في سوريا.. اتفاق أميركي روسي على عدم الاتفاق
يبدو أن أمريكا وروسيا، توصلتا إلى اتفاق ضمني يقضي بإطالة أمد النزاع في سوريا، حيث اعتاد السوريون على خيبات الأمل الناجمة عن الإعلانات المتكررة عن فشل جولة جديدة من المباحثات الروسية الأميركية. وأحدث حلقة من مسلسل خيبات الأمل جسدها الإعلان عن فشل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، في الاتفاق على وقف لإطلاق النار في سوريا للمرة الثانية خلال أسبوعين.
وكان السوريون، الذي يدفعون من دمائهم ثمن إطالة النزاع المستمر منذ 2011، يأملون أن تثمر هذه الجولة عن هدنة تمهد لاستئناف المفاوضات، لاسيما بعد أن تداولت وكالات الأنباء احتمال التوصل لاتفاق روسي أميركي.
وعلق الائتلاف السوري المعارض على فشل المباحثات الروسية الأميركية، بالإشارة إلى وجود "طرف لا يريد أن يعيد الهدنة ولا الوصول إلى أي اتفاق على شكل الحل"، واتهم دمشق وحلفاءها بتقويض أي تسوية دولية.
وكان لافروف، التي تدعم بلاده الرئيس السوري بشار الأسد، يحاور رأس الدبلوماسية الأميركية التي تقول إن الأخير فقد الشرعية بعد أن قتل مئات الآلاف من السوريين، في ظل دعم عملية عسكرية بحلب ضد المعارضة.
ونجحت هجمات القوات الحكومية السورية بدعم من الميليشيات الموالية لإيران وتحت غطاء جوي روسي، في إعادة فرض الحصار على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، في خطوة وصل صداها على ما يبدو إلى الصين.
فبعد ساعات على انتهاء مباحثات لافروف-كيري، عقد الرئيسان الأميركي، باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتن، اجتماعا على هامش قمة مجموعة العشرين بمدينة هانغتشو الصينية، استمر وفق البيت الأبيض لـ90 دقيقة.
واللقاء المطول لم يثمر توافقا بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا وتقليل العنف والتعاون في مواجهة الجماعات المتشددة بسوريا، حسب أوباما، الذي قال إن البلدين لم يسدا "هوة" الخلافات في هذا الملف.
وعلى أمل سد هوة الخلافات التي رفض أوباما الإفصاح عن طبيعتها، اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على استمرار المباحثات، على وقع جرعة أمل جديدة تمثلت بإعلان بوتن عن إمكانية التوصل في غضون أيام إلى اتفاق.
وسيتولى كيري ولافروف هذه المهمة أيضا، حسب أوباما الذي قال إن الوزيرين سيواصلان العمل، خلال الأيام القليلة المقبلة، للتوصل إلى اتفاق "حقيقي لوقف الاقتتال" في سوريا تمهيدا للتركيز على ضرب المتشددين.
ويخشى مراقبون أن تؤكد نتائج الجولة الجديدة من المباحثات أن موسكو واشنطن اتفقتا على عدم الاتفاق، إذ بات عقد اللقاءات على المستوى الرئاسي أو الوزاري، هو الهدف وليس التوصل لحل النزاع السوري.
والمباحثات السابقة بين البلدين كانت غالبا ما تنتهي باتفاقات سرعان ما يختلف الطرفان على تفسير بنودها، أو في أحسن الأحوال هدنة تصمد أياما قليلة قبل أن تنهار، كما حصل في فبراير الماضي.
المصدر: سكاي نيوز