رئيس التحرير أحمد متولي
 زوجتي تضربني.. ماذا أفعل؟  نصائح للتعامل مع الست المفترية

زوجتي تضربني.. ماذا أفعل؟ نصائح للتعامل مع الست المفترية

يعاني عدد كبير من الرجال في كثير من البلدان ومن بينها مصر من عنف زوجاتهم، حتى أن بعضهم يلجأ للمحاكم لتخلصه من الجحيم الأسري الذي يعيش فيه، الأزواج يتعرضن للضرب المبرح وفقا لبعض الإحصائيات المتخصصة في شئون الأسرة.

في إحصاء له صدر عام 2018، رصد مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة، حجم الأزواج الذين يتعرضن للإيذاء والعنف من قبل زوجاتهم في مصر، حيث أعلن أن مصر تحتل المركز الأول عالميا في قائمة الدول التي تعتدى فيها النساء على الرجال بالضرب بنسبة 28.%

وأيدت ذلك دراسة محلية أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والتي أظهرت أن 84% من النساء القاتلات متزوجات، كما أن عدد الدعاوى التي رفعها أزواج ضد زوجاتهم أمام محاكم الجنايات في عام 2016 بتهم إحداث عاهة والتعدي إلى 1500 دعوى انتهت إلى 650 منها بحكم قضائي.

تخلى عن فكرة المجتمع الذكوري

الخبير في العلاقات الأسرية الدكتور مدحت عبد الهادي، يقول إن هناك فرق بين حالات الاعتداء التي تحدث في الغرب وبين ما يحدث في البلدان الشرقية، فالمجتمع الغربي لا يؤمن بالفكرة الذكورية، التي يتمسك بها الرجل الشرقي.

وبلهجة حاسمة يقول عبد الهادي، إن المجتمع المصري أصبح ينظر لحالات تعدى الزوجات وإن كانت قليلة على أنها شاذة وانقلاب على الوضع الطبيعي، بحكم أن الرجل هو الذي يحق له الاعتداء، لكن الأصل أن نرفض العنف من جميع جهاته.

ويضيف أن المرأة في الأصل كائن ضعيف، مثلها مثل الطفل الذي يلجأ في بعض الأحيان لاعتداء على والده لكي يلبى له طلبا ما، وفي هذه الحالة لا يجب على الرجل أن يرد الاعتداء بمثله.

ضبط النفس أساس التعامل

ويشير إلى ضرورة التفرقة بين حالتين من الاعتداء والضرب الأول الذي يقع من الزوجة بسبب، وفي هذه الحالة يجب على الرجل ضبط النفس، وأن يحاول منعها من الاعتداء برد يدها لكن لا يضربها.

ويؤكد أن الرجل الذي يتمالك نفسه في مثل هذه المواقف بشرط توصيل رسالة لزوجته أنه قادر على ردعها لكنه حبا فيها لن يمد يده عليها، سيحوز على ما يريده وستعتذر بعد فترة قصيرة بمجرد هدوئها.

وينصح الخبير الأسري الزوج بأن يصوب الخطأ ويعيد الأمور لنصابها ويعاتب زوجته على تهورها.

زيارة الطبيب 

أما الحالة الثانية التي يحذر منها الطبيب هي التي يكون الضرب والاعتداء فيها ناجم عن خضوع الزوج وخوفه، والذي يظهر فيها أن الأدوار معكوسة، مشيرا إلى أن الزوجة التي تستشعر خوف زوجها منها من الوارد أن تفترسه وتمارس ضده سادية مروعة.

ويقول عبد الهادي إن الرجال الذين يتعرضون لمثل هذه الحالات يجب أن يعرضوا على الطبيب النفسي، لمحاولة إعادة الثقة في أنفسهم مرة أخرى.

لكن تبقى الزوجة في هذه الحالة في طريقها لتعريض علاقتها بالرجل للخطر الذي قد يؤدي للانفصال، عليها أن تتراجع وتعتذر وترمي هذا السلوك خلفها.

