ابنك خياله واسع؟.. الكذب حلال لحد 6 سنين
لو ابنك الصغير بيكذب، وبيحكي حاجات ماحصلتش، هتعرفي في الموضوع ده ليه هو بيكذب، وإزاي تتعاملي معاه، وهل ده خطر ولا عادي؟
تقول الخبيرة التربوية الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، إن الكذب عند الأطفال مشكلة إذا كان سن الطفل يتعدى الـ6 سنوات، أما قبل ذلك فهو يعبر عن خيال الطفل الواسع.
وأضافت «عبدالرؤوف» لـ«شبابيك»، أن الطفل أقل من 6 سنوات لا يعرف معنى الكذب أصلا، وما يقوله يعتبر حقيقة بالنسبة له، كما أن خياله واسع إلى حد بعيد ورؤيته للعالم غير رؤية الكبار.
وتوضح أنه على سبيل المثال «لو هو بيكره حد ممكن يقول إنه ضربه، مش بيكرهه، لأنه مش عارف يعبر عن الكره فبيتخيل قصة يقول بيها لمامته إنه ضرب فلان الفلاني».
وتقول «عبدالرؤوف» إنه إذا كان الطفل تحت سن 6 سنوات يعتمد في كلامه على التخيل، لا يجب أن تعنفه الأم مطلقا، والأفضل أن تتناقش معه بهدوء وتحاول توعيته على قدر المستطاع.
كما أنه يلجأ إلى الكذب لتجنب العنف إذا تعود عليه من قبل أبويه، كأن يأخذ شيئا وإذا سألته عنه سينفي أنه أخذه، تجنبا للعنف الذي سيقابله.
كيف تتعاملين مع طفلك الكاذب؟
أولا، لا بد من تجنب العنف في التعامل مع الطفل تحت سن 6 سنوات، أيا كان ما فعله، فما فعله لا يعبر عن شخصيته الحقيقية بل هي أساليب أطفال للتعامل مع ما حولهم على قدر مخيلتهم.
كما أن الأم يجب أن تنظر إلى نفسها والبيئة المحيطة بالطفل. هل الجميع يكذب؟ إذا كان الأمر كذلك فلا تستغرب من ردود فعل طفلها.
كما يجب أن تتجنب الأم ذكر كلمة كذب أمام الطفل أو وصفه بها، فإن وصفته بالكلمة فسيعتقد أنها صفة فيه ومن الصعب تغييرها، وعلى ذلك يجب أن تتأكد تماما أن الخلافات مع الطفل تحل بالنقاش وليس بالوصم أو الضرب.
وأضافت «عبدالرؤوف» أن الطفل الكاذب خياله واسع إلى أبعد الحدود، وينم عن ذكاء مستقبلي قادم، ولكن على قدر مخيلته وقدرته على حكاية قصص من وحي خياله.
هل القصص من وحي الخيال كذب؟
تقول «عبدالرؤوف» نعم كذب، ولكن يمكن للأم أو الأب أن يحول هذه المخيلة إلى الواقع والصدق، على سبيل المثال، إذا حكى الطفل عن ضربه على يد زميل له في الحضانة وهي لم تحدث، بإمكان الأم أن تتناقش معه وتتوصل معه إلى أن ما يقوله منافي للواقع، وعليها أن تعمل على تنمية تلك المهارة سواء بقراءة القصص له أو مساعدته على حكاية قصص أخرى واقعية.
ماذا إذا كان الطفل فوق 6 سنوات؟
من الممكن للأم أن تلجأ إلى العنف «الخفيف» مع الطفل الكاذب فوق الـ6 سنوات، وإخباره أنه لا يجوز له أن يقول أشياء منافية للحقيقة، مع المحافظة على عدم وصفه بالكاذب كما في الطفل أقل من 6 سنوات.
أيضا البيئة المحيطة بالطفل تؤثر فيه كما تؤثر في الطفل أقل من 6 سنوات. والعنف الشديد من جانب الوالدين، يؤدي إلى انتاج طفل كاذب من الدرجة الأولى، ليس لشئ فقط ليتجنب عقاب والديه.
كما يجب توفير جو من الصدق والاستقامة في بيئة الطفل المنزلية والمدرسية. ويجب الامتناع تماما عن خداع الطفل وأن تقدم له الحقائق في مستوى فهمه دون كذب، أو غش، أو اختلاق أعذار، وألا يعد الآباء أطفالهم شيئا دون تنفيذه.