رئيس التحرير أحمد متولي
 في اغتيالات التكفير.. العامة ينفذون القصاص

في اغتيالات التكفير.. العامة ينفذون القصاص

العديد من الاغتيالات نُفذت على مدار الشهور الماضية، تحمل في معظمها الطابع الديني ومحاولات المنع من التعبير عن الرأي بـ«حرية مطلقة»، مرورا بفرخندة حسن في أفغانستان إلى عمر باطويل في اليمن وصولا إلى ناهض حفتر في الأردن، وقبلهم بعقود فرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ. دأب العامة على القصاص أو تنفيذ ما يرون أنه حكما دينيا.

حديثا..

  • عمر باطويل

«عندما يعرفون الفرق بين العالم والكاهن سيستعيدون عقولهم».. تلك الكلمات آخر ما دونه الشاب اليمني عمر محمد باطويل، 18 عاما،  عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قبل أن يلقى حتفه بثلاث رصاصات في الرأس والصدر، بمنطقة «كريتر»  أبريل 2016.

%d8%b9%d9%85%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%88%d9%8a%d9%84

تتبع مواطنون حساب «عمر» على الـ«فيس بوك»، وتوعدوا بقتله لأراءه التي رأوا فيها كفرا. واختطف «باطويل» من أمام منزله بعد سلسة من التهديدات ثم عثر عليه مقتولا بثلاث رصاصات.

خرجت حينها مطالبات بمراجعات فكرية للفتاوى التي يتم إصدارها أو تصديرها للعامة، الذي ينفذون حكم الدين من تلقاء أنفسهم أو ما رأوه هو بعينه حكم الدين.

واستنكر الجريمة حينها الشيخ علي الجفري، ووصف قاتلي عمر بـ«خوارج هذا العصر».

لم تعثر الشرطة لأي أثر عن قتلة باطويل حتى اليوم.

  • فرخندة

في أبريل من عام 2015، اتهم مواطنون أفغان الناشطة النسائية «فرخندة» 27 عاما، بحرق القرآن، وادعت ذلك وسائل إعلام أفغانية محلية، ولكن دون دليل أو شاهد أو فيديو واحد أو حتى صورة.

%d9%8e%d8%b1%d8%a8-%d9%81%d8%b1%d8%ae%d9%86%d8%af%d8%a9

وأثناء تواجد الناشطة قرب ضريح بوسط العاصمة كابول، اعتدى عليها مجموعة من العامة، بالضرب بالعصي والحجارة حتى الإغماء، ومن ثم انتقلوا بجثتها إلى ضفاف نهر كابول وتم حرقها أمام أعين الناس.

%d8%ad%d8%b1%d9%82-%d9%81%d8%b1%d8%ae%d9%86%d8%af%d8%a9

وزارة الشئون الدينية، قالت إن «فرخندة لم تحرق القرآن»، واللجنة التي أمر بتشكيلها الرئيس الأفغاني قالت «فرخندة لم تحرق القرآن».

وأثبتت التحقيقات من خلال الفيديوهات المصورة وجود مجموعة من رجال الشرطة في مكان الإعتداء على «فرخندة»، دون أن يتدخل أحد منهم وعلى إثر ذلك تم تحويلهم للتحقيق، وضبط كل من شارك في الإعتداء.

يعتقد قالتلي فرخندة أنهم نفذوا ما أسموه حكم المرتد فيها. و«فرخندة» أصبحت حديث العالم حينها.

  • ناهض حتر

«ناهض حتر» قتل صباح الأحد 25 سبتمبر 2016 بثلاث رصاصات. أمام قصر العدالة، حيث كانت إحدى جلسات محاكمته بتهمة إزدراء الدين الإسلامي.

«لم أقصد إزدراء الذات الإلهية، قصدت رب الدواعش أو ما يتصوروه عن الرب».. كان آخر توضيح من «حتر» على كاريكاتير قام بمشاركته على صفحته بـ«فيس بوك»، يرى معارضوه إنه تصوير فج للذات الإلهية، في حين أكد «حتر» أنه كان يسخر من تفكير من يعتقدون أن الحور العين في انتظارهم بالجنة، وما عليهم سوى التفجير والقتل.

