مناطق الخلاف على حدود مصر.. صراع مع الأشقاء والأعداء
«يحد جمهورية مصر العربية من الشمال البحر المتوسط، والبحر الأحمر شرقا، وفلسطين المحتلة من الشمال الشرقي، ويحدها من الغرب ليبيا، والسودان من الجنوب».
هذا أول درس تعلمناه في مادة الجغرافيا حين كنا صغارا، إلا أن الأمر في الحقيقة أكثر تعقيدا وتداخلا، فالحدود لا تبدو في الحقيقة كما هي على الخرائط.
أثيرت موجة من الاعتراضات حول القرار الذي صدر بالاعتراف بتبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، بعد أن كانت تابعة لمصر، إلا أن هذه الأزمة ليست الأولى من نوعها، فلمصر أكثر من نقطة تماس مع دول أخرى على حدودها.
حلايب وشلاتين
منطقة متنازع عليها تاريخيا بين دولتي مصر والسودان. عام 1899 أقرت اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا وقوع مثلث حلايب داخل الحدود السياسية المصرية.
بعد ثلاثة أعوام عادت بريطانيا، وكانت حينها تحتل مصر والسودان، بالإقرار بتبعية المثلث للإدارة السودانية، باعتبار أن الخرطوم أقرب له من القاهرة. النزاع الحقيقي بدأ عام 1958 عندما أرسل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قوات إلى المنطقة، ولكنه سحبها بعد اعتراض السودان.
عاد النزاع على حلايب عام 1992، حين اعترضت مصر على إعطاء حكومة السودان حقوق التنقيب عن البترول في المياه المقابلة لمثلث حلايب لشركة كندية؛ فقامت الشركة بالانسحاب حتى يتم الفصل في مسألة السيادة على المنطقة.
بعدها بثلاث سنوات، اقتحمت مصر المنطقة عسكريا، ورفض الرئيس حينها حسنى مبارك المشاركة في مفاوضات الاتحاد الأفريقي لحل النزاع الحدودي. في عام 2000 سحبت السودان قواتها من حلايب وفرضت مصر سيطرتها على المنطقة منذ ذلك الحين.
عادت الأزمة للتجدد عام 2013، حين تداولت وسائل الإعلام تسجيلا صوتيا منسوبا لوزير البيئة السوداني، حسين عبدالقادر هلال يفيد باستعداد الرئيس محمد مرسي لإعادة منطقة حلايب وشلاتين للسودان.
أثار الأمر موجة من الاحتجاجات من الجانب المصري، خاصة مع نشر صحيفة «الحرية والعدالة» التابعة للإخوان المسلمين خريطة لمصر لا تتضمن منطقة حلايب وشلاتين، إلا أن الأمر تم نفيه فيما بعد.
أم الرشراش
تقع مدينة أم الرشراش أو إيلات حاليا ضمن حدود دولة فلسطين المحتلة. وكانت تحت الحكم المصري حتى نهاية القرن التاسع عشر، وكانت تسمى بمدينة الحجاج، ثم احتلها الصليبيون وحررها الظاهر بيبرس.
عام 1906 أثناء الاحتلال البريطاني لمصر، قامت القوات العثمانية باحتلالها، ثم أعادتها لمصر بعد ضغط بريطانيا. حتى يوم 10 مارس 1949 كانت أم الرشراش تابعة لمصر، ولكن في أعقاب حرب فلسطين، هاجمتها القوات الإسرائيلية «الهجاناه»، ووقعت تحت السيطرة الإسرائيلية حتى الآن.
عام 1952، أقام الكيان الصهيوني مدينة إيلات على أرض أم الرشراش، وتحولت منذ ذلك الحين إلى ميناء تابع للاحتلال الإسرائيلي.
ظلت منظمات مصرية غير حكومية تطالب بحق مصر في أم الرشراش، إلا أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أكد عام 2006 أنها أرض فلسطينية وفقا لاتفاقية ترسيم الحدود بين بريطانيا والدولة العثمانية عامي 1906 و1922. شرق المتوسط
لم يكن تقسم الحدود البحرية محل اهتمام في البحر المتوسط، حتى اكتشفت حقول الغاز في أعقاب ثورة يناير 2011، واستغلتها إسرائيل وقبرص للتنقيب عن الآبار، وبدأ خبراء مصريون في الترويج لحقوق مصر في الغاز، مطالبين الحكومة المصرية في التدخل.
أسمت قبرص الحقل الضخم الذي اكتشفته «أفروديت»، وأكد وزير البترول المصري وقتها عبد الله غراب، أن «الاكتشافات القبرصية للغاز لا تقع ضمن الحدود البحرية المشتركة»، إلا أن الخرائط القبرصية تشير إلى وجود حقل أفروديت ضمن امتياز نيميد الذي سبق أن منحته مصر لشركة شل.
في ديسمبر 2013، وقع الرئيس المؤقت عدلي منصور اتفاقية فرض منطقة تنقيب بالتنسيق، على طول الحدود المصرية القبرصية، وبعمق 10 كم في المياه المصرية من خط المنتصف؛ وبذلك تم إخراج حقل أفردويت رسميا إلى الحدود القبرصية. المصادر 1 2 3