من هو الأديب صنع الله إبراهيم الذي توفى اليوم؟.. أحد أعمدة السرد العربي المعاصر

من هو الأديب صنع الله إبراهيم الذي توفى اليوم؟.. أحد أعمدة السرد العربي المعاصر

رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء الموافق 13 أغسطس 2025، أحد أبرز أعلام الرواية العربية الحديثة، الأديب صنع الله إبراهيم، وقد تساءل عدد كبير من المصريين من هو الكاتب الراحل؟

اعتبر الكثيرون صنع الله إبراهيم، بأنه الكاتب الذي نسج من خيوط الواقع والتاريخ أعمالًا أدبية فريدة، وظل على مدار مسيرته صوتًا نقديًا جريئًا ومدافعًا عن قضايا الإنسان والوطن، لتنطوي بوفاته صفحة مضيئة في تاريخ السرد العربي.

مسيرة حافلة تكشف من هو الأديب الراحل صنع الله إبراهيم

وُلد صنع الله إبراهيم في مدينة القاهرة عام 1937، ونشأ في كنف أسرة ميسورة الحال، وقد قادته دراسته الأولية إلى كلية الحقوق، إلا أن شغفه بالكتابة والصحافة سرعان ما غلبه، ليتجه إلى عالم الأدب الذي سيصبح فيه واحدًا من أهم رواده. 

شكلت تجاربه السياسية المبكرة، ومنها فترة السجن في الستينيات، حجر الزاوية في نظرته للعالم، وهي التجربة التي انعكست بوضوح في عمله الروائي الأول «تلك الرائحة»، الذي اعتبره النقاد إعلانًا عن ميلاد صوت روائي مختلف.

أسلوب فريد في الأدب العربي

تميز مشروع صنع الله إبراهيم السردي بأسلوب خاص يمزج فيه بين التوثيق الدقيق والسرد الروائي، حيث عمد إلى توظيف قصاصات الصحف، والبيانات الرسمية، والحقائق التاريخية داخل بنية رواياته، مما أضفى عليها عمقًا وبعدًا واقعيًا فريدًا. 

ظهر هذا الأسلوب جليًا في أعمال أيقونية مثل «ذات» التي أرّخت لتحولات المجتمع المصري، ورواية «بيروت بيروت» التي استعرضت الحرب الأهلية اللبنانية. 

مواقف حاسمة وجوائز عالمية

لم تكن شهرة صنع الله إبراهيم نابعة من إبداعه الأدبي فحسب، بل من مواقفه الصلبة والتزامه الفكري أيضًا. 

فقد حصل على جوائز رفيعة، أبرزها «جائزة ابن رشد للفكر الحر» في عام 2004، تقديرًا لإسهاماته في حرية التعبير. 

لكن الموقف الأكثر شهرة في مسيرته كان عام 2003، عندما أثار جدلًا واسعًا برفضه استلام «جائزة ملتقى الرواية العربية» التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة في مصر، معلنًا في خطاب تاريخي أن استلامه الجائزة من جهة حكومية يتعارض مع مبادئه النقدية تجاه السياسات القائمة.

عُرف عن إبراهيم زهده وابتعاده عن الأضواء، حيث اختار حياة بسيطة وهادئة، مكرسًا وقته للكتابة والقراءة، بعيدًا عن الصخب الإعلامي. 

ترك إبراهيم إرثًا ضخمًا يشمل روايات خالدة مثل «شرف»، «اللجنة»، «العمامة والقبعة»، و«أمريكانلي»، بالإضافة إلى مجموعات قصصية وأعمال موجهة للأطفال.

 

تسنيم هاني

تسنيم هاني

صحفية مصرية خريجة كلية الإعلام