إزاي تكتشف موهبتك والمجال اللي تحبه؟
إذا كنت تعاني من الحيرة وعدم وجود هدف واضح في حياتك أو لا تعرف ما تحبه بالضبط، فأنت في الغالب لم تعطي نفسك الفرصة لتكتشف موهبتك.
إذا حصرت الموهبة في عزف الموسيقى أو لعب الكورة أو كتابة القصص، فبالتأكيد ستعتبر نفسك غير موهوب بالمرة، وستفوت فرصة كبيرة لاكتشاف ما تحبه في الدراسة أو العمل.
فالموهبة تأتي على أشكال متعددة، قد تكون في قدرتك على الإقناع أو قدرتك على البيع أو الحديث بطلاقة أو فهم الشخصيات وتحليلها.. المهم أن تضع يدك على طرف الخيط الذي تتميز فيه، وتبدأ في تنميته، ومعرفة كيف تستغله في عمل تحبه.
العيب مش فيك
يقول الخبير التربوي، الدكتور كمال مغيث لـ«شبابيك»، إن الموهبة جزء من طبيعة الإنسان وفطرته، فمنذ الطفولة يميل كل شخص فينا لموهبة أو عِلم معين.
كما يظهر هذا الميل خلال الدراسة؛ فتلقائيًا يميل الطالب الصغير لبعض المواد.. يفهمها بسهولة دون مجهود، ويستمتع بمذاكرتها مقارنة بالمواد الأخرى؛ وحتى إن لم يكن متفوقًا في دراسته ككل.
أصل المشكلة
لكن «مغيث» يؤكد أن «عدم اكتشاف الطالب لموهبته، مشكلة تعود في الأساس لنظام التعليم الذي يقتل قدرات الطالب، ولا يساعد في تنميتها».
«نظام التعليم عندنا يعتمد على الحفظ، ولا يترك الحرية للطالب ليدرس أو حتى يكتشف ما يحبه.. فلو كانت المعامل في المدارس مثلًا تترك الحرية للطفل لاكتشاف المواد المختلفة أو إجراء التجارب العلمية، سيستطيع الطفل معرفة أي من المجالات تجذب اهتمامه».
فالطفل يكتشف ما يحبه من خلال الأنشطة العملية، وليس من خلال معلومات لا معنى لها أو لا يستطيع إحساسها أو ربطها بالواقع.
دور جوه نفسك
ليس أمامك إلا أن تبحث بداخلك عما تحبه. وهنا أمامك طريقين؛ أن تفتش عما كنت تحبه في صِغرك، قبل أن يتراكم عليه الغبار بسبب النظام التعليمي التقليدي. وفقًا لـ«مغيث».
أو أن تبحث عن اهتماماتك الحالية إذا كنت متأكدًا أن اهتماماتك قد تغيرت كثيرًا عن فترة الطفولة.
استمع للآخرين
«صوتك جميل جدًا لماذا لا تفكر في الغناء؟» .. «أنت ترسم جيدًا لماذا لا تطور نفسك»؟ قد تكون سمعت هذه الكلمات من قبل، لكنك تعتبرها نوع من المجاملة فقط.
آراء الآخرين قد تكون مرشدًا لك في اكتشاف نفسك، خاصة إذا جاء من أشخاص موثوق فيهم. فقد يلفتون انتباهك إلى أنك مميز في مجال معين، وكل ما تحتاجه هو كثير من التدريب وتطوير مهاراتك، وفقًا لموقع «American Express».
الشيء السهل
هل تمارس الرياضة بسهولة مقارنة بزملائك الذين يملون أو يتعبون سريعًا؟ هل تفهم مسائل الرياضيات المعقدة وتستمتع بها، بينما يكرهها جميع زملائك؟
نحن نشعر بسهولة مجال معين لأن قدراتنا العقلية أو الجسدية تتوافق معها؛ سواء اكتسبنا هذه المقدرة بالتعلم أو بالفطرة.
