رئيس التحرير أحمد متولي
 الميثومانيا.. اضطراب هيطلّع «أبو لمعة» اللي جواك

الميثومانيا.. اضطراب هيطلّع «أبو لمعة» اللي جواك

هل تعاملت من قبل مع شخص دائم الكذب، ويروي مواقف أو أحداث تبدو قصصا خيالية لا تُصدق؟ إذا أنت تتعامل مع شخص يعاني من ما يسمى بـ«الميثومانيا» أو الكذب القهري. فما هو الكذب القهري «الميثومانيا»؟ وما هي سمات الشخص الذي يعاني منه؟ وكيف يتم علاجه؟

ما هو الكذب القهري؟

في بعض الأحيان نلجأ إلى الكذب كحيلة دفاعية، أي لتجنب العقاب أو الوقوع في مشكلة ما أو غيره، إلا أن الشخص الذي يعاني من الكذب القهري «الميثومانيا» يلجأ إلى الكذب لا لشئ إلا لأنه يجد الراحة والمتعة فيه، فهو يرى أنه وسيلة لجذب انتباه الآخرين.

الكذب القهري «الميثومانيا» لا يُصنف على أنه مرض نفسي بل هو اضطراب في الشخصية، فليس من الضروري أن يعاني كل المصابين به من مرض نفسي.

استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز يقول لـ«شبابيك» إن الكذب القهري يكون بدون مبرر، ومن يعاني منه يكذب من أجل الكذب فقط حتى في الأمور والمواقف العادية، ويلجأ إلى نسج قصص من خياله ليُخبر بها الآخرين.

ووفقا لموقع «everyday health» فهناك فرق بين الكذب القهري والكذب المرضي، فمن يعانون من الأول يروون قصصا يعتقدون أنها من الممكن أن تكون قابلة للتصديق، في حين من يعانون من الكذب المرضي فهم يلجأون إليه ليؤكدوا لأنفسهم أنه يمكنهم خداع الآخرين، ويستمرون في الكذب حتى عندما يعرفون أن الآخرين على علم بأنهم يكذبون.

هكذا تكذب دون أن تدري!

الكذب أصبح عادة بالنسبة لها وجزءاََ لا يتجزأ من شخصيتها لدرجة جعلتها تكذب دون وعي منها، تحكي «فيروز» (اسم مستعار) معاناتها: «مشكلتي إني بكدب من غير ما أحس، يعني مش بحس بالكلام الكدب غير بعد ما أقوله أو حد يُزنقني في الكلام فاضطر أقول الحقيقة».

وفقا لاستشاري الطب النفسي فإن ما تعاني منه «فيروز» يندرج تحت الكذب القهري، موضحا أن الشخص الذي يعاني منه يظل في سرد القصص الكاذبة التي يؤلفها من نسج خياله ومع كثرة تكراره لها يصل إلى مرحلة تصديق كذبه والتعايش معه على أنه حقيقة.

ويضيف «فرويز» أن رد الفعل يختلف عند مواجهة الشخص الذي يعاني من الكذب القهري بكذبه، فالبعض يبكي ويعترف أنه يكذب بالفعل مبررا أنه لا يدري لماذا يفعل ذلك، وآخرون يصرون على كذبهم.

كيف يتم علاجه؟

الذين يعانون من الكذب القهري أو حتى المرضي لا يكون لديهم غالبا، الرغبة الكافية للتغير، ولذلك لا يلجأون للعلاج إلا بعد دخولهم في متاعب، وبعدما تتسبب أكاذيبهم في عواقب وخيمة لهم مثل الإفلاس أو الطلاق أو فقدان الوظيفة.

ووفقا لموقع « «love to knowفإن العلاج الدوائي يعتمد على طبيعة الاضطراب الذي يعاني منه المريض، ولكنه عادة ما يشمل مضادات الاكتئاب أو الذهان، وأن العلاج السلوكي المعرفي (تغيير أفكار المريض لتغيير سلوكه) هو أكثر أشكال العلاج فعالية للعديد من الاضطرابات بما فيها الكذب القهري.

ويتفق «فرويز» مع ذلك، ويؤكد أن العلاج الأساسي لمن يعاني من الكذب القهري يتمثل في العلاج السلوكي المعرفي، الذي يعتمد على تعديل الشخصية في عدة جلسات يحددها الطبيب المعالج حسب الحالة، يتم التحدث فيها في عدة أمور متعلقة بنشأته وأفكاره وغيره.

نجاح العلاج يعتمد على مدى استعداد من يعاني من الكذب القهري للشفاء ورغبته في التخلص منه، فيجب أن يكون مشاركا نشطا ويستمر في خطة العلاج بأكملها.

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب