبابيك» يسلط الضوء على الصراع القائم بين الكتاب المدرسي والخارجي.

طباعة الكتاب المدرسي تكلف وزارة التربية والتعليم 2 مليار جنيه سنويا حتى يستفيد به أكبر عدد من الطلاب. ويؤكد مجموعة من خبراء التعليم أن الكتاب المدرسي لا يمكن الاستغناء عنه، فهو يعتبر المرجع الأول والأخير في وضع الامتحان، وكافة الكتب الخارجية تعتمد في الأساس عليه، فبدونه لا يستطيع طباعة الكتب الخارجية كل عام.

ضحايا البالطو الأبيض.. حين يتحول لون السعادة إلى «كفن»

لماذا يعتمد الطلبة على الكتاب الخارجي؟

أستاذ مناهج وطرق تدريس بجامعة عين شمس الدكتور حسن شحاته، يقول إن «الثقافة السائدة بين الطلاب والآباء هي أن الكتاب الخارجي، وليس المدرسي، يحول المادة التعليمية إلى أسئلة وأجوبة، ويجيب على الأسئلة التي جاءت في الكتاب المدرسي ويعفى الطالب من التفكير وإعمال العقل، كما أن الكتاب المدرسي لا يتسم بالإيجاز، ويحوى تفاصيل كثيرة».

ويضيف الخبير التربوي الدكتور كمال مغيث أن «منظومة التعليم عبارة عن سلسلة متماسكة لو وقعت واحدة يبقا لازم تتعطل، المشكلة في الأساس في شكل الامتحان الذي يقيس كم المعلومات ولذلك يرجع الطالب للكتاب الخارجي الذي هو عبارة عن شرح ونقط مركزة، فلا يمكن تطوير الكتاب إلا بتطوير شكل الامتحان».

لطلاب أولى جامعة.. دي أفضل طريقة لتكوين صداقات جديدة

الكتاب الخارجي ومعاناة الأهل

يتحمل أولياء الأمور عادة مصاريف الكتب رغما عنهم، خوفا على مستوى تحصيل أبنائهم، وعدم مقدرتهم في التعامل مع الكتاب المدرسي في المذاكرة لأبنائهم.

أحمد إبراهيم يقول «لازم نشترى الكتب عشان الولاد تذاكر، ودايما المدرسين بيطلبوهم عشان الأسئلة ويتمرن، ولو مجبناش الكتاب مش هيتعامل مع ابني ويتابعه».

وتوضح ريهام محمود «البنت بتيجي تعيط لأنها خايفة على مستقبلها ومش عارفة تتعامل مع الكتاب المدرسي، ومجبرين نجيب كتب في كل المواد، كل كتاب بيتكلف في حدود 20 جنيه، وأنا عندي 3 أولاد، يعنى بنبقا محتاجين ميزانية للكتب والمراجعة ده غير الملازم، المنظومة كلها فاشلة».

والطالبة نورهان محمد تقول «كل سنة بستلم الكتب وبخليها زي ما هي جديدة واديها لماما تستخدمها في المطبخ، أو ابيعها لأي حد من البقالين أو بتوع الروبابكيا، لكن غالبا الكتب الخارجية بتاعتي بديها لحد أصغر مني يستفيد بها، بس هو مش محتاج كتاب المدرسة في حاجة».

لو تنسيقك وداكي لمحافظة تانية.. متخفيش ودليلك أهو بالتفصيل

معارك تواجه الكتاب المدرسي

أكد عدد من الخبراء صعوبة طباعة الكتاب الخارجي بالمدرسة، أو تطوير شكل الكتاب المدرسي نتيجة الالتزام بعدد صفحات معينة لكل كتاب لا يزيد عن 100 ورقة، مضيفين أنهم يواجهون عددا من الأساليب التي يتبعها أصحاب الكتب الخارجية من ضمنها «تقديم رشاوى لأمناء التوريدات لتأخير توزيع الكتاب المدرسي في فترة من الفترات، والهدايا التي يتم دفعها للموجهين والمدرسين حتى يعتمدون على كتاب ما»

الدكتور حسن شحاتة يقول إنه «نتيجة طباعة الكتاب الخارجي، يتم زيادة سعر الورق والطباعة، فبالتالي زيادة تكلفة الكتاب المدرسي على الدولة، وتم المطالبة بحق الانتفاع من الكتاب المدرسي لكن رفض المؤلفون دفع القيمة التي حددتها الوزارة، كما أن الكتاب الخارجي بياخد إجازه للنشر مقابل فحصه وموافقة من التربية والتعليم».

بدائل وحلول لعودة قيمة الكتاب المدرسي

أشار كمال مغيث إلى أن الكتاب المدرسي لا يستخدم في العملية التعليمية كما يجب أن يكون من ناحية المدرس والطالب، وأنه لابد من تدريب الطالب على التفكير والاستطلاع والمقارنة والتحليل والابداع، والاعتماد على امتحان يقيس القدرات العقلية العليا، ويقيس العلم نفسه وليس كمية المعلومات.

كما قدم عدد من التربويين حلولا لعودة قيمة الكتاب المدرسي مرة أخرى، من ضمنها:

- تقديم الكتاب المدرسي ومعه CD أو تابلت يستطيع الطالب أن يستخدمه على الكمبيوتر.

- توفير موقع على الانترنت يسمح للتلاميذ والمعلمين والآباء أن يتعاملوا معه من حيث الأسئلة والإجابات والأمثلة.

داخل أولى جامعة؟.. 5 أمور تُزعج «الدكاترة» عليك تجنبها

فادية إيهاب

فادية إيهاب

صحفية مصرية متخصصة في الشأن الطلابي، إلى جانب اهتمامها بالإخراج التلفزيوني والتصوير