رئيس التحرير أحمد متولي
 ابنك مدمن كرتون؟.. طيب الحل سهل بالطريقة دي

ابنك مدمن كرتون؟.. طيب الحل سهل بالطريقة دي

لم تجد «علياء» سبيلا لإبعاد طفلها عن مشاهدة الأفلام الكرتونية إلا إلغاء القنوات الفضائية التي تبثها، بعدما ظهرت سمات التوحد عليه نتيجة مكوثه أمامها لفترات طويلة، حيث أوصاها الطبيب بمنعه عنها نهائيا.

وحتى تُجنبي طفلك أضرار مشاهدة الكرتون، عليكِ تقنين فترة جلوسه أمامه، عن طريق اتباع النصائح التي يقدمها «شبابيك» في التقرير التالي، من خلال الاستعانة باستشاري طب النفسي للأطفال الدكتورة إيمان جمال الدين، وأستاذ الصحة النفسية الدكتور شاهين رسلان.

اختيار الكرتون

قبل تقنين فترة جلوس طفلك أمام الكرتون، عليكِ اتخاذ خطوة أولية، وهي اختيار الأفلام الكرتونية التي يشاهدها، لضمان عدم تعرضه لمشاهد عنف أو أي مشاهد أخرى لا تتناسب مع صغر سنه، خاصة مع تزايد الأفلام الكرتونية التي تصدر ثقافات أجنبية غريبة تتعارض مع المبادئ والقيم التي يجب غرسها في طفلك.

ويمكنك التحكم فيما يشاهده طفلك، عن طريق:

  • المتابعة: احرصي على الجلوس مع طفلك أثناء مشاهدته للأفلام الكرتونية، فلا تتركيه بمفرده أمامها، حتى تتمكني من ملاحظة الأفلام التي لا تناسب سنه لتمنعيه من مشاهدتها نهائيا.
  • الكمبيوتر بدل للتليفزيون: من الأفضل ألا يعتمد طفلك على التلفاز لمشاهدة هذه الأفلام، لأنكِ ستجدين صعوبة في التحكم فيما يتعرض له، على عكس جهاز الكمبيوتر، فحاولي البحث عن أفلام الكرتون الهادفة والتعليمية، وقومي بتحميلها على الجهاز ليشاهدها طفلك.

التزمي بهذه الشروط

إفراط طفلك في مشاهدة الأفلام الكرتونية يسبب له مشاكل نفسية وعضوية أيضا، هذا ما يؤكده أستاذ الصحة النفسية الدكتور شاهين رسلان، موضحا أن التوحد يأتي على رأس المشاكل النفسية، فضلا عن مشاكل النطق، لأن أغلب هذه الأفلام يكون مدبلج، وبالتالي لا يتمكن الطفل من تعلم النطق الصحيح للحروف، ما قد يسبب له صعوبة في النطق أو التلعثم في الحديث.

أما المشاكل العضوية، فتنتج عن التأثير السلبي للموجات الكهرومغناطيسية، المنبعثة من جهاز التليفزيون، على دماغ الطفل، حيث تتسبب في تقليل قدرته على التركيز وإضعاف ذاكرته.

ولكي يتجنب طفلك الأضرار السابقة يضع أستاذ الصحة النفسية، شروطا لذلك، هي:

  • يجب ألا يشاهد طفلك الأفلام الكرتونية نهائيا قبل أن يُتم 4 سنوات.
  • ألا تزيد فترة جلوسه أمامها عن ساعة على مدار اليوم.
  • يجب تقسيم الساعة على فترتين (نصف ساعة صباحا مثلا، نصف ساعة مساءً).

ومن جانبها، ترى استشاري الطب النفسي للأطفال الدكتورة إيمان جمال الدين، أنه يمكن للطفل مشاهدة الأفلام الكرتونية من سن عامين أو عامين ونصف، بشرط ألا تزيد فترة مكوثه أمامها عن نصف ساعة خلال اليوم، وأن يكون الفيلم مناسب لهذا السن، كالأفلام الكرتونية التعليمية.

لكن.. كيف يمكنك تقنين جلوس طفلك أمام الكرتون؟

إذا كان طفلك لا يزال ملتحقا بالحضانة، فقبل محاولة تقنين جلوسه أمام الأفلام الكرتونية، ينصحك «رسلان» بالتأكد في البداية من أن الحضانة الملتحق بها تقنن أيضا فترة جلوسه أمامها، حتى لا يضيع جهدك هباءً.

ووفقا لما نصحا به خبيرا الصحة النفسية، وتقدمه الكاتبة كاساندرا جاردين في كتابها «كيف تكونان أماً وأباً أفضل»، يمكنك تقنين فترة جلوس طفلك أمام الأفلام الكرتونية، باتباع النصائح التالية:

  • احرصي على مشاهدة الأفلام الكرتونية مع طفلك، لأن مشاهدتك لمشاهد العنف وغيرها من المبادئ التي يمتصها طفلك، تزيد من حماسك لتقنين المشاهدة.
  • اخبري طفلك، سابقا، بفترة كافية أن التقنين سوف يدخل حيز التنفيذ، واجعلي الأمر يبدو ذا أهمية، كأن تقولي له: «لن تستمر بهذا الشكل، قررت أنا وبابا تحديد قاعدة جديدة عن وقت مشاهدة الكرتون، هل يمكنك تخمين ما هي؟»
  • اخبري طفلك بعد ذلك بأنه يمكنه كسب ساعة، كحد أقصى، لمشاهدة الكرتون يوميا، بعدما ينتهي من جميع الواجبات المدرسية مثلا أو أي نشاط آخر.
  • لا تقترحي أساليب مختلفة لقضاء الوقت، لأنها لن تروق له في الغالب.
  • اذكري القاعدة الجديدة مرات متعددة في اليوم، كلما اقترب موعد تطبيقها، فمع كل تكرار سوف يصبح طفلك أقل انزعاجا وأكثر تقبلا  لها.
  • امنحي طفلك حرية اختيار الساعة المفترض أن يُشاهد فيها الكرتون.
  • إذا كان هناك فيلما معين تريدين أن يراه، فاجعليه خارج الوقت المخصص للمشاهدة (خارج التقنين).
  • عندما تنتهي الساعة، اطلبي من طفلك مرة واحدة فقط أن يغلق التليفزيون، وإن لم يستجب فقومي بفعل ذلك بنفسك.
  • إذا أخذ طفلك في الصراخ والبكاء، فامدحيه على أي سلوك سيئ لا يفعله، ولكن لا تجادليه ولا تجعلي صراخه يُثنيكِ عن رأيك.
  • اخبريه بأن التزامه بقواعد مشاهدة الأفلام الكرتونية بالضبط سيجعله يحصل على الوقت المفروض لمشاهدتها في اليوم التالي.
  • احرصي على شغل وقت فراغ طفلك في أنشطة ترفيهية مسلية تبعده عن الإفراط في مشاهدة الكرتون، كأن تحضري له كراس للرسم أو التلوين، أو عمل أشكال بالصلصال، بشرط أن تشاركيه في هذا النشاط لتشجعيه على القيام به.  

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب