بعد تنفيذ حكم في الجناة.. قصة مقتل الشيخ محمد الجيراني كاملة
جاء خبر تنفيذ الحكم في قاتلي الشيخ مخمد الجيراني، اليوم الخميس، ليعيد إحياء لأبرز القضايا التي استمرت لسنوات في المملكة العربية السعودية، خاصة أنها من الدعاوى الطويلة، حيث استمرت لمدة 9 سنوات، فما هي قصته؟
تفاصيل اختطاف وقتل الشيخ محمد الجيراني في القطيف
شكل اسم الشيخ محمد الجيراني، قاضي دائرة الأوقاف والمواريث بمحافظة القطيف، محور قضية بارزة استمرت سنوات بعد اختطافه وقتله على يد عناصر إرهابية في ديسمبر 2016.
أعلنت وزارة الداخلية السعودية تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في المواطن جلال بن حسن بن عبدالكريم لباد، أحد المتورطين في الجريمة، بعد نحو تسع سنوات من الحادثة، ليغلق بذلك فصل من أكثر القضايا الأمنية التي أثارت اهتمامًا واسعًا في المملكة.
أوضحت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن التحقيقات أثبتت انضمام لباد إلى تنظيم إرهابي خارجي، ومشاركته مع مطلوبين آخرين في اختطاف وقتل الشيخ محمد الجيراني، إضافة إلى إطلاق النار وإلقاء القنابل على رجال الأمن.
وأكدت أن الحكم صدر بحقه من المحكمة المختصة، وأصبح نهائيًا بعد الاستئناف ومصادقة المحكمة العليا، قبل أن يصدر أمر ملكي بتنفيذه.
وقعت الحادثة في 13 ديسمبر 2016 عندما أبلغ عن اختطاف الشيخ محمد الجيراني من أمام منزله في بلدة تاروت بالقطيف. تحركت الأجهزة الأمنية آنذاك بشكل عاجل، وأطلقت عمليات بحث واسعة لتحديد هوية المتورطين وكشف ملابسات الجريمة.
أعلنت وزارة الداخلية في ديسمبر 2017، أن التحقيقات قادت إلى مجموعة من المطلوبين، بينهم المواطن زكي محمد سلمان الفرج الذي ألقي القبض عليه، وأخوه سلمان الفرج الذي قُتل أثناء مقاومته رجال الأمن.
كما ضمت القائمة المطلوبين محمد حسين علي آل عمار، وميثم علي محمد القديحي، وعلي بلال سعود الحمد، وخصصت الوزارة مكافآت مالية تصل إلى مليون ريال لمن يدلي بمعلومات عنهم.
العثور على جثة الجيراني
معلومات ميدانية قادت فرق الأمن إلى منطقة مزارع مهجورة تعرف بـ«الصالحية»، حيث عُثر على جثة متحللة، أكدت الفحوص الطبية والحمض النووي «DNA» أنها تعود للشيخ محمد الجيراني، وكشفت أنه تعرض لطلق ناري في الصدر، إضافة إلى التنكيل بجثمانه قبل دفنه.
أثارت حادثة قتل الشيخ محمد الجيراني إدانات رسمية وشعبية واسعة، وأدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الفعل واعتبرته جريمة بشعة تكشف عن خطر التنظيمات الإرهابية، مؤكدة أن العدالة ستطال كل من يثبت تورطه.
كما أصدر 124 شخصية دينية واجتماعية في القطيف بيانًا مشتركًا نددوا فيه بالجريمة وأكدوا استنكارهم الشديد لما وصفوه بالاعتداء الغادر.
مواقف الشيخ الجيراني قبل اغتياله
عٌرف الشيخ محمد الجيراني بمواقفه الحازمة في مواجهة السلوكيات المتطرفة داخل المجتمع، سبق أن أدان الاعتداءات على رجال الأمن واعتبرها أعمالًا إرهابية تخالف الشرائع السماوية، كما انتقد في تصريحات علنية استغلال بعض المنابر لمهاجمة الدولة والمتاجرة بدماء الشباب.
تاريخ الجيراني شهد محاولات استهداف متعددة قبل اختطافه، في عام 2011 أضرم مجهولون النار في منزله وسيارته، ما أدى إلى إصابة بعض أفراد أسرته باختناق وجروح، ثم تبعها اعتداء آخر في 2012 تمثل بمحاولة اقتحام منزله، كما تعرضت سيارته للتدمير في حادثة منفصلة.