المجري كراسنهوركاي يحصد جائزة نوبل للآداب 2025.. رواياته ساخرة
فاز الكاتب المجري لازلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل في الأدب لعام 2025، لتتوج الأكاديمية السويدية مسيرته الأدبية الحافلة بالتميز والتجديد، والتي عُرفت بأسلوبه الفلسفي العميق وسخريته الكئيبة التي تتجلى في عبارات طويلة ومتشابكة تمتد عبر صفحات رواياته.
كراسناهوركاي الفائز بجائزة نوبل للآداب 2025.
وأوضحت لجنة نوبل في بيانها أن اختيار كراسناهوركاي، البالغ من العمر 71 عامًا، جاء تقديرًا لإبداعه القوي والرؤيوي الذي يجسد قوة الفن في مواجهة أحداث العالم المظلمة، مؤكدة أن أعماله تمثل تأملًا في هشاشة النظام الإنساني والاجتماعي، مع إيمان عميق بدور الأدب في مقاومة العبث والفوضى.
وقال عضو اللجنة ستيف سيم ساندبرج خلال الإعلان إن الكاتب المجري يتمتع بنظرة فنية خالية من الأوهام، تجسد وعيًا وجوديًا حادًا، وتكشف عن أعماق النفس البشرية وسط التحولات الكبرى التي يعيشها العالم.
ووصف بيان الأكاديمية السويدية كراسناهوركاي بأنه كاتب ملحمي عظيم في تقليد أدباء أوروبا الوسطى الممتد من فرانز كافكا إلى توماس برنهارد، مشيرًا إلى تميز أسلوبه بالعبثية والمبالغة الساخرة التي تحمل بين طياتها نقدًا فلسفيًا عميقًا.
واشتهر الكاتب المجري بعدد من الروايات البارزة التي تحولت إلى أفلام فنية على يد المخرج بيلا تار، منها روايته الأولى «ساتانتانغو»، ورواية «كآبة المقاومة»، اللتان ساهمتا في ترسيخ مكانته كأحد أبرز الأصوات الأدبية في القارة الأوروبية.
أبرز أعمال كراسناهوركاي الأدبية
- نشأ لازلو كراسناهوركاي في عائلة يهودية متوسطة، واستلهم تجربته الأدبية من الواقع السياسي والاجتماعي الذي عاشه في ظل النظام الشيوعي بالمجر.
- بدأت تجربته الفكرية تتخذ طابعًا عالميًا، بعد انتقاله إلى برلين الغربية عام 1987 بمنحة دراسية، انعكس على أعماله المتأثرة برحلاته المتعددة إلى آسيا، خاصة الصين واليابان.
- من بين أبرز أعماله بارون فينكهايم يعود إلى الوطن، وهي رواية ملحمية ساخرة تروي قصة أرستقراطي مدمن على القمار يعود إلى مسقط رأسه في رحلة رمزية تكشف تناقضات المجتمع الإنساني.
- قدم روايات تأملية عميقة مثل جبل إلى الشمال، بحيرة إلى الجنوب، طرق إلى الغرب، نهر إلى الشرق الصادرة عام 2003، التي تعكس فلسفته الوجودية ورؤيته للعالم.
ويصبح كراسناهوركاي ثاني كاتب مجري يحصل على جائزة نوبل في الأدب بعد إيمري كيرتس الذي فاز بها عام 2002، ليعزز مكانة الأدب المجري في المشهد الثقافي العالمي. كما سبق أن نال كراسناهوركاي جائزة المان بوكر العالمية عن مجمل أعماله الأدبية.
وكانت جائزة نوبل في الأدب لعام 2024 قد منحت للكاتبة الكورية هان كانغ، لتكون أول امرأة آسيوية تفوز بالجائزة، ما يعكس التنوع الثقافي المتزايد الذي تحرص عليه الأكاديمية السويدية في اختياراتها السنوية. فوزه بجائزة نوبل للأدب 2025، يؤكد لازلو كراسناهوركاي أن الأدب ما زال قادرًا على مواجهة الفوضى بروح الفن والفكر، وأن الكلمة تظل أداة خالدة لتأمل العالم وفهم جوهر الإنسان.