رئيس التحرير أحمد متولي
 الأطفال بيحبوا التعليم لكن المدرسة لأ.. طب الحل فين؟

الأطفال بيحبوا التعليم لكن المدرسة لأ.. طب الحل فين؟

الطفل يولد ولديه شغف بالتعلّم، عبارة قد تبدو غريبة إذا قصرنا التعليم على المدرسة. أما إذا عرّفناه على أنه فضول الطفل نحو استكشاف عالمه والتعرف على كل ما حوله، فسنجد مبدأ حب الطفل للتعليم طبيعيا تماما.

ولأننا نواجه العديد من المشاكل في العملية التعليمية التي لا تلبي احتياجات الطفل أو تساهم في تنمية مهاراته، بل تمتد آثارها إلى تدمير شخصيته وعدم مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ؛ ظهرت مؤخرا دعوات للتعليم المنزلي بعيدا عن المدارس التي تعتمد مناهج تختلف من طفل لآخر وتراعي مهارات كل طفل وقدراته. فما هي هذه القصة؟

الطفل ليس مضطرا لأن يدرس مواد علمية ثقيلة في مرحلة مبكرة من عمره، أو أن يدرس أشياء ليس على استعداد لتعلمها في هذا السن، هذا هو المبدأ الذي يبني عليه التعليم المنزلي. ويتطلب الأمر الكثير من الجهد والوقت والتركيز من الأبوين، والتنويع في التجارب والأنشطة التي يمارسها الطفل، حتى يعرفان ميوله واهتماماته ويركزان عليها. فمثلا في سن معينه قد يكون الطفل مستعدا لتعلم لغة جديدة، بينما يكون في سن أخرى غير مستعد لتعلم الرياضيات مثلا.

وهناك العديد من المناهج التعليمية المتاحة عبر الإنترنت والأنشطة التعليمية التي يختار منها الأبوان ما يناسب الطفل، بدلا من المناهج المدرسية التقليدية. في بعض الحالات يكون الطفل مقيدا فقط بالمدارس، ويذهب لعدة ساعات لإثبات الحضور فقط، وفي الامتحانات. أما من لديهم المقدرة المادية، فيسجلون لأطفالهم أونلاين في مدارس بدول أخرى، مثل أمريكا وأستراليا وغيرها.

مؤسسة ابن خلدون للتعليم المنزلي

تعتبر من أبرز المؤسسات الناطقة بالعربية والمهتمة بمجال التعليم المنزلي. والمقر الرئيسي لها بالولايات المتحدة. وتهدف مؤسسة ابن خلدون إلى دعم التعليم المنزلي، وتقديم الخدمات والاستشارات التي تسهل على الآباء تعليم أطفالهم بالمنزل.

وتقدم مؤسسة ابن خلدون مناهج للتعليم المنزلي، بالإضافة إلى تجارب الآباء مع أبنائهم والصعوبات التي يواجهونها وكيف يتخطونها. كما يركز على الأنشطة والمهارات التي ينفذها الآباء مع أطفالهم في المنزل لتسهيل الشرح أو اكتساب إحدى المهارات.

كما تساعد المؤسسة الآباء على إدارة الوقت في المنزل بين الدراسة وتنظيم أنشطة اجتماعية لأطفالهم أو رحلات تعليمية.

مصر بلا مدارس

هو عنوان كتاب للباحثة وفاء رفعت بسيوني وكان في الأصل دراسة علمية نالت عنها رسالة الماجستير. ومع أن الكتاب يدعو لثورة في مجال التعليم، لكنه واجه تعنتا من هذا النظام التعليمي نفسه، إذ لم تجد الباحثة من يوافق على رسالتها العلمية بسهولة.

تنطلق فكرة الكتاب من الواقع المصري؛ فـ«وفاء» مدرسة رياض أطفال، عاشت مشاكل التعليم مع تلاميذها الصغار. ورصدت المشاكل التي يعانيها الطلاب والآباء على السواء، مثل كثافة الفصول والتسرب من التعليم والدروس الخصوصية ومشاكل المناهج التعليمية.

ويتناول الكتاب التعليم المنزلي من سن الطفولة حتى 17 عاما؛ لكنه لا يدعو للاستغناء عن المدارس تماما، فالطالب سيحضر عددا محددا من الساعات بالمدرسة فقط ويستمثر باقي العام في التعليم الذاتي.

وترى الباحثة أن التعليم المنزلي يعتبر حلا لأصحاب الاحتياجات الخاصة والقدرات الخارقة، وهؤلاء الذين يعيشون في المناطق النائية.

المهارات الاجتماعية

هل جميع الأطفال الذين يتخرجون في المدارس ثم الجامعات يستطيعون التعبير عن أنفسهم أو تكوين علاقات بسهولة؟ هذا التساؤل يرد به دعاة التعليم المنزلي للرد على منتقديهم. فوجود الطالب في المدرسة لا يضمن له أن يصبح شخصا اجتماعيا قادرا على تحمل مسئولية نفسه.

التعليم المنزلي لا ينحصر في البحث عن مناهج مناسبة لقدرات الطفل عبر الإنترنت أو الأنشطة التعليمية التي يمارسها الطفل في المنزل؛ فجزء أساسي من التعليم المنزلي هو تنمية مهارات الطفل الاجتماعية والتي قد لا تهتم بها المدرسة.

وتعتبر أنشطة مثل ذهاب الطفل إلى المكتبة أو النادي أو الرحلات والتعامل مع أطفال في عمره وأكبر منه، جزء أساسي من التعليم المنزلي جنبا إلى جنب مع المناهج الخاصة.

هذا المقال يعد حلقة من سلسة سيتناول فيها «شبابيك» فكرة التعليم المنزلي، فتابعونا.  

اقرأ أيضا

http://shbabbek.com/SH-40046 http://shbabbek.com/SH-38384 http://shbabbek.com/SH-40935   المصادر 1 2     

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال