«سيسيل».. فندق الإسكندرية الشاهد على التاريخ (صور)
كتبت: مي مصطفى
فندق «سوفيتيل سيسيل» يرفع شعار «الماضي لا يموت طالما ظلت ذكراه داخلنا» ليؤكد دائما حفاظه على مكانته التراثية وسط أهالي الإسكندرية وحتى بين زواره من مختلف الدول.
فندق «سيسيل» يدخل عامه الـ 88 غير مبال بعشرات الفنادق الجديدة التي تم تشييدها خلال السنوات الماضية، والتي لم تستطع أي منها محو أثره ولا مكانته في النفوس.
يعتبر فندق «سيسيل» من أشهر معالم منطقة محطة الرمل بوسط الإسكندرية، ليس فقط لأنه يطل مباشرة على كورنيش البحر ولكن لأن مظهره الخارجي وتصميمه المعماري آخّاذ جدا لنظر أي شخص يراه خاصة أنه لا يشبه أيا من المباني المحيطة به رغم أن أغلب مباني منطقة وسط البلد بالسكندرية تمتاز بالشكل المعماري القديم. لكن «سيسيل» استطاع أن يغرد وحده خارج السرب.
وسُمِّى الفندق بهذا الاسم نسبة إلى ابن المالك الأصلى للفندق، وهو الثرى الألمانى ألبرت ميتزجر والذي أتم بناؤه عام 1929، على يد المعماري الإيطالي الشهير جوسيبي أليساندرو لوريا، والذي استعان بخبرته المعمارية لنقل الطابع الإيطلي إلى مبنى الفندق من الداخل والخارج، وهو التصميم الذي لازال قائما حتى الآن علما بأن مالك الفندق الحالي، شركة اشتيجنبرجر الفرنسية.
ويعد «سيسيل» شاهدًا على ميلاد أكبر وأهم الأعمال الفنية والأدبية، مثل رواية (رباعية الإسكندرية) والتي كتبها الأديب الإنجليزى لورانس داريل عندما أقام فيه بالإسكندرية ووقتها التقى ملهمته «جوستين» وجمعت بينهما قصة حب، وقد نُشِرت الرواية عام 1957 وحقّقت نجاحًا باهرًا وقتها، كما قامت الكاتبة الانجليزية أجاثا كريستي بالحضور له أكثر من مرة لكتابة أجزاء من قصصها المشوقة.
وفي فترتي الخمسينات والستينات كان فندق «سيسيل» واحدًا من أهم المناطق والوجهات التي يقصدها المشاهير في أجازتهم بالإسكندرية أو حتى وقت قدومهم لتصوير أي من أعمالهم، وعلى رأسهم: السيدة أم كلثوم، والفنان عمر الشريف، والفنان أحمد رمزي، والأديب الكبير طه حسين، والأديب العالمي نجيب محفوظ، والزعيم السياسي مصطفى النحاس، وصوفيا لورين، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والقائد العسكرى الإنجليزي الشهير مونتجمري، وعدد كبير من أشهر السياسيين والمسؤولين الرسميين.
ويقول فاروق عمر أحد أعضاء إدارة الفندق، إن إدارة «سيسيل» دائما ما تفتخر بوجود لوحة كبيرة في نهاية بهو المدخل، تحمل توقيعات أهمّ النزلاء الذين مرّوا عليه، ومن كثرة حبّ فنّاني الزمن الجميل للفندق واهتمام إدارة الفندق بحضورهم ونزولهم في أجنحة وغرف «سيسيل» تم إطلاق أسمائهم على الغرف التي كان يُفضّلها كل منهم في الفندق وينزل فيها بشكل دائم، وحاليًا تتمّ إتاحة خدمة اختيار الغرف المميّزة التي تحمل أسماء هؤلاء الفنانين وشيئًا من ذكريات وجودهم في الفندق للنزلاء بأسعار خاصة تختلف عن الغرف العادية.
وجاء من أبرز الموقعين في تلك اللوحة: الرئيس الأسبق محمد نجيب، الملك فيصل بن عبدالعزيز، جوزفين بيكر، أجاثا كريستي، هنري مور، ألفيس بريسلي، لورانس داريل، نجيب محفوظ، عمر الشريف، محمد علي كلاي، طه حسين، أم كلثوم، محمود المليجي، فاتن حمامة.
وأوضح «عمر» في تصريحاته لـ«شبابيك» أن الفندق يتكون من خمسة طوابق ويضم 83 غرفة و3 أجنحة رئيسية، ويغلب على ديكور الفندق الطابع الكلاسيكى ويتميّز بمفروشاته التى يغلب عليها اللون الأحمر، و يحوي مجموعة من الأثاث الكلاسيكي والتحف القديمة كما أن أسقفه تحوي تصاميم مذهبة، كما تميز تصميم المبني بلمسات شرقية في الشرفات تحديدا.
ويرى نزلاء الفندق الحاليين أن أهم مميزاته هو أنه يطل عى البحر مباشرة ويعتبرون التراس الذي فتحته إدارة الفندق في الواجهة البحرية هو أفضل موقع بالفندق والذي يتيح للنزلاء الجلوي أمام البحر مباشرة والاستمتاع بجو الإسكنردية الساحر، إضافة إلى استمرار المحافظة على الطابع الكلاسيكي في مطاعم الفندق ووجباته.
ومن الجدير باذكر أن الفندق لازال يستقبل ضيوف الإسكندرية الرسميين حتى الآنن كما يستقبل بعض مؤتمرات المحافظة بحضور القيادات التنفيذية خاصة أن به حجرة اجتماعات وأخرى للندوات تفتح للمسؤولين وقت الطلب.