رئيس التحرير أحمد متولي
 بحثا عن «الكنز المهدور».. المهندس وليد يعالج مياه المدارس والمنازل

بحثا عن «الكنز المهدور».. المهندس وليد يعالج مياه المدارس والمنازل

في المدارس، يستخدم التلاميذ والمدرسون كميات هائلة من المياه في غسيل الأيدي، ثم تذهب هذه المياه إلى الصرف دون الاستفادة منها.

جمعية «عين البيئة» التعاونية قررت إنشاء مشروع خاص لمعالجة هذه المياه واستخدامها مجددًا بما يحقق مصالح كبيرة، وبالفعل زودت الجمعية ثلاث مدارس حكومية في الشيخ زايد بوحدات المعالجة.

 كيف نفذوا فكرتهم بباسطة وفعالية دون تعقيدات هندسية؟ وهل يمكن لسكان البيوت الاستفادة من هذه الفكرة كالمدارس؟ «شبابيك» يعرض لتجربة «عين البيئة» في هذا التقرير.

المياه الرمادية.. كنز لا نقدر قيمته

درجة جوده المياه على 3 مراحل (نقية - رمادية - سوداء) والرمادية أسهل في المعالجة

المهندس والمسؤول التنفيذي في جمعية «عين البيئة» وليد علي، شرح لـ«شبابيك» تفاصيل المشروع وفكرة وحدة معالجة المياه التي صممها كمنوذج حصري للجمعية ومُسجلة في مكتب براءات الاختراع.

تُعالج الوحدة المياه الناتجة عن غسل الأيدي والوضوء والتي تُسمى بالمياه الرمادية لأنها تحتوي على شوائب بسيطة كالصابون، بخلاف المياه السوداء في مجاري الصرف التي تختلط بفضلات الإنسان والمُحملة بالفيروسات والبكتريا.

يصف المهندس وليد المياه الرمادية بـ«الكنز المهدور»، لأن الشوائب البسيطة فيها يسهل معالجتها جدًا بالنسبة للمياه السوداء التي تتكلف الملايين، وفي نفس الوقت يمكن استخدام المياه الرمادية بعد المعالجة في تنظيف السلم، وغسل السيارات، وري الأشجار المثمرة والخشبية.

تتميز الفكرة أيضًا بسهولة التصميم ورخص الثمن، ولهذا فازت جمعية «عين البيئة» بدعم منظمة Care الدولية لتنفيذ المشروع فبدأت بمدارس الشيخ زايد وحاليًا تخطط لتركيب وحدات المعالجة في 6 مدارس أخرى بالصعيد.

ماذا ستكسب المدارس والبيوت من المشروع؟

بعد تركيب وحدة المعالجة بالمدرسة، صار لها الآن مخزونًا كبيرًا من المياه الصالحة للزراعة وبالتالي ستحقق المدرسة هذه المصالح الثلاث:

  • زراعة الحدائق بالمدارس بسهولة مما يوفر بيئة نقية للطلبة ومنظر جمالي.

  • تقليل استهلاك المدارس نفسها للمياه وتخفيض الفاتورة أيًا كانت طريقة الدفع.

  • تنمية الثقافة الزراعية عند التلاميذ والتمرين العملي عليها، خاصة بوجود مادة المجال الزراعي في سنوات الابتدائي والإعدادي.

أما بالنسبة للبيوت، فيستطيع السكان الاستفادة من المياة الرمادية بعد المعالجة في ملء السيفون بها أولاً بأول دون استخدام مياه جديدة نقية، فالأرقام تقول إن استخدام السيفون في المنازل يشكل 60% من استهلاك المياه ككل.

مياه السيفون وحدها في السنة تكفي لملء 10 حمامات سباحة وفقا للمهندس «وليد»، ولكن إذا جمع سكان عمارة مثلاً ثمن وحدة معالجة كبيرة فسوف يوفرون الكثير من فاتورة المياه خلال العام.

وحدة المعالجة تختلف تكلفتها بحسب إماكنية توصيلها من مدرسة لأخرى، ولكنها في الأغلب تبدأ من 10 إلى 15 ألف جنيه، أما في البيوت فتصل تكلفتها إلى ألف جنيه لكل شقة، أما صيانة الوحدة فأمرها سهل ومحسوب عن طريق «غسيل عكسي» يشغله المستخدم بنفسه.

عن أهداف الجمعية

منذ بدأت جمعية «عين البيئة» التعاونية نشاطها في عام 2012 حققت أكثر من مبادرة في سبيل التثقيف البيئي، مثل «طفطف البيئة» لإعادة تدوير القمامة، ومبادرة «الطفل الأخضر» لتوعية الأطفال بضرورة الحفاظ على البيئة.

يشير المهندس وليد علي إلى دور جوهري تمارسه الجمعية وهو «تمصير التكنولوجيا» بمعنى تحويل تكنولوجيا العالم في اليابان وأوروبا إلى ما يناسب طبيعة المصريين، فوحدات المعالجة اليابانية مثلاً لن تنجح في مصر لأنها مصممة لنفايات وشوائب معينة في اليابان وحدها.

في نفس الوقت، تعطي الجمعية كورسات للكبار في مجال البيئة بمبالغ زهيدة وتسعى لعمل مشروعات أخرى في البيوت مثل تحويل المجاري إلى سماد عضوي، وبهذا يتحقق الهدف البيئي والهدف الربحي.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة