بين الأقساط والمخالفات.. معاناة سائقي التاكسي في السينما

بين الأقساط والمخالفات.. معاناة سائقي التاكسي في السينما

بين التراجيدي والكوميدي.. جسد أكثر من فنان شخصية سائق التاكسي أمام الكاميرا، لتبقى المواقف المختلفة التي تعرضوا لها في الأفلام السينمائية حاضرة في أذهان الجمهور دائما.

«الشقة من حق الزوجة»

«في حد في الدنيا بيتجوز تاكسي يا كريمة؟».. هكذا صاح الفنان محمود عبد العزيز أمام الكاميرا مجسدا شخصية «سمير» الموظف الحكومي الذي يضطر إلى العمل كسائق تاكسي بعد الانتهاء من عمله لكي يحسن من دخله ويستطيع الإنفاق على منزله وزوجته الشابة، وذلك ضمن أحداث فيلم «الشقة من حق الزوجة» الذي عرض عام 1985.

_640x_08f58585af95acc4e253ff62a8f00e5e37a28133dfe006eec88fd69cd815f167

ومن خلال الشخصية، ناقش محمود عبد العزيز ما يمكن أن يتعرض له سائق التاكسي من ضغوط؛ متمثلة في استغلال حماته له لقضاء مشاويرها المتعددة، ومن ناحية أخرى في مواجهة مشاكل بعض الزبائن.

كما أظهرت شخصية «سمير» معاناة المتزوجين حديثا الذين يضطرون للعمل في وظيفتين بهدف زيادة الدخل الشهري، ما يوضح المعاناة التي قد يواجهها موظفو الحكومة حين يضطرون للعمل في وظائف إضافية، وغالبا ما يشكل ذلك ضغط عليهم، فيعانوا من الإرهاق بشكل دائم.

_640x_bf3c35f24f78a09470143d3c6876422cdc5727c432685c96948644ff9e95b981

«الدنيا على جناح يمامة»

ومرة أخرى يطل محمود عبد العزيز أمام الكاميرا مجسدا شخصية سائق التاكسي في فيلم «الدنيا على جناح يمامة» من إنتاج عام 1989؛ حيث تقمص شخصية «رضا رشدي» الذي يعيش حياته ببساطة وتلقائية، ويصادف أن يوصل أرملة ثرية قادمة من الخارج، لتطلب منه أن يوصلها في جميع تنقلاتها.

_640x_b6b56e3a46e0f7aa98d104e5e86a8790f9c8806663a2609e3bc4e92ce2b7581c

ومن خلال تجسيده للشخصية، أظهر محمود عبد العزيز بعض الصفات الطيبة التي يتحلى بها سائق التاكسي مثل الأمانة والترحيب بمساعدة الغير وتحمل المشاكل التي من الممكن أن تحدث في سبيل ذلك، والتي عبر عنها قائلا: «يجوا اللي بينؤوا على سواقين التاكسي يشوفوا إحنا بنشوف إيه».

«ليلة ساخنة»

وجسد الفنان نور الشريف شخصية «سيد» الذي يعمل كسائق تاكسي ضمن أحداث فيلم «ليلة ساخنة» الذي عرض عام 1995. وكبقية أفلام المخرج عاطف الطيب التي تنتمي إلى مدرسة «السينما الواقعية»، أظهر نور الشريف معاناة سائق التاكسي محاولا جمع قدر معين من المال بهدف إتمام عملية جراحية لحماته، ما دفعه ليقول لأحد الزبائن: «الخمسة جنيه بتاعتك دي ماتجيش تمن البنزين».

50cdf817b3-img

كما أوضح الفيلم المشاكل التي قد يتعرض لها ذلك السائق فقط لكونه يتمتع بقدر من المروءة.

