رئيس التحرير أحمد متولي
 جابر بن حيان.. أبو الكيمياء عند الأوروبيين والعرب

جابر بن حيان.. أبو الكيمياء عند الأوروبيين والعرب

جابر بن حيان هو عالم عربي مسلم لًقب بـ«أبو الكيمياء» و«شيخ الكيميائيين»؛ فيرجع له الفضل في وضع أساسيات هذا العلم المعمول بها حتى الآن.

متى ولد جابر بن حيان؟

في القرن الثاني الهجري ولد عبد الله  جابر بن حيان الأزدي، الذي لُقب فيما بعد بـ«أبو الكيمياء» و«شيخ الكيميائيين».

لا أحد يستطيع تحديد اليوم الذي ولد فيه بن حيان بالتحديد أو حتى مكان ولادته؛ فقد اختلفت الروايات كثيرا، فهناك رواية تقول أنه ولد في بداية القرن الثاني الهجري وتحديدا عام 101هجريا والموافق 721 ميلاديا؛ والرواية الأخرى تقول أنه ولد عام 117 هجريا والموافق 737 ميلاديا.

أما مكان ولادته فاختلفت فيه الأقاويل كذلك؛ فيقال أنه ولد في اليمن أو سوريا أو إيران.

لكن ما أجمعت عليه جميع المصادر أنه واحد من أهم العلماء العرب والمسلمين وأهم علماء الكيمياء على الإطلاق.

إنجازات جابر بن حيان


 

في بداية حياته درس ابن حيان كغيره من أبناء عصره العلوم الشرعية واللغوية بجانب العلوم البحتة والفلسفة؛ لكن علم الكيمياء كان أكثر العلوم التي جذبته، خصوصا وأنه قد عمل فترة في بداية حياته في العطارة.

وكانت الكيمياء في عصره عالما غامضا يمتلئ بالأساطير، فقد كان العامة يعتقدون أن بإمكانهم تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب أو فضة، ببعض التفاعلات والتعاويذ السحرية.

  • اكتشاف مواد كيميائية

ابن حيان اكتشف في عصره بعضا من أهم المواد والمركبات الكيميائية التي تستخدم في التفاعلات الهامة حتى يومنا هذا، مثل حمض النيتريك وحمض الكبريتيك وحمض الهيروكلوريك.

كما اكتشف مادة الصودا الكاوية التي تعرف كميائيا باسم «هيدروكسيد الصوديم» بالإضافة لاكتشافه الكبريت والزئبق.

ويرجع الفضل لابن حيان إلى وضع الكثير من المصطلحات العلمية التي تستخدم حتى الآن، فهو أول من أعطى لعلم الكيمياء هذا الاسم؛ فقبل ذلك كان يطلق اسم «الخيمياء» على الممارسة القديمة المرتبطة بتحويل العناصر وربطها بالسحر.

يقول ابن خلدون في مقدمته أنهم في ذلك الوقت كانوا يسمون الكيمياء بـ«عِلم جابر» لأنه كان سابقا لعصره في وضع أسس هذا العلم.

 ومن المواد التي أعطاها أسامي تستخدم بها حتى الآن في جميع اللغات الصودا «Soda» والكحول «Alcohol»  والقلويات «Alkali» والعنبر «Amber».

  • ماذا قال الغرب عن ابن حيان؟

يقول المستشرق الألماني «ماكس مايرهوف» أن تطور الكيمياء في أوروبا يرجع إلى جابر بن حيان بصورة مباشرة، وأكبر دليل أن المصطلحات التي استعملها لا تزال مستخدمه حتى الآن ولم يغير فيها الاوروبيون أي شيء، حتى إنهم احتفظوا بحرفي «ال» في التسمية الغربية مثل كلمة الكحول  «Alcohol».  

ويؤكد هذه المقولة الفيلسوف الإنجليزي «روجر باكون» الذي يقول «إن جابر بن حيان هو من علّم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء»

ويقول الكيميائي الفرنسي «مارسيلان برتلو»: «إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق».

مؤلفات جابر بن حيان


 

برع ابن حيان في علوم كثيرة ومنها الفلك والفلسفة والمنطق، لكن أكثر مؤلفاته جاءت في مجال الكيمياء ومنها:

  • أصول الكيمياء
  • السموم ودفع مضارها
  • كتاب الخواص الكبير
  • الخمائر الصغيرة
  • الخواص

وقد ترجمت أكثر هذه الكتب إلى اللغة اللاتينية.

وفاة جابر بن حيان

الغريب أن هذا العالم المقلب بـ«شيخ الكيميائيين» قد حُكم عليه بالسجن وظل فيه حتى وفاته عان 199 هجريا الموافق 815 ميلاديا، بعد أن تجاوز التسعين عامًا وهو في سجنه.

فبعد نكبة البرامكة – الذي كان ابن حيان مقربا منهم – حاول الهروب من العباسيين، لكنهم لحقوا به وسجنوه في الكوفة.

وفي جابر بن حيان بالكوفة بعدما أثرى العالم بعلمه ومعارفه وقد جاوز التسعين من عمره، بعد فراره من العباسيين بعد نكبة البرامكة، فسجن بالكوفة وظل في السجن حتى وفاته حوالي عام 199 هجريا، الموافق 815 ميلاديا كما تقول الروايات.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال