خطة «شوفاح يونيم».. كيف صهر المصريون الرجل الحديدي؟
6 أكتوبر هو اليوم الذي ترى فيه الشوراع هادئة والمواصلات خالية من الزحام، بسبب حصول المصريين جميعا على إجازة رسمية منذ أن ثارت مصر على الاحتلال عام 1974 ، وهبّت للثأر من إسرائيل، في حرب خلدتها كتب التاريخ وتدارسها الأجيال.
إذا تحدثنا عن حرب أكتوبر سنجدها مثل باقي الحروب عبارة عن مجموعة معارك، فهي مثلا كمباراة الملاكمة التي تتكون من عشر جوالات، ولكل جولة فائز، ويمكن للاعب أن يفوز بالمباراة من أول جولة بالضربة القاضية، ويمكن أن يكون لاعب منتصر طوال المبارة ويسقط صريعا في آخر جولة، فالعبرة دائما بالنهاية.
ورجوعا لحرب أكتوبر سنجد أنها تضمنت العديد من المعارك الهامة من أشهرها معركة "شوفاح يونيم" أو"برج الحمام" الذي نفذها الرجل الحديدي لدى إسرائيل، التي ترويها مذكرات قادة عسكريين إسرائيليين.
وكان هدف إسرائيل العسكري من هذه الخطة هو وضع خطة للدفاع عن خط قناة السويس وتطوير الهجوم غرب القناة واحتلال السويس والإسماعيلية ومحاصرة الجيشين الثاني والثالث.
اعتمدت الخطة على ما أعده "ألبرت ماندلر"، مدير المدرعات الإسرائيلية بجبهة سيناء، بشأن تحريك المدرعات في أقصى سرعة ممكنة إلى الضفة الشرقية، بمجرد ورود معلومات عن احتمالات عبور المصريين للمانع المائى"خط بارليف"وبالفعل بدأ نائب مدير المدرعات الإسرائيلية بسيناء في تنفيذ الخطة.
اتصال مفاجئ
في تمام الساعة 14:05 من يوم السادس من أكتوبر 1973، اتصل الجنرال جونين قائد جبهة سيناء بـ"ألبرت ماندلر"، وقال له "لقد حان الوقت لتنفيذ خطة "برج الحمام"، لم يتمالك "ماندلر" نفسه، ورد بتوتر على جونين قائلاً: «نعم لقد حان الوقت.. إن المصريين يمطروننا الآن بقنابل".
وكانت الخطة تعتمد على 3 مجموعات عسكرية إسرائيلية؛ "شارون" المكونة من 2 لواء مدرع ولواء مظلات، و"برن- إبراهام أدان" المكونة من 2 لواء مدرع و"كلمان ماجن" المكونة من 2 لواء مدرع و لواء ميكانيكي.
في البداية كان "ماندلر" يعتقد أن القنابل المصرية هي مجرد معركة خاطفة أو عملية محدودة، ولم يكن "الرجل الحديدى" يستوعب أن مصر استطاعت أن تعبر من الهزيمة إلى النصر وأنها في طريقها لتدمير "أبراج الحمام".
وضاع الحلم ياولدي
مُخطط "أبراج الحمام" كان من القرر أن يتم إقامة حفل وداع له في السابع من أكتوبر 1973، بمناسبة نقله من منصبه في قيادة مدرعات سيناء، إلى هيئة أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، ولكن “تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن”. وكان "ألبرت ماندلر" الجنرال المدلل لكثير من قادة إسرائيل، فهو من الرعيل الأول للقادة الصهاينة. وساهم بجهد كبير في الجيش الذي سعى "بن جوريون" إلى تكوينه من العصابات الإسرائيلية المختلفة ومنها "الجنداع" و"الهاجاناه".
القلق يسيطر على الأجواء
الخسائر ظلت تتوالى يوماً بعد يوم حتى جاء يوم الخميس 18 أكتوبر1973، في هذا اليوم كان "جونين" قائد جبهة سيناء يحلق بطائرة مروحية لتفقد المواقع ومتابعة سير العمليات الحربية على الجبهة، وأجرى اتصالاً لاسلكياً مع "ألبرت ماندلر" داخل المصفحة التي يتجول بها بالموقع، وبعد ثوان معدودة من المحاولة انقطع الاتصال اللاسلكي وانزعج "جونين" من انقطاع الإتصال بـ "ألبرت" وقال"يبدو أن هناك أمراً ما".
انهيار الحلم
صدق إحساس "جونين"، فقد رصدت عناصر الاستطلاع المصرية موقع الرجل الحديدي وانطلقت قذيفة مصرية إلى المصفحة الإسرائيلية التي يستقلها مُخطط "أبراج الحمام" لتنفجر على الفور وبداخلها الرجل الحديدي وعدد من الضباط الإسرائيليين، وتنتهي إلى الأبد أسطورة "أبراج الحمام" هي ومخططها في يوم واحد.
تلك المعلومات التي وردت في كتابا نشر له باللغة العبرية يتضمن قصة الحرب كما شهدها من موقعه كقائد لإحدى الفرق المدرعة الثلاثة التي شاركت في تنفيذ عملية ثغرة الدفرسوار على الجبهة المصرية خلال حرب أكتوبر 1973.
تصريحات "أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية" عن حرب أكتوبر في ندوة بالقدس في 16 سبتمبر 1974
مذكرات عن حرب أكتوبر لـ "حاييم هيرتزوج" رئيس دولة إسرائيل الأسبق
كتاب "حياتي" لـ "جولدا مائير" رئيسة وزراء إسرائيل