حسن خالد.. شاب أعطى للفن روحا و«خشبة»
«الخشب حي وبيتنفس».. جملة يرددها النجارون كثيرا في أثناء قيامهم بأعمالهم، واقتبسها الشاب حسن خالد ليعبر عن مدى عشقه للخشب الذي يشعر أنه أكثر الخامات قربا منه؛ الأمر الذي جعله يطلق على مشروعه لعمل الاكسسوارات الخشبية اليدوية اسم «خشبة».
البداية مع «بيت الأركت»
لم يكن «خشبة» هو الاسم الأول الذي ارتبط بفكرة مشروعه، فكان «بيت الأركت» هو الاسم البديل، حين رأى «خالد» أنه مناسب مع حبه لـ«الأركيت» الذي يعمل به منذ حوالي 12 عاما عندما بدأ تعلمه في مرحلتي الدراسة الابتدائية والإعدادية.
وبعد سنة من «بيت الأركت»، ومع ازدياد خبرة مؤسس المشروع في التسويق والدعاية والتصميم، قرر تغيير الاسم لآخر أكثر شمولا ليصبح كما هو معروف الآن «خشبة».
طقوس العمل
مستمعا إلى أغاني متنوعة في إضاءة جيدة، يجلس «خالد» يوميا مدة لا تقل عن 6 ساعات في المعرض الذي يعمل بداخله، مرتديا الـ«كروكس» وملما بأدواته التي يقوم فيها «المنشار الأركت اليدوي»، و«الخشب الأبلكاش الفنلندي» بالدورين الرئيسيين، بجانب أنواع أخرى من الخشب الطبيعي مثل االكوري، والأرو، والزان، وعصفورة القص، والصنفرة، والزرادية، وسلاح الأركت، ومجموعة الدهانات والصبغات والألوان، لتكون النتيجة ميداليات وبورتريهات وخواتم ومجسمات رائعة الشكل والجودة أيضا.
لا يحب «خالد» أن يشاهده أحد وقت انهماكه بالعمل، كما أنه لا يتحدث كثيرا في تلك الفترة. ولأنه يحب الخشب، يمكنه أن يفرق بين أنواعه المختلفة بمجرد أن يشم روائحته عند القطع.
لا يقتصر عمل مؤسس «خشبة» على الـ6 ساعات اليومية فقط، فهو يعمل لمدة 5 ساعات أخرى عندما يصل إلى منزله، ولكن مستخدما الـ«لاب توب» بين التصاميم والسوشيال ميديا.
الدقة Vs. الخيال
وعن أصعب ما يمكن عمله باستخدام الخشب، يقول «خالد» إنه الخط العربي والمجسمات، لما تحتاجه من دقة، بجانب الأقراط لأن تصميمها معتمد على الخيال في المقام الأول. بينما يمكنه إنجاز الميداليات والخواتم في خلال ساعة واحدة وقت، وفي مدة 3 أيام، يمكنه إتمام عمل التابلوهات البورتريه في ظل عدم وجود ضغط عمل.
وأحيانا يوجد ما يعكر صفو المتعة التي يشعر بها «خالد» في أثناء عمله بالأخشاب، مثل «الإصابات»، وهي ما يمر بها في كل مرة يجرب شيئا جديدا، وتزيد مع الخوف منها، وهي ما لا يمكن تجنب حدوثه بشكل تام لأن كل التعامل مع الأخشاب يكون باستخدام اليدين لا القفازات.
المولد
«المولد» هو اسم المعرض الذي يعمل به «خالد»، والذي يشترك فيه مع شيماء إسماعيل صاحبة مشروع «زقزوقة» لإعادة تدوير الخامات وتحويلها لمنتجات يدوية، ومريم صاحبة مشروع «عشق» للاكسسوارات اليدوية، لصناعة منتجاتهم.
وجاءت فكرة تأسيس «المولد» بعد أن قام الثلاثة بجولة «الهاند ميد بيلف مصر» لعمل معارض لمنتجاتهم، بجانب تعليم الناس بالمحافظات صناعة الاكسسوارات اليدوية، وبعد أن وجدوا إعجاب من الجميع، قرروا عمل مكان خاص بهم بسوق الفسطاط.
أما بخصوص اسم «المولد»، فهو لأنه يضم جميع الاكسسوارات من خشبية إلى نحاسية إلى جليدية وأشكال قواقع، في شكل أقرب للمولد.
حلم حقيقي:
ومنذ ميلاده، مر مشروع «خشبة» بمراحل مختلفة من التطور من صنع خواتم خشبية، وأقراط يصممها «خالد» من الألف إلى الياء منذ بداية رسمها بالقلم الرصاص، إلى الميداليات والبروتريهات والمجسمات.
أما الآن، فهو يتمنى أن يؤسس الورشة الخاصة به في خلال عام على الأكثر، وبعدها مصنع مخصص للاكسسوارات الخشبية، وصولا إلى المعرض. كما يحلم أن ينتقل من مرحلة المنتجات الفنية الصغيرة إلى عمل قطع أثاث فنية كبيرة، وهو ما يحاول تدعيمه من خلال كورسات النجارة.
أما عن «التيمات» التي يستخدمها «خالد» حاليا فهي العربية والشرقية والنوبية، وهو ما سيكثف من إنتاجه في الفترة المقبلة.
نصيحتان
نصيحة عامة وجهها «خالد» إلى الشباب وهي عدم العمل لساعات طويلة للغاية مثلما يفعل هو، لأن ذلك يضر الصحة بشكل كبير. أما لمن يعمل مع الأخشاب، فينصحه بأن يتوخى الحذر في التعامل مع المناشير والماكينات التي تعمل بالموتور «الباور تول»، ويأخذ احتياطات الأمان اللازمة عند استخدامها.
كما تمنى نجاح تجربة «المولد»، واستمرار «خشبة» لأن الطريق طويل أمامها.