سيطرة ولا إدارة؟.. هذا ما فعلته المرأة بالرجل في الأعمال الفنية
لو الآية اتقلبت، والراجل حل محل الست وبقى هو اللي يقوم بالحاجات اللي مفروض هي تقوم بيها، وعلى الجانب التاني الست بقت هي المسيطرة وبتقوم بالحاجات اللي الراجل مفروض يقوم بيها، يا ترى إيه اللي هيحصل؟
هل الموضوع في الحالة دي هيتم على أكمل وجه والست هتثبت إنها قادرة تسيطر، ولا مش هيحصل؟ ده اللي هنعرفه من خلال النماذج الفنية من بعض الأفلام المصرية اللي بنسلط الضوء عليها في الموضوع ده من «شبابيك».
هاتولي راجل
في إطار فانتازي، تناول فيلم «هاتولي راجل» فكرة إن الست بقت هي اللي متسلطة ومسيطرة على العالم وكأنها بتقوم بدور «سي السيد» وعلى الراجل السمع والطاعة لأوامرها زي ما كانت «أمينة» بتعمل.
وده من خلال 3 نماذج من الستات و3 من الرجالة، وعشان نوضح أكتر الموضوع هنلاقي مثلًا في علاقة كريم فهمي اللي متجوز إيمي سمير غانم، إن «كريم» شخصيته سلبية وضعيفة جدًا و«إيمي» صاحبة شخصية مسيطرة ومتحكمة لدرجة إنها منعته يروح شغله كمضيف طيران ويفضل قاعد في البيت. ولما فاجئها وجابلها بنت في البيت وطلب منها الطلاق رفضت.
لكن في النهاية كاتب الفيلم كريم فهمي بين إن الأوضاع مينفعش تمشي على الوتيرة دي، فهنلاقي إن الأدوار رجعت زي ماكانت مرة تانية.
«كريم» ادعى إنه اتجوز واحدة تانية على «إيمي» عشان يضايقها ويحسسها إنه راح من إيديها ووافقت على طلب الطلاق وبعد وقت رجعت تاني ليه ووافقت إنه يرجع لشغله وإنه يفضل متجوز مراته التانية، بس هو فاجئها بإنه مش متجوز عليها.
نظرة محافظة تقليدية
الناقدة الصحفية علا الشافعي بتشوف إن الأدوار- برغم المفارقة الكوميدية اللي حصلت في الفيلم- بترجع زي ما هي في النهاية، وده بيبين النظرة المحافظة التقليدية اللي دايمًا بيتبص ليها على إن الراجل راجل والست ست، وكل واحد مفروض يكون في مكانه وميتعداش على مكان التاني وديه علاقة «سي السيد» و«الست أمينة» اللي لسة بنعيشها لحد دلوقت واللي محصلش فيها أي تغيير من ناحية النظرة للست على إنها مش أقل من الراجل وإنها عندها برضه قدرة على الإدارة زيها زيه.
إدارة مش سيطرة
وبتشوف علا الشافعي إن المعنى الصح مش إن المرأة مسيطرة لأن المرأة عندها قدرة على الإدارة زيها زي الراجل بالظبط ولو بصينا للصعيد هنلاقي إن المرأة قادرة تدير البيت كله وتتحكم في مساره وأقرب مثال على كدة «فاطمة تعلبة» في مسلسل «الوتد» اللي كانت ماسكة زمام الأمور كلها في كل تفاصيل البيت.
استشاري الصحة النفسية جمال فرويز بيأكد قدرة المرأة على الإدارة، وبيقول إن المرأة هي الحاكم الخفي في كل بيوت الصعيد، وعندها القدرة إنها تقنع جوزها باللي هي عايزاه وهو بياخد القرار وكأنه خده من نفسه، عشان كده زيجات الفلاحين ناجحة لأن فيه حالة تفاهم ما بينهم.
حواء على الطريق
شخصية ماجدة في فيلم «حواء على الطريق» بتقع في حيرة مابين إنها بتحب رشدي أباظة وإنها بترفض مبدأ إن الراجل يتحكم في الست، فبيتحايل عليها وبيقنعها إنه راجل متحرر وبيساعد الست دايمًا وفعلًا لما اتجوزوا كان بيشتغل معاها في شغل البيت وكل حاجة ومع الوقت ابتدى يحتج على ده وهي اكتشفت إنه كان بيضحك عليها وإنه عايز يتحكم فيها ويجبرها على إنها تشتغل، وقررت إنها تنتحر لأنها بترفض إن حد يسيطر عليها.
