وفاة أحمد جمال بطل حريق شبرا الخيمة.. قصة بطولة انتهت بالفاجعة

توفى الشاب أحمد جمال، الذي أُطلق عليه لقب «بطل حريق شبرا الخيمة»، فجر اليوم الخميس في تمام الساعة 4، متأثرًا بجراحه البالغة التي أصيب بها جراء حريق التهم محلاً تجاريًا في محطة مترو شبرا الخيمة. 

أسدل خبر وفاة أحمد جمال الستار على فصل مأساوي من فصول الشجاعة النادرة، بعد أن ضحى بنفسه لإنقاذ أرواح الآخرين في حادثة حازت على اهتمام واسع وشغلت الرأي العام.

تفاصيل اللحظات الأخيرة لبطل حريق شبرا الخيمة

وترجع وقائع الحادثة إلى الأيام القليلة الماضية، عندما اندلعت النيران بشكل مفاجئ في المحل الذي كان يتواجد به أحمد. 

وبينما كان الهلع يدفع الجميع للفرار، اتخذ أحمد قرارًا بطوليًا بالبقاء وسط ألسنة اللهب المتصاعدة، رافضًا الخروج حتى يضمن إخلاء كافة الزبائن والعاملين بسلام. 

وبفضل تضحيته، لم يسفر الحادث عن أي مصابين سواه، ليتحمل هو وحده وطأة النيران والدخان الكثيف، وينال على إثرها إشادات واسعة وصفته بأنه «بطل حريق شبرا الخيمة» الحقيقي الذي جسد أسمى معاني الإيثار.

رحلة علاج مأساوية وإخفاق في الوصول لمستشفى متخصص

وكشفت مصادر من أسرة البطل الفقيد عن تفاصيل مؤلمة رافقت رحلة علاجه، حيث وصفت حالته منذ البداية بأنها حرجة للغاية. 

وقال الدكتور أحمد عبد الفتاح، مدير عام مستشفى الجمعية الشرعية للحروق بالعبور، إن المستشفى استقبل الشاب وهو يعاني من حروق خطيرة من الدرجات الأولى والثانية والثالثة، بالإضافة إلى تسمم دموي حاد نتيجة مضاعفات الحروق واستنشاق الدخان. 

وأضاف مدير المستشفى: «الحالة كانت متأخرة جدًا وبذلنا كل الجهود لإنقاذه، ولكن أمر الله قد نفذ».

وأوضحت الأسرة أنها سعت جاهدة لنقله إلى مستشفى «أهل مصر» المتخصص في علاج الحروق، إلا أن محاولاتهم قوبلت بالرفض. 

وبحسب رواية أحد أفرادها، فإن الإجراءات الإدارية حالت دون تحقيق ذلك، حيث رفض سائق سيارة الإسعاف التي كانت تقله من مستشفى إمبابة العام تغيير وجهته المحددة إلى مستشفى العبور، مؤكدًا أن ذلك يتطلب تعليمات إدارية عليا. 

ورغم المناشدات المتكررة لإنقاذ حياة بطل حريق شبرا الخيمة، حالت هذه العقبات دون حصوله على الرعاية الطبية المتقدمة التي ربما كانت ستغير مسار الأحداث.

الوداع الأخير.. بني سويف تستعد لتشييع جثمان البطل

وتستعد اليوم قرية سدس التابعة لمركز ببا في محافظة بني سويف، مسقط رأس أحمد جمال، لاستقبال جثمانه وتشييعه في مشهد جنائزي مهيب يُتوقع أن يشارك فيه الآلاف من الأهالي والمحبين الذين تأثروا بقصته. 

ومن المقرر أن يوارى جثمانه الثرى في مقابر العائلة، ليظل أحمد جمال في ذاكرة الكثيرين بطل حريق شبرا الخيمة الذي آثر غيره على نفسه ودفع حياته ثمنًا لشجاعته.