للشباب «تحت 18».. كيف تتغلب على مشاكلك النفسية؟
تظهر العديد من مشاكل الصحة النفسية في المرحلة العمرية «تحت 18»، وتؤثر على صحة الشباب في هذا السن بشكل عام.
في هذا التقرير يوضح «شبابيك» المشاكل الصحية النفسية التي تُصيب الشباب في سن «تحت 18» وكيفية التغلب عليها، ومن ثم تجنب مضاعفاتها، من خلال الاستعانة بالخبير النفسي، الدكتور أحمد عبد الله.
الاكتئاب
يعاني نحو 20% من الشباب «تحت 18»، في مرحلة ما، العديد من المشاكل النفسية وعلى رأسها الاكتئاب والقلق، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ومن أعراض الاكتئاب انخفاض الطاقة، والحزن، وفقد الاهتمام أو اللذة، والشعور بالذنب وانخفاض قيمة الذات، واضطراب النوم والشهية، وضعف التركيز.
ويقول الخبير النفسي، دكتور أحمد عبد الله إن السبب الرئيسي للاكتئاب في هذا السن هو غياب التوافق بين الشاب وأسرته، لدرجة تصل إلى العنف أحيانا من جانب الأسرة، ويكون ذلك محاولة منها لإجبار ابنها على الانصياع لأوامرها، في الوقت الذي يرغب فيه هو في أن يكوّن حياته الخاصة، وشخصيته المستقلة، فضلا عن وجود مجموعة من الأسئلة التي تدور في ذهنه والمتعلقة بطبيعة تكوينه ونمط حياته، والتي لا يجد إجابات وافية لها.
وفي حالة الفشل في الإجابة عن هذه التساؤلات وتحقيق الرغبات وفي ظل الضغوط التي تمارسها الأسرة، يلجأ البعض إلى إدمان المخدرات، ويصل البعض الأخر إلى الاكتئاب.
ولكي تتجنب الوصول إلى هذه المرحلة، يجب أن تبحث عن وسيط يكون بمثابة حلقة وصل بينك وبين أسرتك، ليحاول التوفيق بينكم واقناعها بإعطائك الفرصة لتحقيق رغباتك وطموحاتك، ولابد أن تبحث أيضا عن الشخص الذي يفهمك (سواء كان أحد أقاربك أو صديق أو حتى مدرسك)، لتتحاور معه في كل ما يدور في ذهنك وليقدم لك إجابات وافية لتساؤلاتك المختلفة، هذا ما ينصح به الخبير النفسي.
للمراهقين ا كيف تفرض شخصيتك دون صدام مع الأهل؟
الصراع الداخلي والقلق
قد تعاني في هذه الفترة من صراعات داخلية عديدة، يكون سببها الرئيسي، كما يقول دكتور «عبد الله»، امتلاكك إمكانيات وطاقات إيجابية ولكنك لا تمتلك القدرات والمهارات التي تساعدك على استغلالها وتوظيفها، الأمر الذي يولد لديك حالة من الصراع الداخلي والقلق.
ولكي تتغلب على هذه الحالة، يقول «عبد الله»: «لا تنتظر من يقدم لك المساعدة لاستثمار قدراتك، بل يجب أن تستثمرها أنت وتعلم نفسك بنفسك، حتى تتخلص من حالة القلق والصراع الداخلي التي تسيطر عليك، حتى إن كان ذلك بممارسة الرياضة مثلا أو تعلم لغة جديدة، خاصة أن ذلك أصبح سهلا في ظل الانفتاح التكنولوجي ووجود مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتيح لك التواصل مع ثقافات أخرى».
للمراهقين ا تغيرات نفسية وفكرية هتمر بيها..هتتصرف إزاي؟
العزلة والإنطواء
إذا كنت تميل إلى الجلوس بغرفتك لساعات طويلة، ولا ترغب في التواصل مع أسرتك، فهذا يعتبر مشكلة من ضمن المشاكل النفسية التي يعاني منها الكثير من الشباب «تحت 18»، وهي العزلة والانطواء.
ومن ضمن الأسباب التي تؤدي إلى العزلة، عدم قدرتك على التوافق مع زملائك في نفس المرحلة العمرية، وكذلك مع أسرتك، ولكي تتجنب ذلك أو تتغلب عليه، ينصح الخبير النفسي بضرورة الحرص على تكوين مجموعة من الرفاق (سواء من الأشخاص المحيطين بك أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي)، لكن يجب أن تكون لها نفس طريقة تفكيرك حتى إن كانت أكبر منك سنا، أي لا يُشترط السن بقدر طريقة التفكير، لأن في هذه الحالة يكون من السهل عليك التوافق معها بسرعة، ما يساعدك على الخروج من عزلتك.
ولكن يؤكد «عبد الله» على ضرورة امتلاك مهارة فرز الأفكار التي تتعرض لها، أي لا تأخذ كل ما يقوله لك أصدقاؤك على أنه حقيقة مسلم بها، بل يجب أن تكون حريصا لتحمي نفسك من الشر الذي يمكن أن تجده، خاصة في العالم الافتراضي.
للمراهقات..نصائح هتحميكي من «التنمر الإلكتروني»
العصبية وحدة الطباع
تشير الدراسات العلمية إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند الشباب «تحت 18»، أي أن التغيرات الهرمونية خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وعصبية، خاصة عند الإناث.
ويمكنك التغلب على حالة العصبية والغضب عن طريق ممارسة وسائل الاسترخاء، كالرياضة أو هوايتك المفضلة، ومحاولة استرجاع بعض المواقف أو الذكريات السعيدة.وحاول أيضا أن تتعرف على الأسباب التي تُزيد من عصبيتك، وتتجنبها فيما بعد.
ويقول الخبير النفسي إن عدم القدرة على التخلص من القلق الذي يشعر به الشاب «تحت 18» يُزيد من درجة عصبيته في المواقف التي يتعرض لها.