الطب النفسي يجيب.. لماذا نكره كلمة «مراهق»؟
قال العرب قديما، راهق الغلام فهو مراهق إذا قارب على الاحتلام، وقيل أيضا لديهم جارية راهقة وغلام راهق أي ابن العشر سنوات أو إحدى عشر.
ويبدأ سن المراهقة عادة من 14 أو 15 عاما ويستمر حتى 21 عاما، وهي فترة متقلبة ومتوترة بالنسبة لمن يمر بها.
ولكن لماذا يكره المراهقون هذا اللفظ؟
يقول محمود ربيع - 18 سنة - إن أحدا لو ناداه بكلمة «مراهق» يعتبرها «سبة»، مشيرا إلى أنه لا يعرف السبب جيدا، لكنه رأى من هم أكبر منه ينعتون بعضهم بمراهق لو فعل أحدهم شئ خاطئ.
وأضاف أن ليس بالضرورة أن يكون كل المراهقين مستهترين أو لايعرفون مصلحتهم، متمنيا لو كان هناك لفظ آخر غير «مراهق» توصف به تلك المرحلة.
الدكتور النفسي، كمال مغيث، قال في تفسيره لهذا الأمر، إن كره المراهقين للفظة «مراهق» تعوود لأصل الكلمة اللغوي، وتعني متعب أو غير مستقر أو ألم وتم إلصاق اللفظ بالفتى في مرحلة النضوج وأصبح مرادف له؛ لذلك يكرهه.
وأضاف مغيث لـ«شبابيك»، أن سيدنا موسى عندما خاطب الخضر قال له « قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًاۚ» وتعني ولا تتعبني.
وأشار أيضا إلى أن تلك المرحلة تعتبر مرحلة قلق وعدم الاستقرار على أمر محدد، أو الثبات على موقف معين، بما يشير إلى التوتر.
محمد عيد - 17 سنة - يقول لـ«شبابيك»، إن أخصائي اجتماعي بمدرسته حدثهم عنه من قبل في الصف الأول الثانوي، لكن حديث الاخصائي لم يتضمن الوصف العالق بأذهان الناس عن أن المراهق شخص غير مستقر ولا يعرف ما يفيده أو يضره. متسائلا «مادام هي كلمة وحشة بيسمونا بيها ليه في المرحلة دي من عمرنا؟!».
محمد أشار أيضا إلى أنه لم يكن يعرف أن المصطلح يستخدم للوصف الغير لائق، ولكن طالما عرفه سيكره أن ينادى به من الآن.
عن ذلك قال «مغيث» إن الرجل إذا أراد إتيان أي فعل من أفعال اللعب واللهو، يقولون عليه «مراهق»؛ لذا كره المراهقين هذا اللفظ.
لذلك فإن كره المراهقين للفظ مراهق، يعود في الأصل إلى معناه اللغوي والشعبي المرتبط في أذهان الناس؛ لذا إن رأيت من يكره مراهق ضع في اعتبارك أنه يكرهه لسبب مقنع.
واستخدم الوصف قديما أيضا لوصف طبيعة المرحلة التي يمر بها من هو دون الـ15 وحتى 10 سنوات، وأطلقوا عليها مرحلة السفه والطغيان.