حرية أم انحلال.. كيف نرى طموح الفتاة المغتربة؟
الفتاة المغتربة تحتاج لمساحة كبيرة من الحرية، لتحقق طموحها في الدراسة أو العمل. لكن المجتمع ربما لا يفهم حريتها بالصورة الصحيحة.
بمجرد وصولها المدينة التي سافرت لها، تجد المغتربة نفسها في صراع دائم بين المجتمع الذي يرى حرية الفتاة وابتعادها عن أهلها دليلًا على الانحراف؛ وبين النماذج التي تُصر على تشويه مفهوم الحرية عند الفتيات.
فما هو الحد الفاصل بين الحرية وسوء استخدامها؟ وهل تضطر الفتاة المغتربة لإحاطة نفسها بقيود اختيارية حتى لا تتعرض للمضايقات؟
حرية زائدة أم قيود أكثر
المجتمع قد يرى أن المغتربة لديها مساحة كبيرة من الحرية لفعل الخطأ، وبالتالي تتعرض للمضايقات معها باعتبارها «بنت سهلة».
والبعض يرى أن الأمر يرجع للقيود التي يجب أن تضعها الفتاة لحماية نفسها من التجاوزات، مثل حدود التعامل ومواعيد الدخول والخروج من السكن.
تقول المعيدة بكلية العلوم جامعة الأزهر، إلهام علي: «إذا كان أي بنت لازم تتعامل بحدود، فالمغتربة لازم تكون حريصة أكتر، لأن لو حصلت أي مشكلة هتكون لوحدها تمامًا».
تقول «إلهام» إنها وزميلاتها في في السكن لم يتعرضن لمضايقات أو نظرات الناس المتشككة إلا مرة واحدة فقط.
وتحكي لـ«شبابيك»: «زميلتنا خطيبها كان وبيوصلها لحد باب الشقة، وبعلم أهلها لأنه في حكم زوجها لأنهم كاتبين كتابهم، لكن الجيران اشتكوا لصاحب السكن أننا بنجيب شباب البيت. وحتى بعد ما سوء التفاهم اتحل، قرروا إنه يوصلها لأول الشارع فقط عشان كلام الناس».
إساءة استخدام الحرية
ليست كل الفتيات بدرجة الوعي الكافية لوضع حدود تحميهن من الاستغلال أو «كلام الناس»، فبعض المغتربات يستمتعن بالحرية المطلقة.
تقول طالبة المعهد العالي للفنون التطبيقية بأكتوبر مروة سيف: «بيحصل تجاوزات أخلاقية.. فيه بنات بتسهر للفجر، وترجع السكن في عربيات مع شباب. وكمان يشربوا حشيش أو يعملوا سلوكيات جنسية في العربية قدام السكن».
وتوضح طالبة اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، شيماء حسن أن: «سكن الطالبات بيتيح للبنت حرية كبيرة بعكس المدينة الجامعية.. وفيه بنات بتستغل الحرية في السهر للفجر أو عمل علاقات عاطفية دون علم الأهل».
«4 أزمات تواجه المغتربين.. احذروها»
كلام الناس بيظلم
لكن «كلام الناس» ليس دائمًا في مكانه الصحيح. وقد يصدر المجتمع حكمًا خاطئًا وظالمًا على الفتاة.
تؤكد «شيماء» أن: «مظهر البنت أو مواعيدها مش شرط يكونوا دليل على أخلاقها.. فيه بنات مش محجبة أو بتتأخر في شغلها، لكن أخلاقهم كويسة جدًا».
وتحكي «مروة»: «رغم أن كان فيه بنات كتيرة بتشيش في السكن، لكن كان بينهم واحدة صاحبتي أخلاقها كويسة وناجحة في حياتها، وبتقف لأي حد يحاول يأثر عليا، ودايما عايزة تمنعني من نفس الخطأ اللي وقعت فيه».
حرية القرارات فقط
مفهوم الحرية يختلف بحسب طبيعة الفتاة المغتربة والهدف الذي جاءت لأجله، فبينما يسيء البعض استخدام الحرية، هناك أخريات يرونها وسيلة لتحقيق طموحاتهن.
تقول طالبة الدراسات العليا بكلية الإعلام جامعة القاهرة رنا محمود إن: «البنت المغتربة طبعًا عندها حرية كبيرة، لكنها حرية في اتخاذ القرار، سواء كانت قرارت مصيرية زي مجال الشغل أو قرارات يومية زي مواعيد الدخول والخروج أو حتى تطبخ أو متطبخش».
وتضيف لـ«شبابيك»: «لكن الحرية المطلقة هتؤذي البنت في الآخر، وهتضيع عليها الاستفادة اللي جاية عشانها سواء للدراسة أو الشغل».
«للمغتربين.. بدائل رخيصة لاحتياجات المعيشة»
متبقيش مقفلة ولكن
الغربة تحكم على الفتاة الانفتاح في التعامل مع الشباب في الدراسة أو العمل بشكل لم تعتده في محافظتها، وهنا يجب عليها إدراك الحد الفاصل بين أن تكون «منفتحة» أو «مقفلة».
وتنصح «شيماء» بأن: «مفيش مانع تتناقشي مع زمايلك في مواضيع عامة، لكن متدخليهمش في تفاصيل حياتك، عشان ده بيكون الباب اللي يدخلك منه».
دور الأهل
الكبت يولد الانفجار، والفتاة التي حُرمت من حريتها في «بيت أهلها» ستتمرد على جميع قوانينهم بمجرد مجيئها للقاهرة، فهل يكون هذا عذرًا للفتيات؟ وهل الشدة والصرامة ستمنع الفتاة من التجاوزات؟
تؤكد «إلهام» أن: «كل ما الأهل كانوا قريبين من البنت وبيدوها مساحة من الحرية، هتكون مسؤولة أكتر. لأن الكبت بيزود الرغبة في فعل الممنوع».
وتقول «رنا»: «لحد دلوقتي لما بضطر أسافر خارج القاهرة بسبب الشغل ببلغ أهلي بمواعيدي، وطول ما أنا في القاهرة فهم عارفين مواعيد الشغل المعتادة».
وتضيف «فيه ناس بتشوف ده نوع من التحكم.. لكن إبلاغ الأهل بتحركاتك بيبقى فيه نوع من الحماية ليكِي، فلو حصل أي مشكلة هتلاقي اللي بيسأل عليكِي ويدعمك».