قرية كاملة تختفي تحت الأرض في دارفور بسبب الأمطار

قرية كاملة تختفي تحت الأرض في دارفور بسبب الأمطار

حالة من الأسى عاشها أهالي إقليم دارفور، بعدما حل عليهم كارثة كبرى بسبب شدة الأمطار التي تسببت في انزلاق أرضي، لتنهار القرية بمن فيها في لمح البصر.

مشهد قاسي راح ضحيته العديد من المواطنين، ولا يزال يهدد أهالي القرى المجاورة، الذين لن يتمكنوا من النوم بعد مشاهدة تلك الكارثة التي حلت على قرية ترسين.

حادث قرية ترسين

أودى انهيار أرضي ضخم في إقليم دارفور بحياة ما لا يقل عن ألف شخص، بعدما اجتاحت السيول قرية ترسين الواقعة في منطقة جبل مرة، وأدت إلى دفنها بالكامل تحت الركام، في واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.

وأكدت حركة جيش تحرير السودان التي تسيطر على الموقع المنكوب، أن الكارثة وقعت عقب هطول أمطار غزيرة استمرت لأيام، ما تسبب في انزلاق أرضي واسع النطاق جرف القرية بأكملها.

وأوضحت الحركة، أن لن ينجو من تلك الكارثة سوى شخصًا واحدًا فقط، بينما قضى باقي السكان تحت الأنقاض.

صعوبات إنقاذ أهالي القرية

أعلن عبد الرحمن الناير المتحدث باسم الحركة، أن فرق الإنقاذ المحلية تبذل جهودًا مضنية لانتشال الجثامين، إلا أن ضعف الإمكانيات وغياب المعدات الثقيلة يجعلان المهمة شبه مستحيلة.

وأشار الناير، إلى أن القرية باتت ركام لتستوي بالأرض، فيما يواجه المنقذون صعوبات كبيرة في الوصول إلى الموقع النائي المحاط بجبال وعرة.

أهالي دارفور يناشدون المجتمع الدولي

أثارت الكارثة حالة من الهلع بين سكان القرى القريبة الذين يخشون تعرضهم لانزلاقات مشابهة، خاصة مع استمرار الأمطار الغزيرة في المنطقة.

وناشد الأهالي المجتمع الدولي سرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، محذرين من أن خطر الانهيارات يهدد مناطق أخرى مأهولة بالسكان.

طالبت الحركة الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية بتقديم مساعدات عاجلة، سواء لانتشال جثث الضحايا أو لتأمين احتياجات الناجين.

كما أشار ناشطون محليون إلى أن المنطقة المنكوبة كانت تشتهر بإنتاج الموالح، لكنها اختفت من الخريطة تمامًا.

أزمة إنسانية في دارفور

تزامنت الكارثة مع ظروف إنسانية صعبة يعيشها النازحون الذين فروا من القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في شمال دارفور، حيث يعاني معظمهم من نقص الغذاء والدواء وسط استمرار الحرب الأهلية منذ عامين.

ووفق تقارير أممية، يواجه أكثر من نصف سكان الإقليم مستويات حرجة من الجوع، بينما تتعرض مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور لقصف متكرر.

وتحولت مأساة قرية ترسين إلى صرخة استغاثة جديدة تضاف إلى معاناة دارفور المستمرة، لتؤكد أن مخاطر الطبيعة جاءت فوق مآسي الحرب والتهجير التي تعصف بالإقليم منذ سنوات.

منة حسام

منة حسام

صحفية مصرية تهتم بالفن والسينما والمنوعات، درست الإعلام بجامعة حلوان.