الدواء فيه سم قاتل.. تحذيرات هيئة الدواء من الباراسيتامول

الدواء فيه سم قاتل.. تحذيرات هيئة الدواء من الباراسيتامول

كشفت هيئة الدواء المصرية، تقرير طبي جديد يفيد برصد حالة تسمم كبدي حاد مرتبطة بالاستخدام المزمن لعقار الباراسيتامول لدى مريض يبلغ من العمر 46 عامًا.

وأوضحت الهيئة أن المريض كان يتناول جرعات يومية تتراوح بين 4 و5 جرامات من الدواء لعلاج آلام المفاصل، مع احتمالية زيادة الجرعة حسب شدة الألم، مما أدى إلى ظهور أعراض خطيرة تمثلت في اليرقان «اصفرار الجلد والعينين» وارتفاع شديد في إنزيمات الكبد وصلت إلى 24000 وحدة/لتر.

وأكدت الهيئة أن حالة المريض شهدت تحسنًا ملحوظًا بعد إيقاف الدواء المشتبه به وتقديم العلاج التصحيحي المناسب.

مخاطر استخدام دواء الباراسيتامول 

أشارت هيئة الدواء إلى أن الباراسيتامول يُعد من أكثر الأدوية شيوعًا كمسكن وخافض للحرارة، ويُستخدم في علاج الألم الخفيف والمتوسط والحمى. لكن، على الرغم من فعاليته وأمانه عند الالتزام بالجرعات الموصى بها، فإن الإفراط في تناوله يؤدي إلى تلف الكبد، وهي حالة طبية خطيرة تُعرف باسم التهاب الكبد السام أو إصابة الكبد الناجمة عن الأدوية.

وأضافت الهيئة أن هذه المضاعفات قد تبدأ بارتفاع بسيط في إنزيمات الكبد وتصل في بعض الحالات إلى فشل كبدي حاد يهدد حياة المريض.

تحول الباراسيتامول لدواء قاتل

فسّرت الهيئة أن سمّية الباراسيتامول تعتمد على الجرعة، حيث يؤدي تناول كميات مرتفعة إلى إنتاج مركب سام يُعرف باسم NAPQI، وهو مادة كيميائية ترتبط بخلايا الكبد وتسبب تدميرها.

كما أوضحت أن الجذور الحرة مثل "البيروكسينيتريت" تساهم في مضاعفة التلف داخل الميتوكوندريا، ما يؤدي إلى فقدان الكبد لوظائفه الحيوية تدريجيًا.

مراحل تطور أعراض التسمم

بيّنت الهيئة أن أعراض التسمم تمر بثلاث مراحل متعاقبة:

  • المرحلة الأولى «خلال 12-14 ساعة»: غثيان، قيء، تعرق شديد، خمول ونعاس.

  • المرحلة الثانية «24-48 ساعة»: تحسن مؤقت في الأعراض العامة، مع بدء ظهور علامات أولية لتلف الكبد مثل تضخم الكبد، ألم بطني، وارتفاع إنزيمات الكبد.

  • المرحلة الثالثة «بعد 48 ساعة»: وصول إنزيمات الكبد إلى ذروتها، ظهور اليرقان، اضطرابات تخثر الدم، انخفاض سكر الدم، واحتمالية تطور غيبوبة كبدية قد تنتهي بالوفاة.

عوامل تزيد من خطورة التسمم

أوضحت هيئة الدواء أن هناك عوامل خطورة متعددة أبرزها:

  • الجرعات العالية التي تتجاوز الحد الأقصى المسموح وهو 4 جرامات يوميًا للبالغين.

  • تناول أكثر من دواء يحتوي على الباراسيتامول دون الانتباه للمكونات.

  • استهلاك الكحول بشكل مزمن.

  • التداخلات الدوائية مع أدوية مثل كاربامازيبين وفينيتوين وريفامبيسين.

  • سوء التغذية أو الصيام الطويل، مما يزيد من احتمالية تلف الكبد.

وأكدت الهيئة أن كبار السن أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة مقارنة بالأطفال.

شددت الهيئة على أن التدخل العلاجي المبكر يعد أمرًا حاسمًا في إنقاذ حياة المرضى، حيث إن معظم الحالات التي تتلقى علاجًا بمادة «N-acetylcysteine »NAC خلال الساعات الثماني الأولى من تناول الجرعة الزائدة يمكن أن تتجنب تلف الكبد الحاد، أما التأخر في تلقي العلاج فيرفع من احتمالية الإصابة بالفشل الكبدي الحاد أو الوفاة.

توصيات هيئة الدواء للمواطنين بشأن الباراسيتامول

أصدرت الهيئة مجموعة من التعليمات الوقائية، أبرزها:

  • ضرورة قراءة النشرة الداخلية للدواء قبل الاستخدام.

  • الالتزام بالجرعة الموصى بها وعدم تجاوز أربع جرعات يوميًا.

  • ترك فاصل زمني لا يقل عن 4 ساعات بين كل جرعة.

  • الحذر الشديد عند استخدام الباراسيتامول لمرضى الكبد، الكلى، فقر الدم الانحلالي، سوء التغذية، ومتلازمة جيلبرت.

  • مراجعة الطبيب أو الصيدلي قبل تناوله بالتزامن مع أدوية أخرى.

أكدت هيئة الدواء المصرية أن سوء استخدام المسكنات قد يؤدي إلى أضرار جسيمة وغير قابلة للعكس تصل إلى زرع كبد أو الوفاة.

وشددت على ضرورة التوجه الفوري لأقرب مستشفى عند الاشتباه في تسمم دوائي، لافتة إلى أن الوعي المجتمعي بمخاطر الاستخدام الخاطئ للأدوية يمثل خط الدفاع الأول لحماية الصحة العامة.