رئيس التحرير أحمد متولي
 داخل لجنة الامتحان.. العلاقة بين الطلاب والمراقبين معقدة

داخل لجنة الامتحان.. العلاقة بين الطلاب والمراقبين معقدة

تُعرف أيام الامتحانات بالتوتر والاضطراب النفسي بين الطلاب، ويزيد حدّة التوتر داخل لجان الامتحانات بسبب التركيز والأسئلة.

ويلعب المراقبون على قاعات الامتحانات دورا أساسيا في خلق جو عام داخل اللجان سواء بالهدوء أو التوتر، وتبقى شخصية المراقب هي أساس ضبط لجنة الامتحان.

العديد من الطلاب – بحسب ما تحدث إليهم شبابيك- يعانون من بعض الممارسات من قبل المكلفين بالمراقبة عليهم، كما أن هؤلاء الأشخاص يكون من بينهم من يجهل أساليب التعامل في هذه الأوقات.

نقل الأماكن

تقول الطالبة بكلية الآداب جامعة حلوان، منة مجدي، إن من أهم عوامل التوتر داخل لجان الامتحانات هو إصرار المراقبين على نقل الطلاب من أماكنهم بين الحين والآخر، مضيفة أن عددا منهم يظلون طوال الوقت يدلون بالنصائح للطلاب بصوت عالي بص في ورقتك، ركز في الإجابة، عارف جاوب مش عارف متجاوبش، ابدأ بالسؤال الأسهل، خلي بالك من الوقت، متستخدمش اللون الأحمر في الكتابة، خلي إجابتك منمّقة».

واعتبرت أن هذا الكم من النصائح الموزّع على وقت الامتحان يكون من أسباب توتر الطلاب وتشتيت تركيزهم.

لكنه «منة» لم تلق بظلال المشكلة على المراقب وحده، موضحة أن بعض الطلاب يكونون سبب توتر اللجنة واندماج المراقبين معهم في مضايقة الطلاب، «في بقى طالب اللي عامل فيها مذاكر وفاهم الدنيا كل شوية يقول أنا عاوز مراقب الدور ويقول للمراقب انت موترني ويخنق المراقب ويخنقنا».

علاقة معقدة

على النقيض، تعتبر هاجر مزيد –طالبة بعلوم المنوفية- أن أغلب المراقبين يراعون ضميرهم في التعامل مع الطلاب داخل اللجان، مؤكدة وجود بعض الطلاب الذين يجبرون المراقبين على رفع أصواتهم.

«وفيه برضه مراقبين رخمينن وده يثبت إن العلاقة بين الطالب والمراقب علاقة معقدة، واللجنة بتكون هادية أو متوترة على حسب المراقب وحسب الطلاب».

مجلس عرض المشاكل

وتشير آية محمد بكلية التمريض جامعة المنصورة إلى أنه في بعض الأحيان يكون وقت الامتحان عبارة عن عرض لمشاكل المراقبين وطرق حلها، «الاتنين يقعدوا يحكوا مشاكلهم لبعض، واللي بيعاني من الموضوع ده هما اللي قاعدين في أول المدرج».

لا تخلوا قاعات الامتحانات من بعض الأحاديث الجانبية بين الطلاب بشكل نادر، ويكون التعامل معهم وفق الحالة، ففي بعض الأحيان يتم إخراج الطالبين أو عمل محضر غش لهم.

تحكي طالبة جامعة المنصورة «فيه مراقبين لو شافوا حد بيتكلم في آخر المدرج وهما في أوله بييجوا من أول المدرج لآخره زعيق وبصوت عالي جدا يشوشر على اللجنة كلها».

هوايات

ورصدت أن هناك بعض الهوايات التي تبرز داخل اللجان، مثل هواية العريف بالوقت، وهو ان يقوم المراقب بالتذكير بالوقت المتبقي كل فترة قصيرة «باقي ساعة، باق ساعة الا خمسة، باقي ساعة الا عشرة، يلا خلصوا زايلكم سلموا ورقهم، اللي حل حل وخلص، واللي ذاكر ذاكر من زمان» وغير ذلك من العبارات.

