من «العتبة» لـ«الدرب الأحمر».. يا ترى إيه أصل الاسم؟
كتير من أسماء المناطق في القاهرة غريبة، وبنرددها كل يوم رغم أننا منعرفش ليه اسمها كده ولا مرة حاولنا نسأل نفسنا: هي ليه «العتبة» اسمها كده؟
«العتبة» و«الدرب الأحمر» و«كوتسيكا» و«شبرا» أسماء مناطق ليها معنى في التاريخ، اللي بيدرسوه الطلبة في المدارس بس بيستخدموه كوسيلة للنجاح فقط، لكن «شبابيك» هيقولك في التقرير ده على سر الاسم.
العتبة
تعتبر منطقة «العتبة» من أهم مناطق القاهرة الزاخرة بالعديد من أنواع التجارة والبضائع، وبالرغم من هذه الأهمية إلا أن الكثيرين يجهلون حقيقة تسميتها.
إذًا ماذا عن الأصل؟.. تعود التسمية إلى عام 1850م عندما انتقلت ملكية قصر طاهر باشا ناظر الجمارك المتواجد بميدان العتبة الخضراء، إلى الخديوي عباس الأول، حيث كان للقصر عتبة زرقاء سمى الميدان باسمها، ولكن بحصول الخديوي عليه قام بهدمها وأقام عتبة خضراء للقصر لأنه كان يتشاءم من اللون الأزرق.
«كوتسيكا»
بالقرب من حي المعادي تقع «كوتسيكا» أو كما يُطلق عليها المصريين «كوزيكا» كنوعٍ من تسهيل النطق عليهم.
اقرأ أيضًا⇐شارع المعز.. أحجار تروي تاريخ
وبالرغم من قدم المنطقة إلا أن معظمنا يجهل أصل التسمية الذي يرجع إلى تيوخاري كوتسيكا، أغنى أغنياء الجالية اليونانية في مصر بالقرن العشرين، والذي قدرت ثروته بـ 4 ملايين جنيه.
وخلال هذه الفترة، أنشأ «كوتسيكا» أول مصنع كحوليات في مصر عام 1893، في المنطقة التي تحمل اليوم اسمه بالقرب من حي المعادي، كما شارك أيضًا في إنشاء الإسعاف المصري حيث تبرع بأول سيارة إسعاف عام 1916.
ميت عقبة
هي إحدى مناطق مدينة الجيزة التي تُعرف في الأساس بـ «منية عقبة» نسبة إلى عقبة بن عامر إلا أنها مع التحريف أصبحت ميت عقبة.
لمن لا يعرفه، عقبة بن عامر الجهني من أوائل الذين جاءوا إلى مصر مع عمرو بن العاص عند الفتح، وقد تولى عقبة بن عامر إمارة مصر سنة 44 هجريًا وكتب إلى معاوية بن ابي سفيان يسأله أرضًا في قربه يبني فيها منازل ومساكن.
فأمر له معاوية بألف ذراع في محافظة الجيزة بمنطقة الدقي وكانت تعرف باسم «منية عقبة» وكلمة منية لأن أرضها كانت تقع في ذلك الوقت على الشاطيء الغربي للنيل قبل تحوله للشرق، ثم تحرفت الكلمة مع مرور الوقت.
بولاق الدكرور
أحد أحياء مدينة الجيزة الواقعة غرب الدقي والمهندسين التي كانت تعرف قديمًا بمنية بولاق ثم بولاق التكروري نسبة إلى الشيخ أبو محمد يوسف بن عبدالله التكروري وذلك في عهد العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله الفاطمي.
حيث كان الناس يعتقدون في الشيخ التكروري الخير والصلاح فلما مات بنى عليه قبة وعمل بجانبها جامع، فاشتهرت هذه القرية من ذلك الوقت باسم بولاق التكرور.
وفي عام 1863 م أصدر الخديوى إسماعيل أمرًا بتحويل مجرى النيل من الغرب إلى الشرق لأمكان توافر الماء لشرب سكان القاهرة تحت شاطيء بولاق طوال أيام السنة وذلك قبل وجود شركة مياه القاهرة التي انشئت عام 1865 م، ولما نفذت عملية تحويل مجرى النيل إلى شاطئه الغربي الحالي، حيث يمتد شارع الجيزة، أصبحت مساكن قرية بولاق التكرور ومع التحريف أصبحت بولاق الدكرور.
الزمالك
حي راقي عُرف قديمًا باسم «جزيرة حليمة» الواقعة شمال جزيرة أروى، كما سُميت أيضًا بالجزيرة الوسطى وهو اسم مازال موجودًا على أحد الشوارع بالزمالك حتى الآن.
أقبل الناس على سكنها بعد أنّ بنوا الأخصاص وزرعوا حولها الزهور والبطيخ والشمام، ولكن بقدوم أرباب الخلاعة، أمرَ السلطان الكامل شعبان بن قلاوون بحرق هذه الأخصاص.
واتصلت الجزيرتان، أروى وحليمة وأصبحتا جزيرة واحدة أطلق عليها الفرنسيون عند دخولهم مصر، اسم جزيرة بولاق أو جزيرة قُرطبة، وهى ما نعرفه الآن بإسم جزيرة «الزمالك».
الكيت كات
من أهم مناطق إمبابة على الإطلاق التي تشتهر بوجود مسجد خالد بن الوليد، وشارع مراد، الذي يقع به الكثير من المحال المختلفة مثل محلات الصاغة والباعة والمقاهي.
ولكن ماذا إذن عن سر تسميتها بهذا الإسم؟، لقد كانت هذه المنطقة أيام الحملة الفرنسية منطقة ترفيهية، لموقعها المتميز على النيل، فتم بناء ملهى ليليًّا كبيرًا يستقبل الفرنسيين والأمراء، وكان اسمه على اسم صاحبته الفرنسية الشهيرة في ذلك الوقت «كيتي»، ومن هنا جاء اسم «كيت كات».
وبعد معركة إمبابة وطرد الفرنسيين من المنطقة هدم أهالي المنطقة ذلك الملهى ليقام بدلًا منه مسجدًا ضخمًا للعبادة والعلم وهو المعروف الآن باسم «خالد بن الوليد»، وما زالت حتى اليوم بقايا مبنى «سينما الكيت كات»، على حالها مهجورة وغير مستغلة يستعملها باعة الفاكهة كمخزن لهم.
شبرا
لم تتعدى شبرا في أوائل القرن التاسع عشر كونها منطقة خالية من السكان تتخللها بعض المساحات المزروعة خارجيًا، حتى جاء القرن العشرين وأصبحت من أكثر مناطق القاهرة المأهولة بالسكان.
أما عن أصل التسمية يقال إن كلمة شبرا هي فرعونية الأصل «شبرو»، وتعني «الكوم» أو «التل»، ثم تم تحريفها في القبطية إلى «چبرو» بمعنى «العزبة» أو «القرية»، ثم أصبحت الآن «شبرا».
المعادي
أحد أهم الأحياء المصرية التي تم تأسيسها على يد الضابط الكندي إلكسندر ادامز، وهو المهندس الذي أشرف على التخطيط والإنشاء، مستعينًا في ذلك بالطراز البريطاني، حيث الشوارع المستقيمة وبناء الفيلات ذات الطابقين والحديقة الأمامية المليئة بالأشجار.
اقرأ أيضًا⇐كي لا ننسي.. نساء مصريات صنعن تاريخ
سُميت المعادي بهذا الاسم نظرًا لوجود «معدية»، لعبور النيل من ناحية إلى ناحية أخرى.
الدرب الأحمر
من أكبر مناطق القاهرة التي ظل تاريخها محفورًا في الأذهان نتيجة مذبحة القلعة، التي تخلص فيها محمد على باشا من المماليك عام 1811، حيث أغرقت دماء القتلى المكان، واندفعت إلى الطريق المجاور للباب.
وعلى الرغم من أوامر محمد علي لجنوده بغسل الطريق، إلا أن لون أرضه ظل أحمر من كثرة الدماء التي التصقت بالأرض، وهو ما جعلهم يطلقون عليه اسم «الدرب الأحمر»، الذي لا يزال أحد أشهر المناطق الشعبية المصرية حتى الآن.