بتضيع مرتبك كله؟.. اعرف أكتر 4 حاجات بيشفطوه
كتبت: مي مصطفى
في بداية المشوار الوظيفي لأي شاب أو فتاة لا يكون هناك حلم إلا الحصول على وظيفة توفر لهم نفقاتهم الشخصية دون الاضطرار لأخذ مصروف شهري من الآباء، ولكن بمرور الوقت تتغير الأهداف وتصبح هناك رغبة ملحة في استغلال المرتب و«التحويش» وليس فقط تغطية النفقات المعتادة، ولكن من منا يتمكن بالفعل من إدخار مبلغ مالي كبير؟، وما الذي يمنع هذا؟
فاتورة التليفون
جاءت فاتورة التليفون على رأس المصروفات التي أجمع عليها الشباب والفتيات على كونها سبب ضياع مرتباتهم، وحتى هؤلاء المشتركين في عروض الباقات الموفرة يجدون أنفسهم تكبدوا مبالغ إضافية بسبب استهلاكهم لباقة الدقائق والرسائل، بخلاف الاشتراك في باقات الانترنت أيضا.
ويقول محمد محمود، مندوب مبيعات، إنه يتقاضى 1500 جنيه شهريا، ورغم أن المبلغ ليس قليلا إلا أنه يعجز عن توفير أي شيء منه بسبب استخدامه المتواصل للتليفون سواء في المكالمات أو الانترنت، حيث يصل إجمالي مصروفه في هذا البند فقط 200 جنيه شهريا، بخلاف اضطراره للأكل يوميا في الشارع بسبب ظروف عمله، مع احتساب ثمن المواصلات يجد أنه لم يتبقَ له شيئا للإدخار.
ويؤكد محمد عبد المنعم، صحفي، إنه اعتاد منذ دخوله مجال الصحافة أن يضيع مرتبه على المواصلات، ومكالمات التليفون لأنهما عنصرين هامين يعتمد عليهما في عمله، إلا أنه منذ بدء إدخاله لخدمة الانترنت أصبح يضطر لأن يشحن هاتفه بمعدل مرة كل 3 أيام تقريبا وهو ما وصفه باستنزاف للرصيد ولجيبه.
الأكل خارج المنزل
يرى كريم جبر، HR بأحد الشركات، أن أغلب مرتبه يضيع على الأكل خارج المنزل حيث أن عمله يستمر لـ 10 ساعات وهو ما يجبره على تناول فطاره وغدائه داخل مكتبه وعادة ما يتبرع أحد الزملاء في كل يوم لعمل طلب «دليفري» من أحد المحلات، حتى يكتشف بحلول نهاية الشهر أنه لا يملك أي مبلغ يمكن إدخاره لأي شيء بعد ذلك، ويأمل أن يتغير هذا الوضع بعد زواجه حيث يكون في مقدوره أن يأتي بطعامه معه من المنزل.
ويوافقه في الرأي سعيد محمد، بائع بمكتبة، ويقول إنه يتعمد كل يوم أن يفطر سندوتشات فول فقط لأنها الأقل تكلفة إلا أن طلباته وقت الغذاء هي السبب في استهلاك أغلب مرتبه الشهري خاصة أنه يتقاضى 900 جنيه فقط، ويصرف منها أكله اليومي ومواصلاته بخلاف فاتورة التليفون وهو ما يعني أنه من المستحيل أن يدِّخر بعد ذلك أي مبلغ.
الخروجات
يظهر هذا البند واضحا جدا لدى الشباب أكثر منه عند الفتيات، فهناك من هم معتادون على الذهاب للقهوة يوميا مثلا بعد انتهاء عملهم، ورغم أن أسعار القهوة ليست مكلفة إلا أن فكرة الجلوس عليها يوميا يؤثر بالتأكيد على حجم المصروفات، في حين أن هناك من لا يحبون المقاهي العادية ويفضلون الخروج في مجموعة كل فترة لإحدى الكافيتريات أو حتى المطاعم وتكون الخروجة الواحدة كفيلة بضياع أكثر من 50 جنيها، خاصة أن بعض الشباب يحرصون على دخول السينما بعد الأكل أو لعب البلاي ستيشن.
وفي هذا يقول مصطفى عمرو، محاسب: «أنا بسبب ظروف شغلي مش بعرف أشوف أصحابي غير يوم الخميس بليل بس اتعودنا خلاص الخروجة الأسبوعية دي نعمل فيها كل حاجة لأننا بنبقى متجمعين لحد 2 بليل وطبيعي بصرف فيها مبلغ بس مش بعرف أقلل فلوسي فيها لأنها تعتبر وقت فسحتي الأسبوعية».
أحمد عليش، مصمم جرافيك، أكد أنه لابد أن يلتقي مع أصدقائه أسبوعيا ليلعبوا بلاي ستيشن، ويخرجون في أكثر من مكان سواء كان مكلفا، أو بسيطا ولكن لا غنى عن تلك الخروجات الجماعية لأنها تعتبر المتنفس له من ضغط العمل ولا يهمه كم من النقود سيصرف فيها.
شراء الملابس
هناك محظوظون يستطيعون الهروب من فخ المواصلات، والدليفري، وفواتير التليفون ويتمكنون من إدخار جزء من مرتبهم الشهري ولكن يفاجأوا بتبخبره بين ليلة وضحاها بسبب شرائهم لملابس أو أجهزة، وهو ما حدث مع أميرة محمد، مصورة، والتي تقول: «أنا شهريا بقدر أحوش من شغلي 500 جنيه وده مبلغ كويس مقارنة بباقي الشباب والبنات، لكن لا يمكن ييجي الشهر الجديد إلا وأكون صارفة اللي حوشته على هدوم وإكسسوار، وتقريبا بشتري طقم جديد كل شهر ورغم إنه طقم واحد بس إلا إنه بيقضي على أي مبلغ محوشاه».
واتفقت معها إسراء علي، تسويق عبر الهاتف، واعتبرت أن أهم الأسباب التي دفعتها للبحث عن عمل والاستمرار فيه رغم عدم حبها له هو أن تتوافر معها مبالغ كافية لتشتري بها ملابس واكسسوارات، ومن ثم هي لا تحاول إدخار مرتبها إلا فقط من أجل شراء تلك المستلزمات دون أن تفكر في أي مكاسب أخرى من الممكن أن تعود عليها إن نجحت في إدخار جزء من مرتبها الشهري ولو بسيط.