في المثل الشعبي المصري.. الشيطان يكمن في الحموات

في المثل الشعبي المصري.. الشيطان يكمن في الحموات

«حماتي الله يخليها بنار جهنم الله يشويها».. لطالما كان مشهورا في الموروث المصري أن الحماة هي العدو الأول لزوجة الإبن، إن أخطأت أو أصابت فهي عدو.. وهو ما ترجمته معاني الأمثال والحكم الشعبية التي إن تحدثت عنها بخير فإنه يكون لدرء الشرور التي من الممكن أن تأتي من ورائها، ويتضح هذا فيالمثل: «مركب الحموات سار وموكب الكناين نار».

لكن.. على الرغم من وصفها بأبشع الألفاظ، فقد ثمنت الأمثال الحماة التي تحب زوجة ابنتها، واعتبرتها غريبة «لو الحماة حبت الكنة لكان إبليس دخل جنة» و«الحماة اللي تحب الكنة ليها الجنة» والكنة هي زوجة الإبن،

في المقابل نصحت الأمثال الزوج بحسن معاملة حماته في «بوس إيد حماتك تحبك مراتك»، القصة أشبه بالحرب بين الزوجة والزوج والحماة.

وقالت عنها أيضا أنها لن تميل للزوجة مهما فعلت «على ابنها حنونه وعلى مراته مجنونه»، بل وصلت إلى الحد الذي إن ذكرتها بأنها في يوم من الأيام كانت زوجة ولها حماة تقول «قالوا للحماة ما كنتِ كنة، قالت كنت ونسيت» وتستمر في تعذيب الزوجة «يا كنة مين علاكي غير زوجك وبيت حماكي».

لكنها في موضع آخر طالبت الزوجة بالصبر، «حرة صبرت في بيتها عمرت»، أي أن الصبر يجعلها تعمر في البيت الذي انتقلت إليه.

وفي موضع آخر إذا ظن الجيران سوء بأن الحماة تعامل زوجة ابنها بطريقة أفضل تقول لهم «حسدتني جارتي على طول رجليها»، وهي تضرب في الحسد على ما لايحسد عليه الزوجة لشقائها وتعاستها مع حماتها.

في البراجيل.. اجتماع مشايخ القرية يحسم تكاليف الزواج

من جهتها أرجعت استشاري الصحة والعلاقات الأسرية الدكتورة شيرين عبدالعزيز، العلاقة المتوترة بين الزوجة وحماتها، لمفاهيم خاطئة لدى الجانبين، موضحة أن الزوجة والحماة هما أقوى طرفان في حياة الزوج، ومن قديم الأزل هناك خلافات بينهم.

وأوضحت شيرين لـ«شبابيك»، أن الزوجة تأتي من منزل والدتها وفي رأسها أن والدة زوجها قاسية وقوية ويجب أن تخاف منها، كما أن الحماة أيضا لديها تلك الرؤية فهي ترى أن الزوجة «ستخطف» ابنها منها وستجعله قاسي على والدته وما إلى ذلك من تلك المفاهيم والتي هي أساس المشكلة. وتنصح الجانبين بتغيير تلك المفاهيم.

ونصحت دكتورة العلاقات الأسرية، الزوجة بأن تضع في اعتبارها أن تصرفات الحماة من منطلق الخوف على ابنها أو أن ينساها، لكنها من داخلها ضعيفة وحنونة، ولا تقصد إيذائها.

نصائح للزوجة في التعامل مع الحماة

- أن تضع في اعتبارها أن الحماة لها الفضل الأول والأخير في تربية زوجها وجعله بالهيئة والخلق الذي جذبها له ولا تعاملها على أنها ضرتها ولكن كوالدتها بالضبط. وما يهمها هو سعادة ابنها فقط لا غير.

حين تتجسد الأمثال الشعبية في «كاريكاتير» (صور)

- أن لا تضع الزوجة نفسها في خانة والدة زوجها، لأنه لو انحاز لها فتتأكد أنه سيتركها في يوم من الأيام، فلا خير في شاب قسى على والدته وابتعد عنها.

- إذا قست عليها في أي وقت عليها أن تعتبرها كالولدتها فهي لن تخطئ في والدتها لو عنفتها أو قست عليها لموقف معين، والرجل لن يسنى أن زوجته أوقعت بينه وبين والدته.

- عليها أن تعتبر الخطأ أيضا زلة لسان من الحماة ولا تقصد ذلك وأن تتعامل بذكاء مع الموقف.

- على الزوجة ان تتأكد طوال الوقت، أنه إذا كانت علاقتها بحماتها جيدة فهي في استقرار نفسي دائما.

- أن تنادي حماتها بلفظة «ماما أو أمي»، وأن تحرص على مهاداتها كل فترة، او حتى دعوتها لزيارة بيت ابنها.

- أن تهدئ من تخوفاتها الانفعالية لأن كل تصرفات الأم من منطلق خوفها على ابنها أو أن يسناها.

عشان متتورطش.. اسئلة لشريك حياتك قبل الزواج

نصائح الحماة في التعامل مع زوجة ابنها

- لا يوجد داعي لتقييم الإبن أو المقارنة بينها وبين زوجته إلا في حالات الضرورة، كأم تقول «شوفي عملها ايه وماعمليش ايه».

- على الأم أن لا تتدخل في طريقة تربية أحفادها، فلكل طريقته في التربية وقد تختلف طريقة ابنها عن طريقتها في تربية الأطفال.

- أن تطئمن الحماة على زوجة ابنها باستمرار فهي كوالدتها.

- إذا استطاعت أن تصاحب زوجة ابنها فلتفعل، حرصا على حياة هادئة ومستقرة.

لذلك ترى الدكتورة شيرين أن تلك العلاقة المتوترة بين الزوجة وحماتها، هي نتيجة مفاهيم خاطئة وعليهم تغييرها كي يروا الأفضل.

 

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية