بشويش.. انتقد صديقك ومتحرجوش بالخطوات دي
عندما يخطئ أحدنا يجد نفسه محاطا بالمنتقدين، وهم ليس عليهم لوم فبمجهود بسيط تستطيع وضع حدود لهم، ولكن ماذا عن الأصدقاء الذي يعلمون طبيعتنا وبالرغم من ذلك يوجهون لنا اللوم الشديد.
ربما وقعت في هذا الخطأ سابقا، ووجهت نقدًا عنيفًا لأحد أصدقائك دون أن تشعر، فدارت الدائرة ووقعت أنت في نفس أزمة النقد العنيف.
أستاذ علم النفس الدكتور محمد مزيد يقول إن الانتقاد ليس جديد على عالم الصداقة، لكنه يحتاج منا أسلوب معين حتى يقبله الطرف الآخر.
وسواءً كان هذا الشخص عصبي أم هادي، أوضح «مزيد» أن توجيه النقد لا يتم بناءً على نوع الشخصيات وإنما طريقة الانتقاد نفسها، قائلًا: «إذا استطعنا تقديم النقد بشكل مهذب سيؤدي ذلك إلى مزيد من المحبة مع الطرف الآخر، بل سيراجع الشخص أخطائه ويحاول تصحيحها وذلك على العكس من النقد الهدام».
أستاذ علم النفس أشار إلى أن الجدال الراقي حتى لو لم يأت في النهاية بثماره المرجوة، فهو لن يؤثر بالسلب على العلاقة التي ستضمن لها هذه الطريقة عمر طويل من الاحترام.
وفي هذا الإطار، نصح «مزيد» بضرورة مراعاة التوقيت لتوجيه اللوم، لافتًا إلى خطأ توجيه اللوم والانتقاد في أثناء غضب الشخص، أما إذا كان الأمر ضروريًا فلتقم بهدئته أولًا ثم ابدأ حوارًا هادئًا يعتمد على تقديم الحلول وليس الانتقاد فقط.
أما عن بعض النصائح الأخرى، فهناك مجموعة من الخطوات التي يجب عليك الالتزام بها حتى تضمن توجيه نقد بناءً وذلك وفقًا للآتي:
- عدم التحدث أمام الآخرين
أيًا كانت بشاعة ما قام به صديقك، إذا أردت الانتقاد فلا تحدثه أمام الآخرين؛ لأنه حتمًا سيتركك دون توجيه كلمة لك أو سيوبخك بشكل غير لائق، وفي الحالتين لن تكون أفدته بأي شكل من الأشكال.
غير ذلك، فقد يكون هناك شخص سيء يتدخل بينكما بكلمات تجعل صديقك يغضب منك حتى وإن لم تكن هذه هي ردة الفعل الحقيقة منه.
من المفيد أن تخسر بعض الأصدقاء.. اعرف السبب
- ابتعد عن «السخرية»
ضع في اعتبارك أن الفعل الذي قام به صديقك قد لا يكون مقصودًا على الإطلاق، لذا يجب أن تضع في اعتبارك أن الحديث حول الأمر بهدوء قد يجعله يعرف خطأه ويحاول تصحيحه دون أي «مكابرة».
وذلك بعكس السخرية التي ستجعله يقول لك بأن الأمر لا يعنيك في شيء، وهنا أنت لن تستفيد شيء سوى أنك أسأت علاقتك به وجعلته يتمادى في أفعال خاطئة دون أن تكون بجانبه.
- لا للوم
إذا كنت ترى أن هذه الطريقة مفيدة وبخاصة أنه من الشخصيات التي تشعر بتأنيب شديد لأي فعل، فسأقول لك أن هذا ليس صحيح، والدليل على ذلك أن كثرة اللوم تولد الرفض لدى الكثيرين.
بل والابتعاد تمامًا عن مصدر اللوم حتى وإن كان صادقًا فيما يقوله، لذا تعلم كيف تلوم صديقك وما هي الأوقات المناسبة لهذا اللوم، وأخيرًا فرق جيدًا بين وقت اللوم ووقت الحلول الذي هو أهم بكثير من اللوم الدائم.
- قدم مقترحات
مهما طال الانتقاد وعلم صديقك أنه كان مخطيء فهو يحتاج منك إلى حل، لا تكتفي بكلمات التوبيخ التي تشعره أنه فعل كارثة لن يتم إصلاحها مهما فعل، بل ابحث معه على حلول لمعالجة الخطأ.
تذكر أيضًا أن إيجاد الحلول، سيشعر صديقك براحة نفسية ستجعله يُفكر ألف مرة قبل فعل أي تصرف غير مسؤول.
ربما قد تجد هذه الكلمات لا تمت للواقع بصلة، قائلًا: «لماذا يغضب صديقي من الانتقاد مادام يعلم أنني أبحث عن الخير له، بالطبع أنه لم يغضب من ذلك لكنه يعيب أسلوبك والدليل على ذلك هذه التجارب:
- الشدة بتبعد
تقول دعاء محمد: «الإحساس ده جربته مرة قبل كده مع أقرب صاحبة ليا، وده لما لقيتها بتنتقدني بشكل فيه لوم فظيع على غلطة عملتها قبل كده، اعترفتلها إني كنت غلطانة ولما روحت أقولها كنت عاوزها تخفف من غضبي لإني فعلًا كنت مدايقة من نفسي، بس اللي حصل العكس ولقيت نقد لدرجة إني زعقت فيها وبعدت عنها تمامًا لحد ما الدنيا رجعت بينا تاني زي الأول بس الحمدلله كانت حست بالغلطة اللي عملتها وعرفت تصلح الدنيا بعدين».
- الأسلوب مهم
أما محمود عبدالمنعم: «رغم إني اجتماعي جدًا وليا أصحاب كتير، بس نادرًا ما بثق في حد وبقوله على اللي مدايقني، وده يمكن لإني مبحبش أبرر كتير يعني ليه عملت كذا أو اتصرفت كذا بحب اللي قدامي يفهمني كويس وبناءً على فهمه ده يلومني حتى لو هيتخانق معايا بس المهم يكون عارف أنا عملت كده ليه مش مجرد جاي ينتقد وخلاص، وده فعلًا حصل مع أقرب صاحب ليا في الوقت اللي لقيت كل اللي مش فاهمني بينتقدوني جه هو وقالي عملت المصيبة خلاص تمام نشوف بقى هنصلح إزاي، البني آدم ده الوحيد اللي بقدر استحمل أي كلمة يقولهالي لإنه فعلًا بيعرف يخليني أقول أنا اللي كنت غلط».