صباح.. قصة «طالبة أمّية» استيقظت على 97% بالثانوية
كتب- حسناء محمد ورغدة أحمد
تعيش الطالبة صباح عبد الرحمن كامل، الحاصلة على 97% بالقسم العلمي في الثانوية العامة، حالة فرح استثنائية بعد أن تركت تعليمها لسنوات، ثم فجأة وبسبب موقف شخصي لها اختارت أن تكمل التعليم عن طريق الاشتراك في فصول محو الأمية.
تقطن صباح البالغة من العمر 21 عاما بمنزل ريفي بسيط بقرية شريف باشا بمحافظة بني سويف، وتنتمي لأسرة فقيرة. «أنا شوفت اللي مشافوش غيري في سني»، تحكي صباح معاناتها بعد أن تركت التعليم، لظروف تتعلق بأمية أب وأم لا يجدان ضرورة للتعليم.
تحكي صباح التي تستعد لدخول كلية الصيدلة، وهي تبكي: «شوفت في المنام بعد ما سبت التعليم إني اخترعت علاج للفيروس الكبدي c» هنا قررت أن تكمل تعليمها فالتحقت بفصول محو الأمية بقريتها وحصلت على الشهادة عام 2008.
التحدي تملّك من الطالبة صباح حين رأت زملائها بالقرية يجيدون القراءة والكتابة، فذهبت لفصول محو الأمية، وبالرغم من محاولة العديد من المقربين منها احباطها والسخرية منها إلا أنها استمرت في التعليم، وفق حديثها لشبابيك.
«بعد ما شاب ودوه الكتاب» «هو هيطلع من بيت الزمار قاضي» «التعليم في الصغر زي النقش في الحجر والتعليم عن كبر زي النقش علي المايه».. عبارات ترددت ولم يعلم المحدثين بها أن صباح عبدالرحمن ستكمل تعليمها وتلتحق بالتانوية العامة وتحصل على مجموع يمكنها من اللحاق بكلية الصيدلة.
هل تخيلت أن مطوّر «البوكيمون» طالب مصري؟ إليكم قصة عبدالرحمن عيطة
يظهر على ملامح الطالبة العشرينية الهدوء والرضا، بعد أن رأت حلمها يتحقق. وتتمنى أن يصل صوتها لأقرانها ومن لا يأبهون للتعليم.
كانت صباح تحب اللعب وتحتاج من يشجعها علي المذاكرة ولكن لم تجد حولها سوى سلبيات وإحباط، فأهملت تعليمها وتركت مدرستها.
اجتازت محو الأمية والتحقت بالمرحلة الإعدادية، وحاول مدرس الرياضيات أن يثنيها عن اكمال تعليمها: «يابنتي متتعبيش نفسك اقعدي في بيتك انتي آخرك تكوني عامله في المدرسة دي بمحو الأميه بتاعتك»، تروي صباح ما ردده لها الأستاذ.
وبسبب مدرس الرياضيات انتقلت صباح إلى مدرسة أمير المؤمنين ببني سويف رغم بعد المسافة، وبعد نجاحها بالمرحلة الإعدادية قررت الالتحاق بالثانوية.
واجهت صباح أزمة مصاريف الدروس أثناء الثانوية فقررت تأجيل بعض المواد حتى ظهرت نتيجتها نهاية شهر يوليو المنتهي بحصولها علي مجموع 97%. تتحدث لـ«شبابيك»: «لما سمعت المجموع حسيت اني اتولدت من جديد ونسيت كل التعب اللي تعبته طول حياتي وما افتكرتش غير ان حلمي بيتحقق».
«حضرت الامتحان واعتبروني غايب».. طالب بالثانوية الأزهرية يشتكي
تستعد صباح للالتحاق بقسم الاكلانيك بكلية الصيدلة، وتطمح في اختراع علاج لفيروس C، وتأمل في أن يساهم وزير التعليم العالي في مصاريفها الدراسية.
وناشدت من هم في عمرها: «عايزه اوصل صوتي لأي بنت واي ولد وخاصه بنات الأرياف اتعلمي وقولي لا لأي حد يقف قدامك محدش هينفعك».
صباح أجرت حوارها في منزل مدرّسها أشرف توفيق، وامتنعت عن استقبالنا في منزلها حرجا من تواضعه: «الناس هتتريق على بيتنا عشان مش كويس».