سعر الذهب عالميًا اليوم الأحد.. قفزة تاريخية وترقب لقرار الفائدة الأمريكية
سجل سعر الذهب عالميًا اليوم الأحد الموافق 14 سبتمبر 2025، مستويات قياسية جديدة، ليكمل مسيرة صعوده للأسبوع الرابع على التوالي.
يأتي ذلك في ظل ترقب المستثمرين لقرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، المقرر صدوره الأسبوع المقبل.
حيث أدى هذا الزخم إلى ارتفاع المعدن الأصفر بنسبة تقارب 40% منذ بداية عام 2025، مدعومًا بضعف بيانات اقتصادية وتوترات جيوسياسية متصاعدة.
أنهت أونصة الذهب تداولات الأسبوع الماضي عند سعر 3643 دولارًا، بعد أن سجلت أعلى مستوى تاريخي لها على الإطلاق عند 3674 دولارًا خلال نفس الأسبوع، محققةً مكاسب أسبوعية بنسبة 1.6%.
جاء هذا الأداء القوي في سياق تزايد التوقعات، بأن صناع السياسة النقدية في الولايات المتحدة يتجهون نحو تخفيف سياستهم المتشددة.
ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي يهيمن على المشهد
تتجه أنظار الأسواق الآن إلى اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في 17 سبتمبر، حيث تشير العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي إلى ترجيح خفض كامل بمقدار 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة.
وتراجعت في الآونة الأخيرة الرهانات على خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، لكن التوجه العام نحو التيسير النقدي يبدو واضحًا.
جدير بالذكر أن سعر الذهب عالميًا سيستفيد بشكل مباشر من خفض الفائدة، إذ يقلل ذلك من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائدًا.
كما أنه من المقرر أن يؤدي خفض الفائدة عادةً إلى تراجع عوائد السندات الحكومية الأمريكية وإضعاف الدولار، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الذهب المسعر بالعملة الأمريكية.
سعر الذهب عالميًا في مواجهة بيانات اقتصادية متباينة
استندت توقعات خفض الفائدة إلى مجموعة من البيانات الاقتصادية التي تشير إلى تباطؤ في زخم أكبر اقتصاد في العالم.
وكشفت الأرقام الأخيرة عن ارتفاع في طلبات إعانة البطالة، بالإضافة إلى مراجعة بيانات الوظائف غير الزراعية التي أدت إلى خفض 911,000 وظيفة عن أرقام العام الماضي، مما يعكس ضعفًا في سوق العمل.
ورغم أن بيانات أسعار المستهلكين سجلت أكبر ارتفاع شهري لها في سبعة أشهر خلال أغسطس، وهو ما قد يشير إلى ضغوط تضخمية، قرر المستثمرون التركيز على مؤشرات سوق العمل.
هناك مؤشرات أن الأسواق ترى أن ضعف قطاع التوظيف سيكون له التأثير الأكبر على قرار الفيدرالي، مما يدعم سعر الذهب عالميًا كأداة تحوط ضد مخاطر التضخم على المدى الطويل في حال اضطرار البنك المركزي لخفض الفائدة رغم ارتفاع الأسعار.
عوامل تدعم الذهب العالمي
لا يقتصر الدعم الذي يتلقاه سعر الذهب عالميًا على السياسة النقدية المتوقعة فحسب، بل يمتد ليشمل عوامل أخرى.
فوفقًا للتقارير الأمريكية الصادرة في الآونة الأخيرة، أن هناك ضغوط يمارسها الرئيس دونالد ترامب، لخفض أسعار الفائدة، والتوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية، وهذه عوامل تعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وقد انعكس هذا الإقبال في بيانات مجلس الذهب العالمي، التي أظهرت أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب شهدت تدفقات قوية للشهر الثالث على التوالي في أغسطس، بلغت قيمتها 5.51 مليار دولار أمريكي، مما رفع إجمالي الأصول المدارة إلى ذروة جديدة.
وفي ظل هذه المعطيات، يتوقع محللون استمرار ارتفاع أسعار الذهب لتصل إلى 3900 دولار للأونصة بحلول منتصف العام المقبل.