ما بعد فض رابعة.. هكذا أحكم الأمن قبضته على الجامعات
اختلفت ساحات الجامعات المصرية عقب بيان 3 يوليو وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وما تبعه من فض اعتصامي رابعة والنهضة، عما قبلها من الأعوام اللاحقة لثورة يناير.
مظاهرات مكثفة بالجامعات المصرية مع بداية العام الدراسي 2013/ 2014 تندد بأحداث 3 يوليو وفض اعتصامات مؤيدي «مرسي». اشتبكت قوات الأمن مع الطلاب داخل الحرم الجامعي لأول مرة منذ سنوات، ما أدى لمقتل العديد من الطلاب، أبرزهم الطالب بجامعة القاهرة، محمد رضا، والطالب بجامعة الأزهر، عبدالغني حمودة.
14 أغسطس.. حدث في مثل هذا اليوم كل ماهو دامي
3 سنوات دراسية مرت منذ أحداث فض الاعتصامات الرافضة لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، نجحت خلالها قوات الأمن من إحكام قبضتها على الجامعات المصرية، ووأد أي حراك طلابي يناهض نظام الحكم، بعد أن أخذ حريته بشكل لافت منذ ثورة يناير.
القيادية الطلابية بالإشتراكيين الثوريين، نورا السيد، تقول إن السيطرة المادية لقوات الأمن على الجامعات انتهت عقب ثورة يناير وطرد حرس الجامعة، لكنها لم تنته بشكل كامل لوجود مراقبة على الطلاب.
تضيف نورا: «عقب فض اعتصام رابعة والنهضة استمرت محاولات السلطة لإعادة السيطرة علي الجامعات كما كانت قبل ثورة يناير، واستخدمت الدولة دعاية العنف الطلابي في الجامعات حتى صدر قانون من حكومة الببلاوي يسمح بوجود قوات الأمن حول الجامعات ودخولها فور العلم بخطر يهدد الجامعة».
وأشارت في حديثها لـ «شبابيك» أن الهدف من قرار الحكومة إعادة وضع السيطرة وإحكامها بشكل أقوى على الجامعات، وهو ما أدى لقتل وحبس العديد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ومراقبة الجامعة بالكامرات.
إحصائيات| كيف تراجعت الجامعات المصرية فى 2015؟
مع بداية العام الدراسي 2014 / 2015 تسلمت شركة «فالكون» للأمن الخاص، التي يديرها رجال شرطة وجيش متقاعدون، بقيادة شريف خالد، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، ومسؤول قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون الحكومي سابقا، تأمين أبواب الجامعات، بمساعدة الأمن الإداري للجامعة، إلا أن العديد من عناصر فالكون في جامعات مختلفة اشتبكوا مع طلاب داخل الحرم الجامعي لأسباب تتعلق بالتفتيش الذاتي أو تضييق الخناق على بوابات الدخول، بحسب تقارير صحفية .
في جامعة الأزهر، لم يكن التأمين مقتصرا على الأمن الإداري وشركة فالكون، بل دفعت وزارة الداخلية بتعزيزات أمنية وتشكيل نقاط تأمين ثابتة على أبواب الجامعة وداخلها، بالإضافة لدوريات سيارات الشرطة التي تطوف الجامعة بشكل مستمر.
تشابه مع جامعة الأزهر بعض الجامعات الملتهبة بالأحداث كعين شمس والقاهرة والمنصورة والإسكندرية والزقازيق، فاتخذت القوات الأمنية نقاط ارتكاز ثابتة في محيط تلك الجامعات، وأحيانا كانت تدخلها وتشتبك مع الطلاب المحتجين.
خريطة «الكيانات الطلابية» بالجامعات المصرية
التشديدات التي فرضتها الأجهزة الأمنية على الجامعات، غيرت ملامح الحرم الجامعي، فمنعت التجمعات الطلابية ووضعت شروطا لتنفيذ أي نشاط طلابي، ومنعت معظم الأنشطة السياسية أو التي لها علاقة بالسياسة.
«محمد» طالب بجامعة الأزهر، يرى أن جامعته تحولت لثكنة عسكرية محاصرة من قبل أفراد الأمن، ما أدى لزرع الخوف بداخل الطلاب من الاشتراك في أي نشاط أو الحديث عن أي موضوع له علاقة بالسياسة، «كله بقى شاكك في كله» يصف محمد الشعور المتبادل بين طلاب الجامعة، تخوفا من أن يكون لأحدهم علاقة بأفراد الأمن أو إدراة الكلية ويقوم بالإبلاغ عن المتحدثين في السياسة.
ويضيف «الجامعة متحاوطة بالأمن ولو حصل حاجة أو حد اتكلم في حاجة سهل يجيبوه في أي وقت عادي، وكمان الطلبة بيتجنبوا الكلام في السياسة عشان ميمسكوش في بعض لأن الآراء بقت منقسمة».
ويؤكد الطالب بجامعة الأزهر أن «إدارة الكلية مبتستناش على حد وبتحول لمجالس التأيب وبتفصل وكأنها بتاخد تعليماتها من الأمن، عشان كده الطلاب بيخافوا على مستقبلهم».
أين الحركة الطلابية بالجامعات؟