لكن كاتب الفيلم حسين حلمي المهندس بنلاقيه في النهاية خلى «رشدي» يلحق ماجدة ويعترف ليها انه أخطأ في حقها وأقنعها إنه هيبدأ معاها صفحة جديدة قايمة على الحب.
الراجل قبل وبعد
علا الشافعي بتشوف إن الفيلم ده برضه بيسلط الضوء على اللي بيحصل في المجتمع لحد دلوقت من إن الراجل قبل الجواز بيرسم على البنت إنه متفهم دورها في المجتمع، وإنه هو هيساعدها في البيت زي ما هي بتساعد، وبعد الجواز بيبدأ يتغير ويرجع لفكرة السيطرة مرة تانية والكاتب خلى الأدوار ترجع في الآخر كما كانت الراجل راجل والست ست.
وبيشوف «فرويز» إن لو العلاقة العاطفية مشيت بإن الراجل هو رئيس الجمهورية والست هي رئيسة الوزارة اللي مسؤولة عن إدارة البيت العلاقة هتكون ماشية بشكل كويس لأن الإتنين هيكون لكل واحد منهم دوره المهم في البيت.
الرجالة في خطر
سميرغانم ويونس شلبي شغلهم واخد كل وقتهم وده خلى مرات كل واحد فيهم تحس بالملل من القعدة في البيت طول اليوم لوحدها. ويوم ما حصل إنهم خسروا فلوس في شغلهم ده بتقرر مرات كل واحد فيهم إنها تحل محل جوزها في الشغل عشان يحاولوا يرجعوا الفلوس اللي راحت، وأجبروهم أنهم يقعدوا في البيت ويشتغلوا شغل البيت كله ممن طبخ، كنس، غسل، مسح.
ولما بتلاقي دلال عبد العزيز وهالة صدقي إنهم حامل بيلاقوا الوقت مش سامح إنهم يروحوا للدكتور يحجزوا فبيبعتوا أزواجهم وبيحصل لبس والدكتور بيفتكر إن الرجالة هما اللي حامل.
لكن في الآخر كاتبة السيناريو ضحى أحمد علي حطت نهاية سعيدة للموضوع واتجمعوا كلهم في آخر مشهد في الفيلم واعترفوا إنهم كلهم ميقدروش يستغنوا عن الآخر وإنهم بيكملوا بعض.
وفي الفيلم ده برضه برغم تبديل الأدوار اللي حصل إلا إن في النهاية الأدوار رجعت مرة تانية. الراجل راجل والست ست.
سيداتي آنساتي
لكن الوضع بيختلف في فيلم «سيداتي آنساتي» فهنلاقي إن الأربع ستات اللي فيه وهما معالي زايد، وعبلة كامل، ووفاء الكيلاني، وصفاء السبع اتجوزوا من شخص واحد بهدف التغلب على أزمة الإسكان والأزمات الإقتصادية المختلفة والشخص ده كان محمود عبد العزيز والعصمة كانت في إيديهم.
وكلهم كانوا بيستغلوه في إنه يقوم بالأدوار اللي كانوا مفروض هما يقوموا بيها من طبخ وغسل وكنس. ده غير كمان إن اتنين منهم اتطلقوا منه واتجوزوا يوسف داوود اللي قام برضه بنفس الحاجة اللي بيقوم بيها «عبد العزيز». وكان عايش معاهم في نفس البيت.
لكن في الآخر الأربع ستات كلهم اتلموا على «عبد العزيز» و«داود» وطلقوهم ومشيوا وهما مكسورين الجناح في الشارع وهنا ساب الكاتب رأفت الميهي نهاية الفيلم مفتوحة.
تعرية مشاكل المرأة
علا الشافعي بتقول إن «نهاية الفيلم دي بالنسبة ليا هي الأصدق، لأنها بتثبت إن مفيش قاعدة بتحكم العلاقات الإنسانية، وبشوف إنها رؤية واسعة لشكل العلاقات المجتمعية وتحولها».
رؤية الميهي
وتضيف إن «الميهي» كان شايف إن الست رغم إنها شايلة عبء في المجتمع إلا أنها يتم التعامل معاها على أنها درجة تانية.
مجتمع ذكوري ولكن
بيشوف «فرويز» إن برغم إن المجتمع بتاعنا ذكوري وبيبص فيه الرجل على إنه هو المسيطر لكن على أرض الواقع بنشوف إن المرأة هي اللي بتدير البيت في كل بيوت مصر.
احترام لدور الآخر
وبيكمل إنه لازم يكون كل واحد منهم بيحترم دور الآخر وميتعداش على دور التاني في محاولة للسيطرة عليه لأن ده هيخلق حالة من الندية والصراع بينهما وهيؤدي لهدم البيت واضطراب نفسية الأولاد.