هل تعود الحركات الطلابية للعمل السري داخل الجامعات؟

هل تعود الحركات الطلابية للعمل السري داخل الجامعات؟

بعد حالة من الركود شهدها الحراك الطلابي في العام الدراسي 2015- 2016 واقتصار الأنشطة بالجامعات على بضع فعاليات نظمتها الاتحادات والأسر أسفرت عن إحالة عشرات الطلاب للتحقيق والقبض على العديد منهم، وجهنا تساؤلا لممثلي الحركات الطلابية عن خريطة وأسلوب العمل بالجامعات، وإمكانية الاتجاه للعمل السري، في ظل ما وصفوه بالتشديدات الأمنية وتضييق مناخ العمل العام.

يتفق ممثلو الحركات الطلابية على أن الحراك الطلابي خامل خلال عام مضى، ولم ينشط إلا قليلا أثناء إثارة اتفاقية جزيرتي «تيران وصنافير»، ودعم وجود كيان اتحاد طلاب مصر.

أوضح المنسق العام لطلاب صوت الميدان عمر جابر أن حملة الاعتقالات والتعامل الأمني أحدث هزة بالحركات «جعلتها لا تقوى على مواجهة النظام السياسي أو إدارة الجامعة وهو ما أجبرها على العمل خارج الجامعة».

التعامل مع المعارضين

حالة من الخوف تسيطر على الحركات الطلابية من التعامل الأمني وإدارات الجامعاتيقول الأمين العام لطلاب مصر القوية، عمرو الزاهد: «مجتمع الجامعة يعيش واحدة من أسوأ فتراته سواء باستمرار القمع فى الجامعات واعتقال بعض الطلاب أو الاختفاء القسري للبعض الآخر وغلق المساحات على الحراك الطلابي بصفة عامة والحركات الطلابية بصفة خاصة».

ويتفق المسئول بطلاب تيار الكرامة أحمد بغدادي مع المنسق العام لطلاب صوت الميدان، على أن إدارات الجامعات لا تحظى باستقلالية عن الأمن، فتعتدي على حقوق الطلاب «بفصل أي صوت معارض بجانب تسليمهم للأمن» في إشارة لاستمرار سياسة القمع لكل ما هو مخالف.

العمل بسرية

المنسق العام لطلاب صوت الميدان يؤكد على صعوبة العمل داخل الجامعات ويعتبره خطر بسبب «المصير المنتظر لأي معارض»، لافتا إلى أن الفاعليات السرية والمفاجأة ستكون موجودة ببعض الجامعات، وهو ما اعتبره الحل الوحيد في الفترة الحالية.

طلاب 6 أبريل سيعملون على توعية الطلاب بحقوقهم خاصة المستجدين منهم والذين تعرضوا للظلم في مرحلة الثانوية لتعليمهم كيف يستردون حقوقهم المسلوبة من خلال دوائر محدودة داخل الجامعات بعيدا عن أعين الأمن الإداري، هذا ما يؤكد عضو الحركة، نور الدين محمود.

ويضيف أن السوشيال ميديا ستكون المتنفس الوحيد للعمل على قضايا المحبوسين وحقوق الطلاب، قائلا: «الأمن بيراقبنا من أول ما بندخل باب الجامعة» في إشارة إلى صعوبة تنظيم فعاليات معلنة.

فيما اتفق آخرون على صعوبة العمل بشكل سري وخاصة أن الأمن يعلم جيدا بمن يعمل بأي حركة طلابية. لكن هل تكون الأنشطة الخدمية المعلنة مدخلا أو ستارا جيدا للعمل بالجامعات؟.

الاكتفاء بالعمل التوعوي

أغلب الحركات العاملة ترى أن الأولوية للعمل على الأنشطة الخدمية والتوعوية للطلاب من خلال فعاليات مثل، استقبال الطلاب الجدد والدورات التثقيفية للطلاب على مدار العام بالتنسيق مع اتحادات الطلاب وفي حدود الامكانيات المتاحة في كل جامعة، في محاولة للبعد عن الدخول في موضوعات شائكة تتعلق بالمناخ السياسي العام.

متي يعود الحراك الطلابي للحرم الجامعي؟

عضو حركة 6 أبريل، نورالدين محمود، يؤكد أنه لا يوجد حراك داخل الجامعات حتى يعود من جديد، قائلا: «لا يشترط أن نعلن عن نشاطاتنا أمام أعين الأمن الإداري الذي يعتدي على الطلاب بشكل مباشر فنحن محاصرون داخل الجامعات وتتم مراقبتنا منذ دخولنا من أبوابها وحتى على الفيسبوك وعليه فإن أي نشاط معلن سيكون مصيره الفشل».

فيما يتوقع المنسق العام لطلاب صوت الميدان أن تشهد الجامعات استمرارا للركود في الحراك الطلابي، ولن يكون للحراك الطلابي دور إلا بوجود قضية بحجم تيران وصنافير.

ويؤكد أحمد بغدادي أن القضايا الكبرى ستكون الدافع للحراك الطلابي للنزول إلى أرض الجامعة ومن الممكن أن تجتمع الحركات على قضايا لا يختلفون عليها كالدفاع عن المعتقلين وحقوق الطلاب، مشيرا إلى أن الأمر يتوقف على وجود اتحاد للطلاب من عدمه.

 

 

أحمد عبده

أحمد عبده

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، يكتب تقارير بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام من جامعة الأزهر، ومقيم بمحافظة القاهرة