جيل زد يقود ثورة ضد الفساد في نيبال والجيش يتدخل
تشهد نيبال مرحلة حرجة في تاريخها السياسي، بعدما بدأ الجيش محادثات غير مسبوقة مع ممثلي المحتجين الشباب المعروفين باسم «الجيل زد»، في محاولة للتوافق على تعيين زعيم مؤقت يقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية.
اضطرابات نيبال
وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من اضطرابات دامية هزّت الشارع في نيبال، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وقال المتحدث باسم الجيش النيبالي إن المحادثات التي انطلقت صباح الخميس ستستمر على مدار اليوم، مشيرًا إلى أن الهدف هو إعادة الاستقرار تدريجيًا إلى البلاد بعد موجة غضب شعبي غير مسبوقة.
احتجاجات دامية في نيبال
اندلعت الاحتجاجات بداية بسبب قرار حكومي بحظر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما اعتبره الشباب قيدًا على حرياتهم. وقد تراجعت السلطات لاحقًا عن القرار، لكن بعد سقوط 19 قتيلًا في يوم واحد نتيجة إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي للسيطرة على الحشود.
ومع تصاعد الأحداث، توسعت دائرة الغضب الشعبي لتشمل ملفات الفساد والبطالة وسوء الإدارة، ما أدى إلى سقوط الحكومة واستقالة رئيس الوزراء تحت ضغط الشارع.
30 قتيلًا وأكثر من ألف مصاب
أعلنت وزارة الصحة في نيبال أن حصيلة القتلى جراء الاحتجاجات ارتفعت إلى 30 شخصًا حتى اليوم الخميس، فيما أصيب 1033 شخصًا بجروح متفاوتة. ولا تزال بعض أوامر الحظر مطبقة في العاصمة كاتمندو والمناطق المحيطة بها، بينما عادت بعض الخدمات الأساسية إلى العمل.
في المقابل، واصل الجيش تنظيم دوريات مكثفة في الشوارع لفرض النظام، مؤكدًا أن الحركة الجوية الدولية لا تزال تعمل بشكل طبيعي رغم الاضطرابات.
سوشيلا كاركي.. المرشحة الأوفر حظًا
برز اسم سوشيلا كاركي، رئيسة المحكمة العليا السابقة، كأبرز المرشحين لتولي منصب الزعيم المؤقت. وتعد كاركي، البالغة من العمر 73 عامًا، أول امرأة في تاريخ نيبال تتولى منصب رئيسة المحكمة العليا عام 2016.
وأكدت مصادر مقربة أنها أعطت موافقة مبدئية على الترشح، لكن التحدي الحالي يتمثل في إيجاد سبيل دستوري لتعيينها بشكل رسمي، ورغم إجماع عدد من قادة الاحتجاجات على ترشيحها، إلا أن بعض الخلافات لا تزال قائمة بين ممثلي «الجيل زد» الذين يسعون للوصول إلى قرار بالإجماع قبل إعلان أي اتفاق.
خسائر فادحة في نيبال
لم تقتصر تداعيات المظاهرات على سقوط الضحايا فحسب، بل شملت تدميرًا واسعًا للممتلكات العامة والخاصة، وأُحرقت مبان حكومية مهمة، منها مقر المحكمة العليا ومنازل عدد من الوزراء، بالإضافة إلى منشآت تجارية بارزة.
وفي مدينة كاتمندو، تعرض فندق هيلتون للحرق، بينما طالت النيران عدة فنادق في مدينة بوكارا السياحية، ما أثار مخاوف من تأثير الأزمة على القطاع السياحي الحيوي في نيبال.
الجيل زد في قلب الحراك الشعبي نبيبال
عرفت الاحتجاجات شعبيًا باسم احتجاجات الجيل زد، نظرًا للدور البارز الذي لعبه الشباب المولودون بين 1997 و2012 في تنظيمها وقيادتها، حيث عبر الشباب عن إحباط عميق من فشل الحكومة في مكافحة الفساد وتوفير فرص اقتصادية، ما دفعهم إلى النزول إلى الشوارع بأعداد ضخمة غير مسبوقة.
ويرى مراقبون أن دخول الجيش في حوار مباشر مع هذا الجيل يمثل تحولًا جوهريًا في مسار الأحداث، ويفتح الباب أمام مرحلة انتقالية جديدة تحدد مستقبل الديمقراطية في نيبال.