رئيس التحرير أحمد متولي
 هذه المهارات يكتسبها طفلك بالتعليم المنزلي.. زي «ضحى»

هذه المهارات يكتسبها طفلك بالتعليم المنزلي.. زي «ضحى»

تستيقظ «ضحى» لتذهب إلى النادي للسباحة، وهي رياضة تحبها كثيرا. وتعود لتقرأ القصص وتشاهد الأفلام العلمية، أو تذهب لكورس العلوم لتمارس التجارب العلمية بنفسها.

«ضحى» طفلة متفوقة مقارنة بأقرانها، لكنها لا تذهب إلى المدرسة إطلاقا بل قرر والداها أن تتعلم منزليا.

عندما يتعلم الطفل منزليا فهو يتعلم وفقا لأحدث المناهج التعليمية الموضوعة بالخارج، ويذهب لكورسات خاصة بالتعليم المنزلي، ويمارس فيها الأنشطة التي تنمي موهبته وتبني شخصية مسؤولة. أما الشهادة فيحصل عليها بالذهاب للمدرسة للامتحان فقط أو يسجل أونلاين بإحدى مؤسسات التعليم المنزلي بالخارج.

اكتشاف موهبة الطفل

​​​​​​​

لم تكن نورا محمود، أم لطفل عمره 7 سنوات، من المؤمنات بالتعليم المنزلي في بداية الأمر. تقول: «كنت أضغط على ابني ليذاكر بطريقة المدرسة ويكتب الكلمة مثلا 10 مرات ليحفظها، حتى اكتشفت مدى الجريمة التي ارتكبها في حق طفلي».

في نظر «نورا» وغيرها من الأمهات اللاتي يدعمن التعليم المنزلي بشدة، فهو يعد بديلا لتنمية مهارات الطفل بعيدا وتنمية حبه للتعلم.

وتتسائل: «ما الهدف من التعليم أساسا؟ وما هو الهدف من الحصول على شهادة ولا أحد يعمل بشهادته أو يجد عملا من الأساس؟».

التعليم المنزلي أيضا تأهيل للطفل كي يستطيع الدراسة بالخارج؛ وتوضح «نورا» لـ«شبابيك»: «يستطيع الأهل عندما يكبر الطفل أن يقدموا له في الدبلومة الأمريكية أو يشتروا له مناهج للتعليم المنزلي من الخارج. وبعض المجموعات الخاصة بالتعليم المنزلي تشتري هذه المناهج من الخارج وتبيعها بأسعار مخفضة للأمهات المصريات. وهي مناهج  معترف بها عالميا».

سيتعلم طفلك وفقا للطريقة المناسبة

الأطفال ليسوا نسخة واحدة فكل طفل يستوعب المعلومة بطريقة مختلفة عن الآخر؛ هناك طفل حركي لا يتعلم إلا بالأنشطة الحركية، وطفل بصري يستوعب المعلومة أكثر بالصور والفيديوهات، وطفل آخر سمعي يستوعب المعلومة أكثر من خلال الأصوات والأغاني التعليمية مثلا.

تقول «نورا»: «كيف أطلب من طفل حركي أن يكتب الكلمة مثلا 10 مرات؟ كيف يستوعبها ويفهمها؟ فالطفل الحركي يحتاج للأنشطة، للحركة، للحرية لا أن يكون محبوسا في الفصل وفي الـديسك 7 ساعات وإلا ستتحول طاقته الحركية إلى عنف».

أكثر تفوقا مقارنة بغيرهم

مروة حسين التي درست منهج «مونتيسوري» لتسطيع تعليم طفلتها منزليا، تقول إن طفل التعليم المنزلي يصبح أكثر تفوقا مقارنة بالأطفال في مثل سنة.

وتوضح «نحن نحافظ على جزء قراءة كل يوم، كما تذهب ابنتي لكورس علوم تتوافق مع سنها وتتعرف فيه على أجزاء النباتات وجسم الإنسان بطريقة ممتعة، وتستطيع كتابة وقراءة جمل كاملة بالإنجليزية، بينما يبدأ أطفال المدارس في هذا السن في تعلم بعض الكلمات البسيطة، وبالنسبة للغة العربية فهي تستطيع قراءة الكلمات بالتشكيل».

التعليم المنزلي ليس منزليا

«التعليم المنزلي عبارة عن أنشطة يمارسها الطفل في الخارج والجزء الأكاديمي لا يتعدى نصف ساعة أمارسها مع طفلي يوميا»، هكذا ترد هبة أيمن على شبهة أن التعليم المنزلي يخلق طفلا انطوائيا.

وتوضح «الأمهات المهتمات بالتعليم المنزلي يتجمعن حسب المنطقة، ويتقابلن ويتشاركن في الأنشطة التعليمية، وتنظيم ورش فنية ودينية للأطفال، فأصبح لابني أصحاب كثيرون ومن أعمار مختلفة، وذلك لتعويض جو المدرسة».

مهارات اجتماعية أفضل

تقتل المدرسة يوم الطفل. يقضي الطفل 7 ساعات في المدرسة ثم ساعتين في المواصلات ويعود ليحل الواجب وينام من التعب، هكذا تعترف جميع الأمهات اللاتي جربن التعليم المنزلي؛ لكن عندما لا يذهب الطفل للمدرسة فهو يوفر الوقت ويتعرض لتجارب إجتماعية أكثر.

ترفض مي محمد فكرة أن طالب التعليم المنزلي سيكون أكثر انطوائية، وتقول: «من خلال سنة تعليم منزلي، وجدت عكس ذلك تماما؛ طوال الأسبوع يكون الطفل منشغلا بأنشطة تعليمية مختلف، هذا غير التجمعات العائلية، والرحلات التي ننظمها كل أسبوع مع أطفال من كافة الطبقات الاجتماعية والخلفيات الثقافية».

المهارات تختلف باختلاف الأهداف

لكن المهارات التي يكتسبها الطفل تحتاج لوضع أهداف واضحة من الآباء، وهذا ما تؤكده «أم يحيى» التي فضلت عدم ذكر اسمها، وتقول: « هناك آباء يكون هدفهم تربويا بمعني أن توفر للطفل جميع الأنشطة والمناهج التعليمية التي تنمي شخصيته وتجعله مثلا قادر على الدفاع عن نفسه أو يعتمد على نفسه».

وتضيف «وهناك آباء يكون هدفهم دينيا، فهمهم الأول والأخير هو أن يحفظ الطفل القرآن كاملا في عمر الثلاث سنوات مثلا، والبعض ينمي لدى الطفل القدرة على حرية التعبير وحرية الاختيار».

الشيء الآخر الذي قد يمنع الطفل من الاستفادة من التعليم المنزلي بشكل كامل كما تقول «أم يحيى» هو عدم وجود الوقت أمام الأم لتذهب بطفلها للأنشطة والرحلات التعليمية، خاصة إذا كان لديها أكثر من طفل، أو أن تكون القدرة المادية للأهل غير كبيرة حتى يشتروا الأدوات التعليمية؛ لكن هذا يتم التحايل عليه بتبادل هذه الأدوات بين الأمهات، وبعض الأمهات تصنعها منزليا «هاند ميد».

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال