هنا جامعة القاهرة.. حكاية قبة شاهدة على التاريخ

هنا جامعة القاهرة.. حكاية قبة شاهدة على التاريخ

قبل أكثر من ثماني عقود تأسس مبنى القبة في جامعة القاهرة ليشهد منذ ذلك الوقت أحداثا فنية وسياسية ضخام، أثرت وجدان الأمة، ولعل أقربها إلى الأذهان، أغنية «أنت عمري» أو ما تعرف بـ«لقاء السحاب»، وهذا الخطاب:

«أيها المواطنون، لا شك أنكم تعيشون اليوم بكل اهتمامكم وبكل أعصابكم مع المحاولات الكبيرة التي تجرى الآن في وطنكم؛ سعياً إلى إيجاد تنظيم شعبي ينبثق عن إرادة الجماهير الحرة، ويعبر عن آمالها وتنظيم خطاها طلباً لهذه الآمال وتحقيقاً لها»​​​​​​​

هذه الكلمة كانت جزءا من خطاب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عيد العلم من المنصة الرئيسية في قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة عام 1961.

قبة الجامعة

شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة العديد من الأحداث الفنية أبرزها «لقاء السحاب»، الذي جمع لأول مرة صوت أم كلثوم مع ألحان عبد الوهاب في أغنية «أنت عمري» التي شدت بها كوكب الشرق عام 1964 داخل هذه القاعة.

يعود بناء قبة جامعة القاهرة إلى عصر الملك فؤاد الأول في 7 فبراير 1928، حيث وضع حجر أساس مبنى إدارة الجامعة، وقام مهندسون فرنسيون بتصميم مبنى إدارة الجامعة على شاكلة مبنى البرلمان المصري من الناحية الخارجية، أما من الداخل فقاعة الاحتفالات الكبرى بنيت مشابهة لقاعة الأوبرا المصرية القديمة.

تاريخ الإنشاء

قاعة الاحتفالات الكبرى او كما يطلق عليها «قبة جامعة القاهرة» أو مبنى القبة، القاعة الرئيسية في جامعة القاهرة، تأسست عام 1935، وتعتبر أحد الأبنية المعمارية ذات الطراز الفريد والشهير أيضا.

وصفها

القاعة مصممة على الطراز الغربي، وتقع على مساحة 3160 م2 وتعلوها قبة ضخمة يكسوها اللون الأخضر من الخارج على شكل نصف كرة ارتفاعها 52 مترا، وتتميز بها جامعة القاهرة وتنتهي بمجموعة من النوافذ في جميع الاتجاهات لتمد القاعة بالضوء الطبيعي.

الشكل المعماري

يوجد عند المدخل الرئيسي لجماعة القاهرة «البهو» الذي يتميز بنفس الطابع المعماري للقاعة، وتعقد فيه الندوات الثقافية والمعارض الفنية للموسم الثقافي والفني للجامعة، وتضم القاعة الصالة الرئيسية والدور الأول والدور الثاني وتتسع لحوالي 4 آلاف متفرج وبالصالة الرئيسية غرفة للإذاعة وغرفة للترجمة وهي مجهزة للترجمة الفورية والإذاعة ويمكن الترجمة فيها إلى 7 لغات أجنبية في وقت واحد.

وتتسع الصالة الرئيسية لعدد «1099» متفرجا منها 148 مقعدا مزود بجهاز للترجمة الفورية في الصفوف الأولى. ويتسع الدور الأول لعدد «12691» متفرجا والدور الثاني لعدد «1264» مقعدا، وقد تم في العقد الأخير تجديد القاعة وفرشها وتجهيزها بأحدث أجهزة الإضاءة والتكييف المركزي.

وفى أعمال التجديد تم الاحتفاظ بالطابع الهندسي المتميز للقاعة والتصميم المعماري، ويعلو القاعة شعار الجامعة وزخارف على الجوانب مطلية بالذهب وتضم القاعة مسرحا كبيرا مجهز بكشافات الإضاءة اللازمة ويتسع للفرق الفنية والاستعراضية التي تقدم عروضها في الحفلات والمناسبات الوطنية والموسم الثقافي الفني للجامعة، ويوجد تحت المسرح صالة للاوركسترا.

وملحق بالقاعة أيضا مقصورة معدة ومجهزة لاستقبال رئيس الجمهورية بها صالون مجهز، ومقعد خاص للرئيس وطاقم كامل وتوجد على الحوائط ديكورات مغطاة بالورق المذهب، ويوجد أيضا قاعة بها صالون آخر معد لاستقبال السادة الوزراء.

أهم الأحداث التي شهدتها

شهدت قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة العديد من الأحداث السياسية والفنية المهمة في تاريخ مصر الحديث، فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ألقى فيها خطابا سياسيا سنويا بمناسبة «عيد العلم» الذي ما زالت مصر تحتفل به كل عام في 21 ديسمبر، وهو تاريخ افتتاح جامعة القاهرة عام 1908، وذهب إليها الرئيس أنور السادات مرتين وزارها الرئيس السابق حسني مبارك خلال احتفالات الجامعة بعيدها الماسي.

ومن الأحداث السياسية المهمة إلقاء الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك محاضرة له فيها على هامش افتتاح مستشفى قصر العيني الفرنساوي.

واختتمت الزيارات بالرئيس باراك أوباما في يونيو عام 2009، ليقع اختياره على جامعة القاهرة ليبعث من خلالها رسالة للمسلمين والعالم العربي لمواجهة التطرف، ونشر السلام في العالم.

وفي 30 يونيو 2012، قام المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى الرئيس الأسبق محمد مرسي في قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة.

وشهدت هذه القاعة منح الدكتوراه الفخرية للعديد من الشخصيات العالمية، من ضمنهم:

  • أولهم الملك فاروق الأول في 1939
  • محمد مصدق رئيس وزراء إيران في 1951
  • الرئيس الفريق إبراهيم عبود رئيس السودان في 1959
  • الملك محمد الخامس ملك المغرب في 1960
  • محمد ظاهر شاه ملك أفغانستان في 1960
  • ملك المغرب حسين الثاني في 1965
  • الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ في 1989
  • الزعيم الأمريكي جيسي جاكسون في 1989
  • المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا رئيس جنوب إفريقيا في 1990.

القبة حاليا 

شهدت القبة في العام الماضي العديد من الاحتفالات الفنية، واستقبلت عددا من المطربين لإحياء حفلات مجانية للطلاب من ضمنهم، أمال ماهر، ومحمد منير، وهاني شاكر، كما قامت باستضافة الموسيقار عمر خيرت أكثر من مرة.

تشويه القبة

فى الأيام الماضية أثيرت أزمة كبيرة، قادها أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار الدكتور مختار الكسباني، بعد تصريحاته بأن ما تفعله الجامعة في القبة هو تشويه وليس ترميم وأن ليس من حق الجامعة أن تتدخل أصلا في القبة بالترميم أو بالتجميل لأنها ستصبح أثرا إسلاميا كما أنها ضمن جهاز التنسيق الحضاري وعلى الجامعة أن تأخذ رأى هاتين الجهتين قبل البدء في فعل أي شيء يتعلق بالقبة، وكانت نتيجة هذه التصريحات هى إيقافه عن العمل لمدة 3 أشهر.

وأبدى الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تضامنهم مع «الكسباني» واعترضوا على منعه من ممارسة عمله، ودشنوا هاشتاج معبر عن ذلك.

فادية إيهاب

فادية إيهاب

صحفية مصرية متخصصة في الشأن الطلابي، إلى جانب اهتمامها بالإخراج التلفزيوني والتصوير