تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد الكرنك.. ساحة آمون رع تكتظ بالسياح (صور)
تعتبر ظاهرة تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعابد الكرنك الإعلان الرسمي السنوي عن بدء فصل الشتاء فلكيا، حيث شهدت محافظة الأقصر فجر اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025، احتفالية ضخمة رصد خلالها آلاف السياح والمواطنين وصول قرص الشمس إلى قلب المعبد.
احتفالية عالمية ترصد ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك
انطلقت الفعاليات الفنية والترفيهية قبل شروق الشمس أمام ساحة المعبد، حيث نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة عروضا تراثية تهدف إلى الترويج للمقصد السياحي الأقصري.
وتابع الحضور، يتقدمهم الدكتور هشام أبوزيد نائب محافظ الأقصر ومسؤولو الآثار والصوت والضوء، لحظة انطلاق موسيقى الشروق التراثية التي صاحبت تسلل خيوط الضوء لتستقر فوق مقصورة قدس الأقداس بمعبد آمون رع، في مشهد استمر حتى الساعة 07:00 صباحا.
ويجسد المعبد، الذي يُعد واحدا من أكبر دور العبادة في العالم القديم، قمة الإبداع المعماري حيث صممه المهندس المصري القديم على محور شمسي دقيق يتوافق تماما مع لحظة الانتقال الشتوي.
وخلقت ظاهرة تعامد الشمس حالة من الانبهار لدى السياح الذين تدفقوا لرؤية أشعة الشمس، وهي تنتشر في أرجاء المعبد، مما يبرز الريادة المصرية التاريخية في علوم الفلك الأثري والهندسة.
فعاليات تعامد الشمس على معبد آمون رع في أول أيام الشتاء
أكد الدكتور هشام أبوزيد، نائب محافظ الأقصر، خلال تواجده في الاحتفالية أن المحافظة تحرص على تنظيم احتفالية تعامد الشمس سنويا بشكل يليق بمكانة الأقصر التاريخية، مشيرا إلى أن الحدث يعكس اهتمام الدولة بالحفاظ على التراث الأثري ودعمه كأحد محركات التنمية السياحية والاقتصادية بالمحافظة.
وأوضح أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، في تصريحات صحفية أن ظاهرة تعامد الشمس على معابد الأقصر رسالة حضارية تؤكد عبقرية المصري القديم في علوم الفلك والهندسة، مشيرا إلى أن هذه الظواهر تُعد عنصرا مهما في دعم السياحة الثقافية والترويج لمصر كمقصد سياحي عالمي فريد.
وتساهم هذه الفعاليات في وضع المعبد على خارطة السياحة الفلكية العالمية، حيث ينتظر آلاف المهتمين بالعمارة القديمة تاريخ 21 ديسمبر من كل عام لمراقبة هذا التوافق الزمني والمكاني.
سحر الفلك في عمارة القدماء
تتكرر ظاهرة تعامد الشمس سنويا في توقيت ثابت، مما يعزز من قيمة معابد الكرنك كمرصد فلكي ضخم سجل من خلاله القدماء تغير الفصول بدقة متناهية.
واستخدم المصريون هذه المعرفة لتنظيم دوراتهم الزراعية والدينية، حيث كان الانقلاب الشتوي يمثل نقطة تحول جوهرية في تقويمهم السنوي.
وتجذب هذه اللحظات عدسات المصورين ووكالات الأنباء العالمية التي تنقل مشهد الشمس، وهي تتوسط بوابات المعبد وصروحه العملاقة، مؤكدة أن أسرار الحضارة الفرعونية لا تزال تبهر العالم حتى اليوم.