تل أبيب تعترف: أشرف مروان لم يكن ملاك إسرائيل بل رأس الحربة خطة الخداع المصرية

تل أبيب تعترف: أشرف مروان لم يكن ملاك إسرائيل بل رأس الحربة خطة الخداع المصرية

كشفت تقارير إسرائيلية حديثة اعترافاً نادراً بشان دور صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسكرتير الرئيس الأسبق أنور السادات لشؤون المعلومات، أشرف مروان في حرب أكتوبر 1973.

أشرف مروان رأس الحربة في خطة الخداع المصرية بحرب 73

وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلًا عن الصحفي الإسرائيلي رونين بيرجمان، أن مروان لم يكن الملاك الذي أنقذ إسرائيل، بل كان رأس الحربة في خطة الخداع الاستراتيجي المصرية قبل اندلاع حرب 1973.

وكشفت الصحيفة العبرية، في عددها الصادر حديثًا، تفاصيل جديدة تتعلق بدور أشرف مروان، الذي تمكن من تضليل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، عبر تسريب معلومات كانت جزءًا من خطة مصرية محكمة، وهو ما أكده بيرجمان في تحقيق موسع نُشر بملحق "7 أيام".

في المقابل، ما زالت وسائل الإعلام الإسرائيلية تحاول تقديم رواية مغايرة، قائلة «مروان كان جاسوسًا لصالح الموساد»، في إطار ما وصفه مراقبون بالحرب المعلوماتية، التي تهدف إلى إظهار إسرائيل بمظهر الجهاز الاستخباراتي الذي لا يمكن خداعه.

​​​​​​​

دور الجاسوس الكبير أشرف مروان

وألقى فيلم «جاى ناتيف» الضوء على هذه القضية، حيث تناول قصة حياة رئيسة الوزراء الإسرائيلية الراحلة جولدا مائير، وأبرز دور الجاسوس الكبير الذي حذر إسرائيل من اندلاع الحرب يوم الغفران، إلا أن توقيت التحذير، الذي أشار إلى السادسة مساءً بدلًا من الثانية ظهرًا، ساهم في تعزيز الخداع الاستراتيجي المصري.

وكشف موقع مكور راشون الإسرائيلي عن إنتاج سينمائي ضخم يجسد حياة جولدا مائير، متضمنًا تفاصيل جديدة حول دور مروان في حرب أكتوبر.

أشرف مروان بطل مصري شارك في خداع إسرائيل

وكان المؤرخ الإسرائيلي أهارون بريجمان قد كشف عام 2002 في كتابه «تاريخ إسرائيل» عن اسم أشرف مروان لأول مرة، مؤكدًا أنه كان بطلًا قوميًا مصريًا نجح في خداع إسرائيل وإيقاع جهاز الموساد في مأزق كبير.

وفي سياق متصل، أشار بريجمان في كتابه الوثائقي إلى أن مروان حجب معلومات أكثر أهمية مما كان ينقله للموساد، في إطار خطة مصرية لإحكام التضليل.

وترفض إسرائيل الاعتراف الرسمي بأن مروان كان يعمل لصالح المخابرات المصرية، وتصر على تصويره كخائن لوطنه، في محاولة لترسيخ صورة لدى الأجيال الجديدة بأن الموساد لم يتعرض لهزيمة أو خداع.

أكبر عملية تجسس في القرن العشرين

ويعترف بعض الباحثين الإسرائيليين مثل أوري بار يوسف، مؤلف كتاب «أشرف مروان.. الملاك الذي أنقذ إسرائيل»، بأن المعلومات التي نقلها مروان كان لها أثر ملموس على قرارات القيادة العسكرية الإسرائيلية، رغم التباين في الروايات حول تفاصيل توقيتها.

تبقى قضية أشرف مروان واحدة من أعقد وأهم قضايا التجسس في القرن العشرين، إذ تواصل إسرائيل تناقضاتها في تفسير الدور الذي لعبه، بينما يرى مراقبون أن القصة الكاملة لم تكشف بعد، وأنها ستؤكد في نهاية المطاف على النصر الاستخباراتي والاستراتيجي الذي حققته مصر في حرب أكتوبر 1973.