لطلاب جامعة الأزهر بالدراسة.. اتفسّح واستمتع بالتاريخ اللي حواليك
أنشئت جامعة الأزهر منذ أكثر من 1000 عام، ثالث أقدم جامعة في العالم بعد جامعتي الزيتونة والقرويين، يسجل التاريخ أن (الأزهر) أنشئ في أول عهد الدولة الفاطمية، وأرسى حجر أساسه في الرابع والعشرين من جمادي الأولى 359هـ-970م، وصلى فيه الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ثاني خلفاء الدولة الفاطمية صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان سنة 361هـ-972م.
في هذا التقرير نرصد لكم أهم الأماكن والمنشآت الأثرية المتواجدة في منطقة جامعة الأزهر بالدراسة، التي تضم كليات اللغة العربية والشريعة والقانون وأصول الدين، ويمكن لطلاب الجامعة الاستفاده منها أو التنزه فيها.
الجامع الأزهر
في مدينة الألف مئذنة شيد بالقاهرة الجامع الأزهر ليكون المئذنة الأولى، والذي أنشأ في العصر الفاطمي بأمر من المعز لدين الله، لنشر المذهب الشيعي، وعلوم اللغة العربية، والذي استمرت أعمال الإنشاء فيه سنتين حتى رفع أول أذان فيه لصلاة الجمعة الأولى من رمضان عام 361 هجريا والموافق 972 ميلاديا.
في أعقاب الإطاحة بالفاطميين وتولي الدولة الأيوبية الحكم أغلق الجامع الأزهر وحظرت فيه الصلاة لأن صلاح الدين كان سُنيا، وبعد قرابة القرن فتح الأزهر أبوابه للمصلين على يد المماليك، وعلى مر تاريخ الجامع الأزهر كان جزءا من خلافات الحكام وشيوخه وتلامذتهم في موقع المناصرين للشعب وهو ما عرضه للإغلاق تارة والاستغلال تارة أخرى.
التصميم المعماري للجامع الأزهر الملاصق لفرع الجامعة بمنطقة الدراسة، مرتبط بتاريخ القاهرة حيث استخدم في بنائه مواد من فترات متعددة تعد مزيجا من إضافات الحكام المتعاقبين على مصر يجسده مجاورة المآذن التي بناها المماليك للقباب التي بناها العثمانيون.
ورغم استقلال الجامعة عن الجامع إلا أن التدريس لم يتوقف به فتجد أروقة الجامع الأزهر لا تفرغ من حلقات علوم الدين واللغة.
مسجد الحسين
في الجهة المقابلة للجامع الأزهر يتواجد مسجد الإمام الحسين، حفيد النبي صلى الله عليه وسلم،الذي تم بناءه سنة 1145م وبعد بنائه سميت المنطقة كاملة باسم الحسين، وهي من المزارات السياحية الدينية.
ولا يذكر الحسين إلا وتذكر معه مقهى الفيشاوي وما إن تقترب منه تطالعك الوجوه العربية والأجنبية التي أتت لزيارة الحي العريق، وقد أنشئ المقهى في القرن الثامن عشر حيث كان مقصداً لطلاب العلم للاستذكار، كما كان ملتقي للحركات الطلابية السرية بهدف الاعداد للمظاهرات ضد جيش الاحتلال الإنجليزي، وذلك تحت ستار تناول الشاي الأخضر مع النعناع الذي تميزت بتقديمه.
خان الخليلي
أمام الباب الجانبي لمسجد الإمام الحسين يتواجد أحد أهم أسواق القاهرة القديمة، خان الخليلي، الذي تم تأسيسه قبل 600 عام، والذي يتمتع بجذب سياحي كبير،
يتميز خان الخليلي بكثرة المحلات المتلاصقة التي تحوي سحرا يميز هذا الشارع العريق من قطع أثرية فرعونية مقلدة بدقة شديدة، والمشغلات النحاسية التي تخطف العيون بأضوائها ليلا، بجانأرابيسك والفضة التي ىيتميز بها خان الخليلي.
شارع المعز لدين الله
على بعد أمتار أخرى يتواجد واحدا من أكبر المتاحف المفتوحة للآثار الإسلامية في العالم، شارع المعز لدين الله الفاطمي، أحد شوارع القاهرة المعزية والذي يمتد من باب الفتوح إلى باب زويلة.
مزيج بين التراث المصري القديم والمعمار الفاطمي يجعل لهذا الشارع مكانة خاصة تجعله ليس مقصدا للسياح فحسب لأنه لا يخلو من المصريين الذين يتوافدن من كل مكان لزيارة هذا الشارع.
مسجد الحاكم بأمر الله من أبرز معالم هذا الشارع حيث أنه تم بناؤه منذ أكثر من ألف سنة وسبب التسمية هو اتمام بناءه على يد الحاكم بأمر الله.
بيت السحيمي له أيضا أهمية كبيرة للمترددين على هذا الشارع مع أن عمره لا يتجاز 400 عام، إلا أن معماره الشرقي المميز جعله ذو طابع خاص، يعد البيت مثالا للبيوت العربية التقليدية بنكهة قاهرية، حيث يحتوى البيت على ما يسمى بالصحن والذي توزعت فيه أحواض زرعت بالنباتات والأشجار وتفتح عليه غرف البيت.
البيت مثال للبيوت العربية التقليدية بنكهة قاهرية، الدخول إلى البيت يكون من خلال المجاز الذي يؤدي إلى الصحن الذي توزعت فيه أحواض زرعت بالنباتات والأشجار. تفتح غرف البيت على الصحن، و تأثر عمرانه بالثقافة العثمانية فيتكون من طابقين الأرضي لاستقبال الضيوف من الرجال والطابق العلوي للنساء.
من أهم معالم المكان باب زويلة، الذي يعد أحد أبواب القاهرة القديمة وسبب شهرته أنه تم تعليق رسل هولاكو قائد التتار عليه حينما أتا مهددين للمصريين، وأعدم عليه السلطان طمان باي عندما فتحت الدولة العثمانية مصر.
الباب أنشأ عام 1092 ميلاديا وهو عبارة عن كتلة بنائية ضخمة عرضها 25 متر وارتفاعها 24 متر وله طابع عمراني مميز فيتكون من برجين مستديرين يتوسطهما ممر مكشوف إلى باب المدخل.
قلعة صلاح الدين الأيوبي
في مكان ليس ببعيد عن الجامعة وفي الجهة الخلفية لها تقع واحدة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى، وهي قلعة صلاح الدين الأيوبي، التي شرع في بنائها سنة 572 ميلاديا وأتم بنائها السلطان الكامل بن العادل واتخذها مقرا للحكم.
من عجائب انشاءات القلعة البئر المحفور في الصخر بعمق 90 متر عن مستوى أرض القلعة لسقاية الجيش في حالات الحصار، ومر بهذه القلعة الكثير من الأحداث التاريخية خلال العصور الأيوبية والمملوكية وزمن الحملة الفرنسية على مصر وحتى تولى محمد على باشا حكم مصر وأعاد لها عظمتها.
تحتوي القلعة على العديد من الأبواب والأبراج والمتاحف والمساجد والقصور التي تعبر عن التاريخ الحديث والقديم.
