تسي تسي.. مش هتقدر تفتح عينيك
لا يُصاب بشئ بحسب اعتقاده، لكن تفتك أعراض الحمى به رويدا رويدا، ويدخل الجسم في مرحلة من الخدر، ثم ينام المريض بعدها إلى الأبد، وهو لا يغمى عليه بل ينام بحيث لا يصبح الاستيقاظ سهلا، هذا ما يُسمى بـ«مرض النوم».
مرض النوم من أمراض المناطق المدارية واسعة الانتشار، والتي قد تؤدي إلى الوفاة إذا ما تركت دون علاج، وتسببها ذبابة الـ«تسي تسي»، وأول من شخّصها واكتشفها هو الطبيب الإنجليزي ديفيد بروس.
المرض ينتقل عن طريق ذبابة الـ«تسي تسي»، ويصيب نصف مليون أفريقي سنويا، ويبلغ عدد المعرضين لخطر الإصابة به 70 مليونا بـ36 بلدا، وتسبّب عام 1990 في 34 ألف حالة وفاة، ولكن المعدل انخفض بسرعة شديدة ًحتى وصل لـ9000 حالة سنويا، في عام 2010، وفي 2012 انخفض لـ7000 حالة.
كيف يبدأ المرض بعد لدغة الذبابة؟
يمضي الطفيل المُسبب للمرض عدة أطوار من دورة حياته داخل الذبابة إلى أن يصل إلى الغدد اللعابية فيها مما يجعله جاهزاً للحقن في جسم المصدر الغذائي الدموي.
لتبدأ أعراضه التي تنقسم لمرحلتين
- المرحلة الأولى بعد لدغة الذبابة مباشرة وتشمل الأعراض التالية:
قرحة حمراء مكان اللدغة، وارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ ومن ثم عودتها إلى وضعها الطبيعي وعودتها مرة أخرى للارتفاع وبشكل مفاجيء، ثم طفح جلدي، وصداع وارتباك عاطفي، وتورم وتعقد الأنسجة الليمفاوية، وتظهر أعراض الحمى، ثم تضخم في الكبد والطحال، وتورم في العقد اللمفية، ووجع في العضلات والمفاصل.
تلك الأعراض تستغرق من أسبوعين لثلاثة أسابيع حتى تظهر، وهو ما يعطي فرصة للمرض بالتكيف في الجسم قبل اكتشافه.
- المرحلة الثانية وتشمل:
تتضمن أمراض الجهاز العصبي المركزي، مثل التلعثم في الكلام نتيجة الإصابة، وبطء العملية العقلية، ونوم المريض وشروده لفترات طويلة، وأعراض مرض الشلل الرعاش، والمشي البطئ، وارتعاش الأطراف، والشد العضلي.
كيفية التشخيص:
يتم التشخيص عن طريق إيجاد الطفيلي المسبب للمرض في لطخة الدم أو في سائل العقدة الليمفاوية، وغالبا ما تكون هناك حاجة إلى البزل القطني، وهو فحص يستخدم لاستخراج وفحص السائل النخاعي «السائل الدماغي النخاعي»، لمعرفة الفرق بين المرض في المرحلة الأولى والثانية.
العلاج:
تتمثل أهم خطوات العلاج، في فحص السكان بشكل دوري، في المناطق الموبوئة، لأن العلاج يصبح أسهل عندما يتم الكشف المبكر عن المرض وقبل أن ينتقل للجهاز العصبي لأن الأمر يصبح أسوأ.
المرحلة الثانية تشمل العلاج الدوائي، وهي عبارة عن أربعة أنواع من الأدوية تؤخذ على مرحلتين، السورامين، يُستخدم لعلاج المرحلة الأولى، ويتسبب في بعض الآثار غير المرغوب فيها في السبيل البولي وفي بعض التفاعلات الحساسية، وعلاج البنتاميدين.
والمرحلة الثالثة تبدأ، بدواء الإيفلورنيثين، ودواء الميلارسوبرول.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن تكلفة علاج المرض في المناطق المدارية يكلف الدولة حوالي مليار دولار في المتوسط، وهو عبء كبير على اقتصاد تلك الدول، والذي يتسم بالضعف عموما.