ضجة إعلامية بسبب إلغاء الديانة.. هل تطلب أوراق جامعة القاهرة تسجيل الهوية؟

ضجة إعلامية بسبب إلغاء الديانة.. هل تطلب أوراق جامعة القاهرة تسجيل الهوية؟

«إلغاء خانة الديانة».. قرار أصدرته جامعة القاهرة، أمس الثلاثاء، يقضي بعدم السؤال عن الهوية الدينية في الأوراق الرسمية والمستندات والشهادات الخاصة بالجامعة.

راجعنا شهادات تخرج بعض الطلاب في كليات وسنوات مختلفة، وكذلك إيصالات تسديد الرسوم وأوراق يتم التعامل بها مع إدارات الكليات، ولم نجد في أي منها خانة لمعرفة الديانة، حتى أنه بمطالعتنا لشهادات تخرج في جامعات أخرى تبين أنها خالية من التصنيف الديني.

بروباجاندا وشو إعلامي

البعض استنكر قرار رئيس الجامعة، جابر نصار، واعتبروه «بروباجندا» يصنعها لتسليط الضوء عليه، ضمن قرارات كثيرة أثارت الجدل مثل حظر النقاب في قاعات المحاضرات وإلغاء الصلاة في «الزوايا» بالكليات.

المتحدث باسم نقابة أعضاء هيئة التدريس المستقلة، الدكتور محمد كمال، علق على القرا بأن الهدف منه إثارة الجدل وظهور رئيس جامعة القاهرة بأنه حامي الحريات الشخصية.

وقال عبر صفحته الشخصية بموقع فيس بوك «راجعت شهاداتي من جامعة القاهرة في 91/98/99 لم أجد الديانة في أي واحدة منهم».

القرار جاء في نصه «إلغاء تطلب خانة الديانة في كافة الشهادات والمستندات والأوراق التي تصدرها أو تتعامل بها الجامعة مع طلابها أو العاملين بها أو أعضاء هيئة التدريس أو الهيئة المعاونة أو الغير على أي وجه كان وفي جميع الكليات والمعاهد والمراكز سواء المرحلة الجامعية الأولى أو الدراسات العليا».

يخلق اضطرابات بالمجتمع

واعتبر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب أسامة العبد، أن قرار رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، بإلغاء خانة الديانة من الأوراق والمستندات الرسمية التي تتعامل بها الجامعة، لا يحقق مصلحة للشخص ولا للدولة.

وقال في تصريح لـ«شبابيك» إن القرار لن يغير من اسم الشخص أو التعرف على ديانته، متسائلا «لو واحد اسمه جرجس وواحد اسمه محمد، مش هنعرف مين مسيحي ولا مين مسلم».

وأشار «العبد» إلى أن «مصر في حاجة إلى قرارت تتقدم بها البلاد في شتى المجالات، وأكيد القرار ده ليه مؤيدين ومعارضين، ويخلق اضطراب داخل المجتمع المصري»، مؤكدا أن الشعب المصري يحيا دائما في نسيج واحد بكافة أطيافه واختلاف عقائده.

رد جابر نصار

وفي مداخلة لفضائية النهار، أوضح رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، أن استخدام جامعة القاهرة خانة الديانة في أوراقها الرسمية ومستنداتها في وقت من الأوقات، كان يضع مظنة التمييز في ذهن الطلاب، مضيفا أنه لا توجد لائحة تطلب هذه الخانة، وأن هناك بعض الكليات تستخرج الشهادات بها ديانة الطالب والآخر لا يوجد بها.

وأشار إلى أن الجامعة لاحظت وجود عدد من الشكاوى الطلابية بوجود شبهة تمييز بين الطلاب نتيجة ذكر خانة الديانة، وأنه في الأيام الأخيرة تفاجأت إدارة الجامعة بأحد رؤساء الأقسام بإحدى الكليات يقوم بتوزيع استمارات على طلاب الدراسات العليا بها خانة للديانة والطائفة.

واعتبر «نصار» أن التمييز بين المواطنين يعتبر جريمة لا تسقط بالتقادم، لافتا إلى أن الدستور شدد على عدم التمييز وأن جامعة القاهرة تتخذ هذه القرارات لمعالجة أمور غير قانونية.

أصل الحكاية

بالبحث حول أسباب صدور القرار في هذا التوقيت وبهذا الشكل، تبين أن القضية أثارها الباحث مينا نادر حين تقدم بطلب التحاق بمعهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة القاهرة، وفوجئ بتوزيع استمارات تتطلب ذكر الديانة والطائفة التي ينتمي لها كل شخص.

الاستمارة لم تطلب أن يذكر المتقدم للالتحاق بالمعهد طائفته في حالة إذا كان مسلما، لكنها اشترطت على المسيحيين أن يذكروا طائفتهم «أرثوذوكس، كاثوليك، بروتوستانت».

مينا تقدم بطلب لنائب رئيس جامعة القاهرة، الدكتور عمرو عدلي، ذكر فيه الوقائع التي حدثت اثناء مقابلة القبول بالمعهد، وعليه أصدرت جامعة القاهرة قرارا بإلغاء خانة الديانة من الأوراق الرسمية التي تتعامل بها الجامعة.

 

هل توجد خانة للديانة؟

المتحدث الرسمي باسم جامعة القاهرة، فتحي عباس، قال إن مينا نادر تم استبعاده من من القبول في المعهد، وتقدم بشكوى لنائب رئيس الجامعة، الدكتور عمرو عدلي، الذي أحالها لرئيس الجامعة، الدكتور جابر نصار، مضيفا أن بعض الكليات تخصص خانة في أوراقها للديانة دون الآخرين.

وأضاف في تصريح لـ«شبابيك» أن الجامعة شددت على معهد الدراسات الإفريقية عدم الالتفات للديانة أو وضع خانة لها في استماراتها أو أي ورقة رسمية، موضحا «بسبب هذه الواقعة أصدرت الجامعة هذا القرار وعممته على جميع مؤسساتها».

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.