«بخيت وعديلة»

وقدم الفنان محمد هنيدي شخصية سائق التاكسي على طريقته الكوميدية الخاصة ضمن أحداث فيلم «بخيت وعديلة» الذي عرض في العام ذاته.

j7ugbk

وظهرت المعاناة التي قد يتحملها سائق التاكسي في أكثر من مشهد بالفيلم، بين اعتراضه على الأجرة التي دفعتها زبونة قام بتوصيلها، قائلا: طالما مش قد الصرف بتركبوا تاكسيات ليه؟!، ومطاردة بعض المجرمين له ليطلبوا منه معلومات عن زبونين قام بتوصيلهما، وتحطيمهم لسيارته ليصرخ قائلا: «ليه كده يا باشمهندسين؟! .. دي عليها أقساط يا جدعان!»، لتظهر مشكلة أخرى من تلك التي يعانيها سائق التاكسي، وهي حاجته لسد أقساط السيارة إذا كانت ليست ملكه، بجانب الحصول على دخل يكفي احتياجاته وأسرته؛ وهي المشكلة التي يعاني منها كثير من سائقي التاكسي الأبيض في الوقت الحالي.

«عايز حقي»

وفي عام 2003، قدم الفنان هاني رمزي شخصية سائق التاكسي في فيلم «عايز حقي»، وفي قالب كوميدي، أظهر الفيلم بعض المشاكل التي قد يتعرض لها سائق التاكسي، وعلى رأسها المشاكل الخاصة بالمخالفات المرورية، وسحب رخص القيادة، وارتداء حزام الأمان، ما دفعه ليتمرد قائلا: «كل يوم هاعدي على الخط ده وهادوس عليه بالجزمة».

«حوش اللي وقع منك»

وفي فيلم «حوش اللي وقع منك» الذي عرض عام 2007، قدم معتز التوني شخصية سائق التاكسي غريب الأطوار الذي يبدو كأنه في حالة غير طبيعية، ما يوضح أن بعض المشاكل التي تنشب بين سائقي التاكسي والزبائن تكون بسبب سلوك السائق ذاته. وكانت أشهر تلك الجمل التي توضح غرابة السائق حين قال لزبون: «أصلك عمال تشاور.. إيه؟ صاحبي يعني؟».

«على جنب يا أسطى»

ويعد فيلم «على جنب يا أسطى»، الذي عرض عام 2008، من أكثر الأفلام التي اهتمت بإظهار معاناة سائق التاكسي من خلال تعرضه لمواقف متعددة مع الزبائن الذين يقوم بتوصيلهم، وذلك من خلال شخصية «صلاح» التي جسدها الفنان أشرف عبد الباقي.

فبجانب ضغوط حياته الأسرية، يوضح الفيلم الأزمات المتنوعة التي قد يكون سائق التاكسي عرضة لها من مفاجأته بإغماء زبون بداخل سيارته، وتعرضه لموقف مخيف يكتشف عقب انتهائه أنه ما هو إلا فقرة كوميديا ضمن حلقة لبرنامج الكاميرا الخفية، ووقوعه في فخ نصب بهدف سرقة سيارته.

كما أظهر الفيلم كذلك واحدة من أهم المشكلات التي يعانيها الزبائن مع سائق التاكسي، وهي كونه كثير الكلام، وأعطى مبررات لذلك العيب بأنه يشعر بالوحدة في أغلب الأوقات وتظهر حاجته للكلام كي يكسر الملل الذي يحاوطه بداخل السيارة، فلم يبالي باعتراض أحد الزبائن على كثرة كلامه، متمتما: «مش عايزني أتكلم قال!».

«فاصل ونعود»

وقدم الفنان كريم عبد العزيز شخصية سائق التاكسي أيضا في فيلم «فاصل ونعود» الذي عرض عام 2011، ووضح الفيلم بعض المشاكل التي قد يتعرض لها سائق التاكسي من اضطراره لاصطحاب ابنه معه أثناء عمله، ومحاولة بعض ضباط المرور توريطه في المشاكل، ما دفعه ليكرر: «الرخص سليمة وزي الفل».

أماني عماد

أماني عماد

صحفية مهتمة بمجال الفنون والثقافة.. تهوى الكتابة عن السينما والأفلام، بجانب كتابة سيناريوهات أفلام واسكتشات وقصص قصيرة.