من هو نمير بديع الأسد؟.. سيرة مليئة بالإجرام
ألقت السلطات الأمنية السورية، اليوم الخميس، القبض على نمير بديع الأسد، ابن عم الرئيس السابق بشار الأسد، في معقله بمدينة القرداحة، لتطوي صفحة واحدة من سجل طويل لشخصية ارتبط اسمها بالجريمة المنظمة والسطو المسلح والعمل خارج إطار القانون، مستغلا نفوذ عائلته التي حكمت سوريا لعقود.
ما نعرفه عن نمير الأسد
يعتبر نمير بديع الأسد، وهو في العقد الثالث من عمره، من الجيل الثالث في عائلة الأسد، وقد برز اسمه بقوة بعد أن ورث ابن عمه بشار السلطة عام 2000.
أسس نمير عصابة متخصصة في السطو المسلح والتهريب، تركز نشاطها في البداية على الساحل السوري ولبنان، قبل أن يمتد نفوذها تدريجيا ليصل إلى العاصمة دمشق، مستفيدا من تراجع النفوذ السوري في لبنان الذي كان يوفر له غطاء لنشاطاته.
نال بنمير وصف الرجل الثاني في ميليشيا الشبيحة سيئة السمعة، وينظر إليه في سوريا كشخصية غامضة تعرف بلقب شيخ الجبل.
ارتبط اسم نمير بديع الأسد بسلسلة من الجرائم الجريئة التي عكست مدى استهتاره بالقانون وشعوره بالحصانة المطلقة، ففي صيف عام 2004، كان العقل المدبر لعملية السطو على فندق سميراميس في قلب دمشق.
طفل بالإسماعيلية يقتل صديقه على طريقة لعبة فيديو
وفي فبراير 2005، قاد عملية سطو مسلح على شركة الهرم للحوالات المالية، والتي تم توثيقها بالكامل عبر كاميرات المراقبة الخاصة بالشركة، في وضح النهار.
وتعد أبرز جرائمه وأكثرها دلالة على نفوذه، تلك التي وقعت في مايو 2005، حين هاجمت عصابته سيارة تابعة للشرطة العسكرية عند جسر حرستا، وقامت بتحرير أحد أفرادها الذي كان في طريقه إلى المحكمة.
وتكشف قصة اعتقاله في عام 2005 الكثير عن طبيعة العلاقة بين النظام وأبناء العائلة الحاكمة، فبعد عملية السطو على شركة الهرم، قاد وزير الداخلية آنذاك، اللواء غازي كنعان، عملية أمنية واسعة ومعقدة، تضمنت تتبعا دقيقا ومراقبة أدت إلى تحديد مكان العصابة في بلدة الجرجانية بمنطقة الزبداني.
وبعد حصار محكم ورفضهم الاستسلام، دار اشتباك عنيف استمر لساعة ونصف، أسفر عن مقتل اثنين من أفراد العصابة، واستشهاد شرطي وجرح سبعة آخرين، قبل أن يتم إلقاء القبض على البقية، ومن بينهم نمير بديع الأسد.
ولكن، على الرغم من كل هذه الجهود والتضحيات، لم يمكث نمير في السجن سوى أقل من شهر واحد، فبناء على أوامر عليا، وبتدخل مباشر من الرئيس بشار الأسد نفسه حسبما أفادت تقارير آنذاك، تم إطلاق سراحه ليعود طليقا ويمارس نشاطاته الإجرامية من جديد.