وهنا عليك الانتباه لكل الأشياء التي تؤديها بسهولة، واسأل نفسك لماذا تشعر بسهولتها دونًا عن غيرها؟ هل تجد متعة في القيام بها؟ هل تشعر بالإشباع النفسي والعقلي عند ممارسة هذا العمل مقارنة بغيره؟ هل تفتقد القيام به ولو لفترة صغيرة وحتى لو كنت تشغل نفسك باشياء أخرى تحبها؟
والآن بعد أن عرفت المجال الذي تحبه.. ستحتاج للخطوات التالية لتطوير مهاراتك:
يوضح الدكتور كمال مغيث أن الانفجار المعرفي جعل كل المجالات متاحة أمامك لتقرأ وتشاهد البرامج الهادفة والأفلام التعليمية والتثقيفية، من خلال الإنترنت.
فإذا كان النظام التعليمي سواء في المدرسة أو الجامعة، غير صالح لاكتشاف موهبتك، فهذا ليس «آخر الدنيا».
«ميار ناصر» طالبة الثانوية تقول في حديثها لـ«شبابيك»: «من خلال كورسات الإنترنت تعلمت اللغة الإنجليزية والفرنسية رغم أني كنت مدرسة عربي.. تمكنت من المساهمة في الترجمة بتطبيق «Doulingo» لتعليم اللغات».
وتضيف: «مواد مثل الأحياء والكمياء، بتعلمها برده من خلال الكورسات الأونلاين.. لأنها بتعوض النقص في المناهج الدراسية».
- لا تجلس مكانك
القراءة ومشاهدة البرامج التعليمية مفيدة جدًا، لكن ليست أفضل من التجارب العملية.
وهنا يؤكد «مغيث» أهمية الأنشطة والاشتراك في الورش المختلفة والتدريبات العملية والعمل التطوعي. فالأنشطة والممارسة العملية ستساعدك على اكتشاف نفسك ومعرفة أي المجالات تفضلها عن الأخرى، خاصة لو كنت تحب أكثر من مجال في نفس الوقت، فالتجارب وحدها ستجعله يحدد ما الذي يحبه أكثر.
- تغلب على التردد
التشتت هو أسوأ عقبة ستقابلك في طريق البحث عن نفسك، قد تكون تحب أكثر من شيء في نفس الوقت، أو أنك تبذل جهدًا كبيرًا دون الوصول لشيء.
لكن «مغيث» يؤكد أن الجهد والتجريب مرة واثنين وعشرة، هو الوحيد الذي يضمن لك الوصول، ويضمن لك معرفة ما تحبه بالضبط.
- اجمع بين مواهبك
وجود أكثر من مجال تحبه بنسب متقاربة ليست معضلة كبيرة. فيمكنك الجمع بينهما لابتكار شيء جديد.. إذا كنت تحب اللغات وفي نفس الوقت تمتلك مهارة الحديث بطلاقة، يمكنك تنمية مهاراتك في المجالين وإنشاء قناة تعليمية مثلًا أو إلقاء المحاضرات والورش التعليمية للشباب.
على سبيل المثال، «إيمان الإمام» طبيبة شابة، تحب مجالها كثيرًا، لكنها أيضًا تمتلك موهبة التحدث بطلاقة، فأنشأت صفحة «الاسبتالية» على «فيس بوك» لعرض فيديوهات تتناول معلومات طبية بطريقة مبسطة، جذبت كثير من الشباب.
حول موهبتك لعمل
والآن بعد أن عرفت موهبتك.. فالخطوة التالية هي الدراسة الحرة، من خلال الكورسات والورش التعليمية، التي تتيحها العديد من الكليات أو الأماكن المخصصة.
ويوضح الخبير التربوي، كمال مغيث أن هذه الخطوات ستساعدك في التعرف على أصحاب الخبرات في نفس المجال، وبناء شبكة علاقات اجتماعية تفيدك في إيجاد فرصة عمل.