رئيس التحرير أحمد متولي
 بعد انقطاع 4 سنوات.. هل طلاب جامعة الأزهر مستعدون لانتخابات الاتحاد؟

بعد انقطاع 4 سنوات.. هل طلاب جامعة الأزهر مستعدون لانتخابات الاتحاد؟

مرت أربع سنوات على آخر اتحاد للطلاب في جامعة الأزهر، توقف خلالها النشاط الطلابي وتحولت الجامعة إلى مجموعة من المدرجات لإلقاء الدروس العلمية على الطلاب فقط دون نشاط  حر للأسر والحركات الطلابية.

وفي يوم السبت 19 أغسطس 2017، حضر رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد المحرصاوي اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، الذي عقد في جامعة الإسكندرية.

في هذا الاجتماع أقرّ المجلس اللائحة الطلابية الجديدة التي سيتم العمل بها وإجراء انتخابات الاتحادات خلال العام الدراسي 2017/2018.

الاتحادات الطلابية في جامعة الأزهر متوقفة حتى الآن منذ أحداث 30 يونيو 2013، على الرغم من إجراء الانتخابات في باقي الجامعات في عام 2015/2016.

بعد إقرار اللائحة الجديدة، أكد نائب رئيس جامعة الأزهر، الدكتور أحمد حسني، أن الجامعة ستشهد هذا العام عودة اتحاد الطلاب مرة أخرى بعد غياب 4 سنوات، مضيفا أن ما يطبق في المجلس الأعلى للجامعات من لوائح سيطبق في الأزهر.

وبعد أربع سنوات اقتصر النشاط فيها على أعمال تطوعية تنفذها بعض الفرق الطلابية خارج أسوار الجامعة ، فهل يكون الطلاب المقيدون حاليا في الجامعة مؤهلين لخوض الانتخابات وفهم اللائحة وتنظيم الأنشطة؟

مش عارفين حاجة

يؤكد الطلاب ومسئولي الفرق الطلابية الذين استطلع «شبابيك» آرائهم على أن أغلب الطلاب ليسوا مؤهلين للتعامل مع تجربة اتحاد الطلاب، مبررين ذلك بعدم دراية الطلاب بماهية الاتحاد ولجانه ودوره وأنشطته.

«معرفش حاجة عن اتحاد الطلاب ولا إيه وظيفته أو صلاحياته لإني مشوفتش الكلام دا ومعرفش هل نظام اتحاد الطلاب في الأزهر مختلف عن الجامعات الأخرى ولا ماشيين بنظامهم»، يقول الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام، عمار طه.

ولا يعرف الطالب بالفرقة الرابعة بكلية اللغة العربية، محمد علي، عن اتحاد الطلاب أكثر من أنه حلقة الوصل بين الإدارة والطلاب والكيان القادر على إيصال صوت الطلاب للإدارة في حالة كانت هناك أزمة.

وتشير مسئول العلاقات العامة بالنشاط الطلابي ««SYS إسراء إسماعيل، إلى أن نسبة قليلة من الطلاب احتكت بالنشاط الطلابي بالعمل التطوعي في الفرق المُشكّلة من طلاب الجامعة، وترى أن خبراتهم ضعيفة لأن أنشطتهم كانت تتم خارج الجامعة.

ولم يشر أيا منهم إلى ماهية اتحاد الطلاب أو تشكيل لجانه وأدوارها.

هل يشارك الطلاب؟

يقول الطالب عمار طه إنه لن يشارك بالانتخابات إذا عُقدت دون علمه بالفائدة التي قد تعود عليه بوجود اتحاد الطلاب ونوع المساعدة التي سيقدمها للطلاب، مضيفا أنه لن يحاول التعرف على إجابات تلك الأسئلة بنفسه بالبحث عن اللائحة الطلابية: «دي حاجة معرفش عنها حاجة ومش فارقة معايا».

ويحمّل الطالب محمد علي إدارة الجامعة مسئولية توعية الطلاب بأهمية المشاركة في انتخابات اتحاد الطلاب، وكيف سيفيدهم وجوده، ويقول السكرتير العام لفريق ««AMSA بكلية الطب، إن الجامعة عليها بذل جهد كبير لتوصيل ثقافة النشاط الطلابي وأهميته للطلاب.

وتضيف إسراء أن الجامعة عليها عقد دورات تدريبية لتعريف الطلاب بمفاهيم العمل الطلابي ومفاهيم العمل الجماعي والقيادة والنشاط الجامعي قبل البدء في تعريفهم على اللوائح الطلابية.

ويعبّر الطالب بالفرقة النهائية بكلية الهندسة، محمود حجاج، عن احتياج الطلاب لتعريفهم بالاتحاد من خلال السوشيال ميديا، مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي يُسهل الوصول إليهم.

ويلفت إسحاق إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به الفرق الطلابية لسهولة وصولهم للطلاب بعيدا عن الطرق الرسمية التي تلتزم بها الجامعة، من خلال انتشارهم في دائرة الطلاب باعتبارهم جزءا منها.

هنربيهم

ويؤكد مدير عام رعاية الطلاب بالجامعة، عصام شحاتة، انقطاع صلة الطلاب الحاليين بالجامعة باتحاد الطلاب بقوله: «الطلبة عارفين الاتحاد وبيسمعوا عنه».

ولا ينكر شحاتة دور الجامعة في تجهيز الطلاب للتعامل مع الاتحاد، قائلا: «إحنا دورنا نوعي الطلاب بدور الاتحاد ونصوص اللائحة وحقوق الطالب وننمي انتماءه للوطن ونعرفه حقوقه وواجباته وإزاي يفيد غيره».

ويرى أن عدم قيام الجامعة بحملات توعية للطلاب لن يؤثر على نسبة المشاركة، موضحا «في عز وجود الاتحاد مفيش طلاب كتير كانوا بيشاركوا والمشاركة كانت قاصرة على اللي منظم ومشكل لجانه».

ويجزم شحاتة بوجود جانب إيجابي في انقطاع الاتحاد لسنوات وكون معظم طلاب الجامعة لم يعاصروا اتحاد الطلاب، بإتاحة الفرصة للجامعة بتشكيل وتربية الطالب الذي وصفه بـ«الأبيض اللي مشافش حاجة غلط» في إشارة إلى ابتعاد الطلاب عن سابقيهم المحسوبين على فصائل سياسية.

أحمد عبده

أحمد عبده

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، يكتب تقارير بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام من جامعة الأزهر، ومقيم بمحافظة القاهرة