هنا أمر آخر، يمكن أن يلجأ إليه الزوج إن لم يستطع السيطرة على عصبية زوجته، في الاستعانة بأمها أو أقرب الناس إليها لمناقشتها وفهم ما يدور بداخلها وما الذي يجعل رد فعلها يصل للإيذاء.

قد تحتاج الزوجة في هذه الحالة إلى زيارة طبيب هي الأخرى للوقوف على حالتها ومعالجتها طبيا وسلوكيا.

ضعف الرجل السبب

ومن الناحية النفسية يرى الطبيب النفسي محمد المهدي أن اتجاه بعض الزوجات للعنف ربما يكون ناتج عن عدة أمور أولها ضعف شخصية الرجل، الذي يسمح لزوجته بالتمادي في الخطأ، والثاني أنه لا يوجد احترام متبادل بين الطرفين، إضافة لشكل العلاقة بين الطرفين في المنزل.

في حديثه لـ«شبابيك»، يقول المهدي إن بعض السيدات يصبحن أكثر عصبية إذا كان هناك قصور في العلاقة الحميمة مع زوجها، مشيرا على أن هذا الأمر من الوارد أن يصيب بعض السيدات بعصبية كبيرة، وآلام لا يمكن تحملها.

ويؤكد أن ضعف الرجل جنسيا قد يصيب المرأة بعدد من الأمراض بينها الاكتئاب والوسواس القهري، والهستيريا العصبية في بعض الأوقات، وأيضا آلام الظهر وحالات الإغماء المفاجئ، والتشنجات.

إحصاءات مفزعة

وبالعودة للإحصاءات التي سجلتها المحاكم العالمية لرجال تظلموا من النساء تشير التقارير إلى أن محاكم إقليم كردستان العراق وخصوصا مدينة السليمانية، سجلت 500 شكوى عنف وطرد من البيوت، أقامها أزواج ضد زوجاتهم.

وعلى المستوى الغربي أظهرت دراسة نشرت في دورية «جاما» لطب الأطفال أن واحد من بين 10 شباب تتراوح أعمارهم بين 14 و21 سنة، لديه نوع من ذكريات ارتكاب العنف الجنسي في حياته.

 وقالت الدراسة إن الذكور والإناث يتعرضون للعنف الأسري والجنسي بنسب متقاربة، إلا أن غالبية الرجال يرفضون الإفصاح عن مثل هذه الاعتداءات.

 وتقول ورقة بحثية نشرتها جمعية «ألبيرتا» وهي جمعية كندية متخصصة في تقديم خدمات لمن يقع عليهم اعتداء جنسي بكندا، أن من 10 إلى 20 في المائة من جميع الذكور يتعرضون لشكل من أشكال الاعتداء الجنسي في مرحلة ما من حياتهم.

رجال بريطانيا

أما في بريطانيا وبحسب برنامج وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية BBC والذي حمل عنوان ضحايا الاعتداءات الأسرية، الذكور لا يبكون، أظهر أن 20% من الرجال ضحايا للعنف المنزلي.

وتظهر البيانات من النشرات الإحصائية الصادرة عن وزارة الداخلية البريطانية، أن الرجال يشكلون حوالي 40٪ من ضحايا العنف المنزلي كل عام بين عامي 2004 - 2005 وهو العام الأخير الذي تتوفر أرقام عنه.

وتشير الإحصائيات إلى أنه في 2006-2007، شكّل الرجال 43.4٪ من مجموع الذين عانوا من إساءة المعاملة في العام السابق، والتي ارتفعت إلى 45.5٪ في عام 2007- 2008، لكنها انخفضت إلى 37.7٪ في 2008- 2009.

ووفق نفس الإحصاءات ارتفع عدد النساء اللائي تمت محاكمتهن بسبب العنف المنزلي من 1،575 امرأة في عام 2004-2005 إلى 4266 في 2008-2009.

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية