لماذا نؤجل؟.. قرينك البدائي «ريكس» يفسد عليك حياتك
كثيرًا ما نؤجل أشياء قررنا مسبقًا أننا سنفعلها، وربما كان يملأنا الشغف والحماسة لفعلها، لكن نستمر في تأجيلها، وقد لا نفعلها أبدًا.
في مقالة نشرتها مجلة «Forbes»، يشرح «أوليفر أمبرتون» - وهو كاتب ومستثمر ومبرمج أمريكي ومؤسس شركة Silktide- أنه عليك أن تفهم آلية عمل مخك لكي تتغلب على هذه المشكلة، والتي لا تنبع من ضيق الوقت أو الظروف الخارجية وإنما هي في الأساس نابعة من داخلك.
ويقول إن «عقولنا تطورت على مر العصور، فنحن في الأساس كائنات بدائية جدًا، تطورت عقلياتها تماشيًا مع الظروف والمواقف التي مرت بها».
ومفاد نظريته عن مشكلة التأجيل هو أن الجزء المنطقي العقلاني الذي يقوم بتحليل المواقف والتفكير قبل إتخاذ القرارات في عقولنا سنسميه «ألبرت»، بينما الجزء البدائي الذي يمثل الاندفاع والغرائز والرغبات سنسميه «ريكس»، وهو لا يحب السماع لـ«ألبرت»، فهو كالطفل الصغير، يهتم بإشباع رغباته فقط دون الاهتمام بأي شيء آخر، وما نتعرض له في حياتنا من مواقف تؤثر فينا، أو كتب نقرأها أو أشخاص ينصحونا، كلها تؤثر على سيطرة أحدهما على الآخر.
فعندما تقرر أن تذاكر أو تهتم بعملك فإن «ألبرت» هو من أتخذ القرار، بينما عندما تتكاسل فإن هذا تأثير «ريكس»، ودائمًا ما يكون هناك جدال بين هذين الشخصيتين في عقلك خاصة في المواقف التي تتطلب منك إتخاذ قرار هام، وغالبًا ما ينتهي الجدال بترجيح رأي أحدهما، أو التوفيق بينهما.
مثال: إذا قررت ألا تذاكر، وإنما ستتناول بعض المقرمشات أثناء مشاهدة التلفاز، فإن «ريكس» هو من دفعك لذلك. ولذا فإذا أردت التغلب على مشكلة التأجيل، فإليك هذه الحلول:
تخيل أنك تحتاج أن تقنع طفلا صغيرا طوال الوقت بالقيام بما تريد، وتوقع أنه في أغلب الأوقات لن يستمع إليك، لذلك عليك أن تصيغ طلبك بشكل جذاب ومناسب مع عقليته.
- انسى المنطق والتفكير المنطقي: لن يستجيب «ريكس» للكلام المنطقي الذي يتحدثه «ألبرت»، فعليك أن تفصل بينهما، بأن تترجم أوامر «ألبرت» في شكل أفعال تبدو مثيرة وحماسية لـ«ريكس».
- اعتنِ بنفسك: إذا كنت جائعًا أو متعبًا أو تعاني من مشكلة ما، فإن «ريكس» سوف يعلن تمرده عليك، ويرفض القيام بأي من أوامرك، لذا من الأفضل أن تهتم بنفسك وبتناول الطعام وأخذ قسطا كافيًا من الراحة وأيضًا تخصص وقتًا للتجديد والمرح، لكي تأمن جانب «ريكس».
- المكافاءة والعقاب: ضع لنفسك محفزات ومكافاءات عند تحقيق الأهداف، حتى لو كانت صغيرة جدا، فإن «ريكس» سيتحفز لإنجاز المزيد- تمامًا كالأطفال- وكذلك عقوبات إذا لم تقم بما حددته.
- فقط ابدأ: «ريكس» دائمًا ما يكره التغيير، لكن بمجرد أن تبدأ القيام بشيء ما فإنه سيندمج معك ويتحول كرهه لحماس إيجابي.
وبالوقت يمكنك أن تقنع «ريكس» بأن يحب أشياء كان يكرهها من قبل.
البيئة من حولك
«ريكس» يتأثر بالبيئة المحيطة، مثلا: إذا رأى علامة «الفيس بوك» فإن التصرف الطبيعي المتوقع أنك ستقضي ساعة على الأقل أمام «الفيس بوك»، فهذا كأنك تقوم بعرض فيلم كارتون أمام طفل قبل النوم، ثم أمره بالذهاب إلى النوم.
قم بتهيئة البيئة من حولك لكي تكون عاملاً مشجعًا لك للقيام بما تريد، مثلا: افصل مكان العمل عن مكان الراحة أو المرح، وابعد وسائل التشتيت عنك أثناء المذاكرة أو العمل.