رئيس التحرير أحمد متولي
 يلزمك قد إيه عشان تتعرف على خطيبتك؟.. الإجابة مفاجأة

يلزمك قد إيه عشان تتعرف على خطيبتك؟.. الإجابة مفاجأة

«اصنع سعادتك بنفسك» هو شعار يرفعه أحمد توفيق، مستشار نمط الحياة والمظهر، منذ نحو 15 عاما، ويصف عمله بأنه بمثابة الكشاف الذي يظهر لكل فرد جوانب القوة والضعف في حياته ويهديه لطريق يجعلها أكثر نجاحاً وسعادة.

«شبابيك» حاورت «توفيق» لتتعرف بالتفصيل على مجال عمله، وكيف يسهم في حياة الآخرين، وغيرها من القضايا مثل الزواج والخطوبة والأناقة، وإلى نص الحوار:

أن يكون هناك خبيرا للسلوك والمظهر ونمط الحياة هو أمر غير دارج في مجتمعنا، فما معناه؟

تتعدد مهام خبير نمط الحياة بين 3 قطاعات، أولها مساعدة الأفراد في تعديل أنماط حياتهم وهو ما يندرج تحته تخصص الاستشارات الزوجية أو تدعيم العلاقات مع الأهل، وثانيها الشخصيات العامة من سياسيين وفنانين، حيث يعمل على إعادة تشكيل اهتمامات العقل وأهداف كل شخص من حياته بشكل عام، ويتم فيها النظر لأكثر من جانب بما فيها الصحة العامة للجسم، وثالثها العمل على تحسين مناخ العمل داخل المؤسسات والشركات.

هل يمكن أن تصل حدود تخصصك لدرجة الحديث عن الصحة العامة؟

الاهتمام بصحة ومظهر الشخص بند رئيسي في طبيعة عملي ولكن ليس لدرجة أن اتولى مكان الطبيب، وإنما يقتصر دوري على دفع كل شخص للتفكير في صحته وسلامته بشكل أكثر تنظيماً، مثل إقناعه بأهمية إجراء الكشف والتحاليل العامة كل 6 أشهر ليبقى مطمئناً على صحته بشكل عام، وكذلك تحذير السيدات مثلا من اتباع نظام غذائي بالتقليد من إحدى الوصفات أو الصديقات دون استشارة طبيب .

وماذا عن تصحيح طريقة اختيار الشخص لمظهره ولملابسه؟

رغم إيماني بأن الجوهر أهم من المظهر إلا أن هذا لا يقلل من أهمية مظهرنا في الحياة، خاصة في أوقات العمل حيث كثيرا ما اصادف أشخاص لا يوجد لديهم قدرة على التمييز بين ما يجب أن يُلبس في الجامعة وفي العمل وفي الخروجات العادية أو السهرات الرسمية، حتى أن فكرة ملابس العمل في حد ذاتها تختلف من مكان لآخر ومن طبيعة عمل لآخر، ويعتبر هذا البند هاماً للأشخاص العاديين وهاماً جدا للمشاهير من سياسيين وفنانين، ويتطلب العمل عليه وقتاً طويلا حتى يصلوا للمستوى المطلوب.

هل لمست بنفسك وجود مشاكل مزمنة في العلاقات الزوجية في مجتمعنا؟

أغلبنا– للأسف- لا يعرف نفسه أصلا بالقدر الكافي لا نفسياً ولا جسدياً، فإذا كان الشخص لا يعرف نفسه بالقدر الكافي كيف سيعرف الآخر جيداً؟ فأهم خطوات برامج العمل مع الأزواج هي تحديد كيف يرى كل شخص فيهم شريك حياته، وهل هو يفهمه ويتفهم احتياجاته بالقدر الكافي؟ وحتى إن كان هناك اختلافات بينهما فمن الممكن ألا يشكل هذا مشكلة بشرط أن نعرف سبب هذه الخلافات وكيف من الممكن أن يتم حلها؛ لأن هناك كثيرون يعتقدون أنه طالما هناك اهتمامات مشتركة بينهم فهذا دليل كافي أنهم خُلقوا لبعض وهذا تصور خاطئ، أما المشكلة الثانية المستشرية هي عدم وجود صراحة ووضوح بين الطرفين وهي غالبا ما تكون سبب المشاكل الزوجية فللأسف نحن في مجتمعنا نهتم بالعقد المكتوب والأرقام المادية أكثر من اهتمامنا بالاتفاق الروحي بين الطرفين.

وهل خطوات تنظيم خريطة العقل والأهداف تكون ثابتة مع كل الحالات التي تواجهها؟

هناك ما يشبه برنامج ثابت عادة ما اتبعه مع المخطوبين أو المتزوجين لإعادة تقييم حياتهم وترتيبها، أولها خطوة «المكاشفة» والتي تتطلب أن يكون كل طرف أمينا مع الآخر، وصريح بالقدر الكافي لأن إدعاءنا لصفات غير موجودة وتظاهرنا بتقبل عيوب الآخر بدرجة غير حقيقية سرعان ما ينكشف مع الأيام ويكون سبباً مستقبلياً في خلافات مستمرة، وبعد مرحلة المكاشفة تأتي مرحلة «الاتفاق» التي يتم فيها عمل محاولة لتقريب وجهات النظر بقدر الإمكان وأنا أرى أنها لابد أن تستمر تلك المرحلة 800 ساعة من التواصل المباشر (دون محادثات عبر الهاتف أو الانترنت) كي يكون كل ثنائي حصل على فرصة كافية لاكتشاف الآخر عن قرب، وبعدها تأتي مرحلة «المشاركة» ليتأكد كل شخص ما إذا كان سيستطيع مشاركة الآخر اهتماماته وتفاصيل حياته أم لا.

وبعدها تأتي مرحلة «العطاء» والتي يكون كل شخص فيها مطالبا بأن يسأل الثاني ماذا سيقدم له في هذه العلاقة وما إن كان قادراً فعلاً على تحقيق ما سيطلب منه أم لا، وإن تمت تلك الخطوات بنجاح يكون الشخصان قد أصبحا مستعدين لبدء حياتهما معاً أو ما وصلا إليه بعد الاتفاق الجديد إن كانا بالفعل متزوجين، وآخر مرحلة وأهمها تكون مرحلة «التأهيل»؛ لأن عن طريقها نستطيع تقييم العلاقة بعدما تم وضع اتفاق جديد لها ليتضح أي من الطرفين التزم ونجح، وما إن كان هناك حاجة لتعديل جديد للأفكار أو الاتفاقات خاصة أن هناك العيد من الصفات والطباع لابد وأن تظهر بعد الزواج.

وما أكثر مشكلة لاحظت أنها تتكرر بين المتزوجين؟
«توفيق»: مشكلة الخرس الزوجي هي الأكثر شيوعاً والأكثر خطورة في نفس الوقت، وهي تتمثل في عدم وجود لغة حوار ولا اهتمامات مشتركة بين الزوجين، وعادة ما تشتكي المرأة من هذه الظاهرة أكثر رغم أنها جزء أصيل من المشكلة، فما هو السبب الذي يجعل الرجل متكلماً وحيوياً خارج المنزل وصامتاً بداخله؟ ما السبل التي من الممكن أن تتبعها المرأة لإعادة حيوية الأجواء بينها وزوجها؟ كل هذه أمور أحاول وضع إجابات لها بين أي ثنائي.

هل هناك مفاهيم مغلوطة كثيرة في مجتمعنا عن الزواج؟

هناك مفاهيم كثيرة مغلوطة، أبرزها لدى الرجال هو اعتقادهم بأن حياتهم قبل الزواج يجب ألا تتغير بعده، ولا يكون هناك أي فارق سوى أن هناك امرأة أصبحت موجودة في البيت، بينما برنامج اليوم والعادات ستكون ثابتة كما هي، أما المرأة فعادة ما تخطئ في مقدارالعطاء والتضحية التي تقدمها حتى لو كان هذا على حساب رغباتها وراحتها الشخصية، فكلما زاد هذا العطاء كلما كانت النتيجة تصادمية عندما تكتشف أن ما بذلته لم يتم تقديره بعد.

كيف يتم التفاعل مع المتزوجين أو المخطوبين؟ هل في شكل محاضرة أم ورش عمل؟

قد تكون مزجاً بين الاثنين، ولكنها تميل أكثر إلى مفهوم ورش العمل لأنها تكون معتمدة على تفاعل الجمهور واشراكهم في الأنشطة، مثل الورشة التي سأقوم بتنظيمها في الإسكندرية منتصف الشهر الحالي بإحدى الفنادق، والتي تعتمد على حضور مجموعة من المخطوبين أو المتزوجين، وسأسعى خلال ورشة العمل لمساعدتهم على إعادة ترتيب أفكارهم وتقييم العلاقة وتعديل الاتفاق المبرم بينهما.

وما الدور التفاعلي المنتظر من الحضور القيام به؟

عادة ما ينقسم اليوم لأكثر من قسم، فبعد الانتهاء من محاضرتي عن المفاهيم الواجب اعادتها، ومراحل العلاقة الناجحة (المكاشفة- الاتفاق- المشاركة- العطاء- الإعداد- التأهيل)، أطالب بعدها كل سيدة من الحضور أن تشرح وظيفة زوجها وتتخيل نفسها أنها تحضر له ملابس يوم عمل عادي وبعدها أقوم بتصحيح اختياراتها لو كان هناك خطأ، أما بالنسبة للرجال فأطالب البعض بمحاولة وضع مكياج لزوجته وسط الحضور وهذه التجربة فائدتها تعريف الرجل بصعوبة ما تحتاجه زوجته لتبدو مستعدة وأنه لا داعي لاستعجال زوجته كل يوم أو اتهامها بتعمد تأخيره بسبب وقفتها أمام المرآة، علما بأن هناك makeup artist محترفة ستكون حاضرة معنا.

وبعدها سيتم عرض أكثر من لعبة يقوم كل ثنائي بتجربتها، وغالباُ ما تكون mind games هدفها اشراكهم في التفكير سوياً في أمر يجمعهم ولو لدقائق، ومنها على سبيل المثال التفكير في أجازة يريدوا قضاءها أو خطة سفر مؤجلة، وأخيرا سيتم تنظيم حصة «يوجا» ثنائية يشارك فيها كل زوجين مع بعضهما وهذه التجربة لها أثر نفسي هام عليهما.

هل تعتقد أن محاضرة أو ورشة عمل واحدة كافية لإعادة تقييم وتعديل الحياة الزوجية؟

في نهاية اليوم نطلب من كل زوجين أن يقوموا بإعادة صياغة الاتفاق بينهما في ورقة، بحيث يقوم كل طرف بكتابة ما يريده من وراء هذه العلاقة، وكذلك كتابة ما يجب عليه تغييره أو تعديله في تصرفاته، ويقوم كل منهما بتعليق هذه الورقة في مكان ظاهر بالمنزل لتظل أمام أعينهم، وبعد شهر يتم إعادة تقييم للعلاقة بعد هذه التعديلات ثم يُعاد التقييم مرة أخرى بعد 3 شهور، ليكتشفوا من منهم التزم باتفاقه ووعوده الجديدة ومن حاول ولم يستطع، ومن لم يحاول من الأساس.

وماذا عن الدور الذي من الممكن أن تقدمه للمشاهير من ساسة وفنانين؟

عادة ما تحتاج أي شخصية عامة في بداية حياتها الجديدة أن يتم تعديل بعض المفاهيم لديها، كأن يتم إعادة جدولة طريقة تفكيرها وطريقة حياتها بشكل عام، وبعد ذلك يأتي دور تعديل المظهر والتصرف وحتى طريقة الكلام والمشي بما يتوافق مع المجتمع الجديد المقبل عليه، وكل هذه الأمور يمكن اكتسابها بالملاحظة والتقليد ولكن عبر سنين طويلة، بينما الاعتماد على استشاري مظهر يساعد الشخص في إعادة تأهيل نفسه وحياته بطريقة أسرع ومضمونة، لأن هذا أفضل بكثير من أن يقوم بتقليد الآخرين من حوله في أي شيء يفعلوه دون التأكد إن كان هو الصواب أم لا.

هل هذه تعتبر نفس المهمة التي تقوم بها لأصحاب الشركات ومديري المؤسسات؟

مهمتي مع المؤسسات تختلف كثيرا، حيث أقوم مع الشركات بما يسمى Image management وهو ما يعني إعادة تأهيل وتقييم لصورة المؤسسة الداخلية والخارجية، وهذا يبدأ من إعادة صياغة هدفها وشكلها ومبادئها ونظام العمل الساري فيها، وبناء عليه تجرى ورش جماعية لجميع العاملين في المؤسسة بدءاً من رئيس مجلس الإدارة وصولاً إلى العمال، وتشمل تلك الورش التعريف بالأسلوب المهني للمؤسسة، وإعادة تقييم هدف المؤسسة ومدى نجاحها في الوصول إليه، وإصلاح العيوب الموجودة في مناخ العمل داخل المؤسسة بشكل عام سواء كان المتسبب فيها المديرون أو الموظفون.

ولكن عادة ما يكون هناك مسؤول للموارد البشرية داخل أي مؤسسة للقيام بهذه المهام، فما الفرق؟

هناك العديد من مسؤولي تنمية الموارد البشرية غير مهتمين بإعادة التعريف بمفهوم العمل وقيمته ولهذا أعتبر أن هذه هي مهمتي الأساسية، وهي إعادة إحياء قيمة العمل والهدف منه داخل نفس كل شخص بالمؤسسة والتوصل إلى أفضل شكل مرضي له من وراء هذا العمل، وفي نفس الوقت أقصى قدر من العطاء يكون قادر هو عليه لإنجاح منظومة العمل ككل.

هذا بخلاف إعادة تقييم علاقة الموظفين بين بعضهم البعض أو بينهم وبين مديرينهم، أو حتى بينهم وبين موظفي بقية الأقسام الأخرى، إضافة إلى الحديث عن كيفية اختيار الملابس المناسبة للعمل والسلوكيات الواجب اتباعها، وهذا يعني أننا سوف نساعد الـ HR في القيام بمهام عملهم من دون تدخلنا في تخصصاتهم.

الكلمات المفتاحية

مي مصطفى

مي مصطفى

محررة صحفية ومدونة مهتمة بالتنمية البشرية والمجالات الأدبية