علماء الفلك يفجرون مفاجأة عن الشمس.. اكتشفوا أنها بتمطر
كشف فريق من علماء الفلك في جامعة هاواي عن ظاهرة كونية مدهشة، مؤكدين أن الشمس تشهد نوعا فريدا من المطر.
أوضح الباحثون أن هذا المطر ليس ماء، كما هو معروف على الأرض، بل هو بلازما فائقة السخونة تهطل بغزارة من الهالة الخارجية للنجم الإكليل الشمسي عائدة إلى سطحه.
يقدم هذا الاكتشاف رؤى جديدة تماما حول فيزياء الشمس والمجالات المغناطيسية المعقدة التي تحكمها، ويساعد في تفسير ديناميكيات غلافها الجوي.
أمطار الشمس تتكون من حديد وسيليكون وماغنسيوم
نُشرت الدراسة الجديدة في مجلة الفيزياء الفلكية، حيث أوضح الباحثون في معهد علم الفلك (IfA) التابع لجامعة هاواي تفاصيل المطر الإكليلي.
يتكون هذا المطر من تدفقات سريعة التغير لعناصر كيميائية أثقل من الهيدروجين والهيليوم، مثل الحديد والمغنيسيوم والسيليكون.
تؤدي هذه العناصر إلى تكاثف البلازما في الهالة الشمسية، مما يشكل أقواسا شمسية عملاقة، وهي هياكل مغناطيسية هائلة قد يصل ارتفاعها إلى 5 أضعاف حجم كوكب الأرض قبل أن تنهار وتهطل عائدة للسطح.
آلية تكوّن المطر الإكليلي
يكمن جوهر الاكتشاف في تحدي النماذج الفيزيائية السابقة، التي افترضت ثبات توزيع العناصر في الهالة.
أوضح لوك بينافيتز، أحد المشاركين في الدراسة، أن النماذج القديمة كانت تفترض أن توزيع العناصر في هالة الشمس ثابت، لكننا وجدنا أن هذا غير صحيح تماما.
أضاف بينافيتز: «عندما سمحنا بتغير تركيز العناصر مع الزمن، بدأت الأمطار الإكليلية بالظهور خلال دقائق بدلًا من ساعات أو أيام، كما كنا نعتقد سابقا».
ويفسر العلماء ذلك بأن الاختلاف في وفرة هذه العناصر يؤثر مباشرة في معدل فقدان الطاقة الإشعاعية، مما يؤدي إلى تبريد مفاجئ وتكاثف كارثي للبلازما، وهو ما يظهر على شكل أمطار.
قائمة أكاديميات التمريض غير المعتمدة.. تعرف عليها
خطوة نحو حل لغز التسخين التاجي
اعتقد الفريق البحثي أن هذا الاكتشاف يفتح الباب لإعادة النظر جذريا في فهم آلية التسخين التاجي، والتي تعد أحد أكثر الألغاز غموضا في علم الفلك الشمسي، حيث تبقى هالة الشمس أسخن بملايين المرات من سطحها المرئي.
يوضح جيفري ريب، المؤلف المشارك في البحث، أهمية النتائج بقوله: «هذا الاكتشاف يقرّبنا خطوة نحو فهم كيف تعمل الشمس حقا».
واختتم ريب تصريحاته: «قد نحتاج لإعادة رسم الصورة الكاملة للتسخين التاجي، فهناك الكثير من العمل المثير بانتظارنا».
