ليلة الانقلاب على المملكة.. هكذا رسم الإعلام المصري علاقة القاهرة بالرياض

ليلة الانقلاب على المملكة.. هكذا رسم الإعلام المصري علاقة القاهرة بالرياض

غادر السفير السعودي مصر بشكل طارئ الأربعاء، وهو ما أرجعته مصادر إلى «أزمة بين مصر والسعودية» بسبب موقف البلدين من بعض قضايا المنطقة، فهل هناك أزمة حقا بين البلدين أم الأمر مجرد خلافات في الرؤى.

لتعرف ما يدور حولك عليك بمتابعة وسائل الإعلام. تلك قاعدة نطبقها في هذا التقرير لمعرفة ما إن كان هناك تدهور في العلاقات المصرية السعودية أم لا، خاصة وأن الإعلام في معظمه بعالمنا العربي، يعكس توجهات الأنظمة.

شهدت العلاقات المصرية السعودية تقاربا كبيرا بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013. ويظهر التقارب المصري السعودي في تناول قناة «العربية» السعودية لزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز لمصر، قبل وفاته، بعدة أيام من انتخاب وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية.

أيام التقارب 

أشارت مذيعة «العربية» خلال تغطيتها للزيارة التي كانت في يونيو 2014، إلى أن «المملكة أول من هنأت السيسي» بفوزه في انتخابات الرئاسة، وأن السعودية «ايدت موقف الشعب باختيار رئيسه»، لافتة إلى أن ملك السعودية دعا لـ«مساعدة مصر في تجاوز محنتها الاقتصادية».

في يناير  2016، أعدمت السلطات السعودية رجل الدين الشيعي، نمر باقر النمر، وهو ما أدى لردود فعل مناهضة للسعودية، فخرج عدد من الإعلاميين المصريين للدفاع عن المملكة، كالإعلامي أحمد موسى، الذي قال إن «السعودية وجهت رسالة قوية للارهاب».

وقال موسى إن باقر النمر كان يريد إقامة دولة شيعية في السعودية ويخطط لانقلاب على سلطة شرعية.

وفي أبريل 2016، استقبل السيسي، في مطار القاهرة، ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، الذي زار مصر  لتوقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين، وهي الزيارة التي وصفها التلفزيون المصري وقتها بـ«التاريخية»، ما يبرز استمرار العلاقات القوية بين البلدين.

مذيع التلفزيون المصري وصف زيارة ملك السعودية بأنها «زيارة مهمة»،  فيما وصف «سلمان» بأنه «ضيف مصر الكريم».

وأشار التلفزيون خلال تغطيته لإحدى فعاليات الزيارة أنه «طوال عقود من العلاقات الراسخة لم تشهد زيارة واحدة هذا الكم من الفاعليات»، في إشارة إلى التعاون القوي بين البلدين.

الحكومة المصرية أعلنت في أبريل الماضي تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، ما دفع قوى معارضة للنظام للتظاهر ضد القرار.

وسائل إعلام خاصة دافعت عن «سعودية الجزيرتين» بقوة، وهو ما يبرز تقارب قوي جدا بين النظام في البلدين، فعلى سبيل المثال عرض برنامج «على مسئوليتي» للإعلامي أحمد موسى، في قناة «صدى البلد» المصرية وثائق قال إنها تعود لعام 1906 ولم تذكر مصرية تيران وصنافير نهائيا.

فيما أشارت الإعلامية لميس الحديدي، في برنامجها «هنا القاهرة» على قناة «CBC» إلى أن السعودية كانت قد طلبت من مصر التواجد بالجزيرتين للدفاع عنهما عقب حرب 1948

الأزمة تشتعل

واستمر الإعلام المصري والسعودي على هذا المنوال الكاشف للتقارب بين البلدين، حتى مطلع أكتوبر الجاري الذي شهد خروج إعلاميون دافعوا عن «سعودية تيران وصنافير» لانتقاد مواقف المملكة العربية السعودية. على سبيل المثال انتقدت الإعلامية لميس الحديدى تأخير شحنات المواد البترولية السعودية عن مصر، مشددة على أن هناك اتفاقية «تجارية» بين البلدين وليس هبة من السعودية.

وانتقد الإعلامي جابر القرموطي، في برنامجه المذاع على قناة «العاصمة» الموالية للنظام المصري، السعودية، تعليقا على تصريحات سفيرها في الأمم المتحدة المنددة بتصويت مصر على مشروعي قرار يتضمنا إقرار هدنة في سوريا.

وقال «القرموطي» في برنامجه للسعودية «احنا مش تابعين ليكوا». وأضاف « احنا مش هنكون تابعين عشان السعودية بتساعدنا»، واستطرد قائلا عن المساعدات السعودية لمصر:« ده فرض عين زي ما احنا كنا بنساعد السعودية زمان»

وعلى نفس الدرب سار كثير من الإعلاميين المصريين أبرزهم وائل الإبراشي، مقدم برنامج «العاشرة مساءً»، الذي لمح إلى أن النظام السعودي ما يهمه هو إسقاط نظام بشار الأسد، بأي وسيلة، فيما تحرص مصر على الحل السلمي حتى لا تسقط الدولة السورية، وطالب الإعلامي يوسف الحسيني بالتقارب مع النظام الإيراني على حساب السعودية.

 

إسلام عز

إسلام عز

صحفي مصري مهتم بالكتابة في مجال ريادة الأعمال