تمزيق الورق

وتروي إحدى الوقائع أنه في العام الماضي اتهمت مراقبة أحد الطلاب بالغش، وحدث شد وجذب بينهم لأن الطالب لم يمارس الغش بأي أشكاله، ما أدى لقيام الطالب بتمزيق ورقة الإجابة كاملة وخروجه من قاعة الامتحان، وصدر قرار من الجامعة بحرمانه من دخول الامتحان لمدة عامين، ثم إلغاء العقوبة بعدما تبين عدم قيامه بالغش.

الاستقصاد

تحدث في بعض الحالات أن يركز الراقب على شخصية أحد الطلاب طوال الوقت، لشعوره أن هذا الطالب قد يسخدم أحد وسائل الغش، «عندنا المراقبين بيفترضوا ان الطالب بيغش دايما لحين إثبات العكس يعني ممكن يزعق في طالب لمجرد انه بيعتقد انه بيغش رغم انه معملش أي حاجة» - تؤكد إيمان محمود بآداب المنصورة.

وفي كلية التربية تشير أمنية محمد إلى أنه «في حالة لو وقف المراقب جنبي وأنا بحل أو فضل يبص في ورقتي بتوتر ومبعرفش أكتب ولا كلمة، مش عارفة بيبص في الورقة ليه ولا هو حب استطلاع».

تعامل الطلاب

يقول الطالب بجامعة حلوان، عز محمد، أنه اغلب الحالات لا يكون للطلاب رد فعل، لكنه أكد أنه على المستوى الشخصي يقوم بمضايقة المراقب، «كل شوية أقوله الساعة كام، لو سمحت عطشان عاوز مية، في سؤال مش فاهمه».

وتؤكد آية محمد أنه في حالة وجود توتر من قبل المراقب، يطلب منهم الطلاب خفض أصواتهم، أو تغيير المراقبين، وقد يستجب رئيس الدور أول لا، وتضيف «بس بخبرة 3 سنين بقيت عارف كل دكتور وازاي تسكّته وانت ونصيبك».

بينما يرى آخرون أن أفضل طريقة مع المراقبين هي التجاهل والتركيز في الإجابة، وعدم الالتفات لحديثهم أو تعنيفهم للطلاب حتى لا يضيع الوقت.

موقف رسمي

ويشدد عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة، الدكتور علاء رأفت، على ضرورة التنبيه والمرور على اللجان بشكل مستمر، مؤكدا عدم استمرارية مراقب في لجنة من اللجان طوال فترة الامتحانات.

وأشار في حديثه لـ«شبابيك» إلى أنه إذا اشتكى عدد من الطلاب من مراقب بعينه لصوته المرتفع أو خلق التوتر في اللجنة فإنه يتم التنبيه عليه، وإذا تكررت الشكوى يحول للتحقيق لاتخاذ الاجراء المناسب معه، كما أنه من الصعب أن يتواجد المراقب في لجنة من اللجان مرتين خلال فترة الامتحانات.

توفير الجو المناسب

ويرى الموظف بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه قد تحصل في بعض الكليات النظرية ذات الأعداد الكبيرة بعض الأمور التي قد تحدث توترا بين الطلاب، كأن يعتاد الطالب على الالتفات حوله بشكل مستمر وهو ما يستدعي التنبيه عليه أكثر من مرة، أو أن المراقب ذو صوت عال.

ويشير إلى أنه بشكل عام، يعمل المراقبون على توفير الجو الهادئ للطلاب، لافتا إلى أن كلية الإعلام من الكليات التي لا يكون عليها أي ملاحظات سلبية داخل لجان الامتحانات.

 

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.