اتهامات عدة وجهت لحتر، من ضمنها «دعم بشار الأسد» وكذلك التحامل على الدين الإسلامي، وتلقى تهديدات كثيرة بالقتل، حسبما قالت أسرته.

مجهول تربص بحتر أمام قصر العدالة بالعاصمة الأردنية وأثناء خروجه من جلسة المحاكمة، تلقى ثلاث رصاصات في الصدر والرأس أودت بحياته على الفور.

ناهض حتر هو كاتب يساري كان يعمل بجريدة الأخبار اللبنانية، تم اعتقاله من قبل السلطات الأردنية من قبل عدة مرات، وتعرض لمحاولة اغتيال سابقة عام 1998.

قبل عقود..

  • فرج فودة

في 4 يونيو من العام 1992، أصدرت جبهة علماء الأزهر، فتوى بتكفير الكاتب فرج فودة، فبعد مناظرة بينه وبين الشيخ محمد الغزالي والمفكر الإسلامي محمد عمارة، ومرشد الإخوان مأمون الهضيبي، بعنوان «مصر بين الدولة المدنية والدينية» بعدها تم إصدار فتوى من جبهة علماء الأزهر بقتله لأنه مرتد.

ونشرت جريدة «النور» قبل اغتياله بأيام بيانا كفرته فيه، وأوجبت قتله لأنه مرتد.

%d9%81%d8%b1%d8%ac

ترصد له اثنين يستقلان دراجة بخارية وأطلقا عليه الرصاص أمام الجمعية المصرية للتنوير.

الشيخ محمد الغزالي حصر إلى مقر محاكمة قتلة فودة، وقال للمحكمة بـ«جواز أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها. وإن كان هذا افتئاتا على حق السلطة، ولكن ليس عليه عقوبة!».

فرج فودة كانت له «محاولات تنويرية» عدة ومقالات وكتب في هذا الشأن وحاول تأسيس حزب المستقبل.

وعند سؤال أحد مغتاليه عبدالشافي رمضان الذي تولى عملية إطلاق النار، عن أي كتب قرأها فرج فودة ورأى أنه كافر، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب لكن كان هناك فتاوى لتكفيره ووجوب قتله ولذلك قتله.

  • نجيب محفوظ

حتى الآن مرت 21 عاما على محاولة اغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ.

الشاب الذي حاول اغتيال محفوظ بضربه بسكين في رقبته، قال أثناء التحقيق معه من قبل النيابة، إنه لم يقرأ له حرفا واحدا، ولكن قيل له أنه مرتد وجب قتله.

انتظره المتهم أمام منزله صباح يوم 14 أكتوبر 1995، وكان من المقرر أن ينفذ العملية 4 أشخاص ولكنهم تأخروا عن الحضور فقرر المتهم الأول تنفيذ العملية وحده.

%d9%85%d8%ad%d9%81%d9%88%d8%b8

وكان من المقرر أيضا أن تنفذ عملية الاغتيال بواسطة عبوة ديناميت أسفل سيارته ولكن تأخر الجناة بحسب صديق «محفوظ» الأديب فتحي هاشم، دفع المتهم لتنفيذ العملية وحده معتمدا على سكين بحوزته وطعنه به في رقبته.

ولكن تم إنقاذ نجيب محفوظ ونقله إلى مستشفى الشرطة وتم إسعافه ليكمل حياته فيما بعد، وتم القبض على الجناة الثلاثة الآخرين، وتقديمهم للمحاكمة.

  • يوسف السباعي

في 18 فبراير عام 1978 اغتيل في قبرص وكان فى الستينات من عمره، قتله رجلان أحدهما فلسطينى والآخر عراقي، وكُشف فيما بعد أنهما من منظمة أبو نضال الفلسطينية وذلك على حد زعمهم لأنه كان وزيراً للثقافة فى عهد الرئيس السادات، وأيد مبادرة السادات بعقد سلام مع إسرائيل.

وتم الحكم عليهما بالسجن مدى الحياة.

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية