«يا خرابي يا عرابي، ده احنا دفنينوا سوا».. ايه حكاية الكلام ده؟

«يا خرابي يا عرابي، ده احنا دفنينوا سوا».. ايه حكاية الكلام ده؟

في كتير من الأمثال الشعبية اللي بنقولها مش بنكون عارفين إيه قصتها، والموضوع مش مقتصر بس على الأمثال لأ ده كمان في بعض الجمل زي «ده إحنا دفنينوا سوا»، و«يا خرابي يا عرابي» فتعالوا بقى نعرف إيه القصة ورا كل مثل وجملة من دول :)

أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلون دكتور عاصم الدسوقي بيقول إن الجملة أو المثل الشعبي اتقال في وقت ما عشان يعبر عن موقف ما حصل، وإحنا توارثنا المثل أو الجملة دي شفاهيًا وبقينا نقولها عشان بتعبر برضه عن الموقف اللي بنكون فيه.

ابن الحرام يطلع مكاس أو قواس

في زمن الحكم المملوكي أو العثماني كان بيتم فرض ضريبة اسمها «المكس» على المزارعين، والمزارع عشان يعبر عن سخطه من إجباره على دفع الضريبة قال «ابن الحرام يطلع مكاس أو قواس».

والمقصود بـ«مكاس» هنا اللي بيفرض ضريبة، أما «القواس» فهو العسكري اللي ماشي بيضرب الناس عشان تدفع الضريبة.

والمثل ده بنقولوا لما بنحس بالظلم من حد والحد ده بنوصفوا بإنه «ابن الحرام» اللي هيطلع مكاس أو قواس، يعني في كلا الحالتين مش هيطلع حاجة عدلة يعني.

اللي ليه ضهر ميضربش على بطنه

بيقول «الدسوقي» إن لما الإنسان وعي على الدنيا لقى إن أي حد ليه ضهر يقدر يطلعه من أي حاجة يقع فيها زي الشعرة من العجينة. يعني لو واحد متهم في قضية ويعرف حد ليه نفوذه هيخرجه من القضية.

وعشان كدة طلع مثل «اللي ليه ضهر ميضربش على بطنه». وطبعًا أي كوسة بتحصل في المجتمع بنعرف إن أي حد ليه ضهر ونفوذ عمره مايضرب على بطنه لكن الغلبان ملوش حد.  

دلق القهوة خير

«خير» ده راجل كان بيخدم عند عيلة، وفي مرة ضيف جه زارهم وكان عايز يشرب قهوة، فـ«خير» راح يعملوا قهوة ولما جابها راحت واقعة منه فقعد يعاتب نفسه ويقول «دلق القهوة خير».. «دلق القهوة خير»، يعني «خير» دلق القهوة.

ودي حاجة معظمنا أول مرة يعرفها لأننا دايمًا بنقول «دلق القهوة خير»، وبنكون قاصدين إن «خير» ده حاجة كويسة يعني بس طلع شخص للأسف :D  

يا خرابي يا عرابي

لما اتهزم أحمد عرابي أمام الإنجليز في موقعة التل الكبير واتنفى، الناس طلعت وقالت «يا خرابي يا عرابي»، و«خرابي» قصدهم بيها يا خراب بيتك يا عرابي. وكلمة «يا خرابي» دي طبعًا بنقولها لما أي كارثة تحصلنا وفيه حركة لازم نعملها وإحنا بنقولها وهي إننا بنخبط بايدينا على صدرنا ونقول بصوت عالي مع تبريقة عين «يا خرابي» :D

دفنينوا سوا

كان فيه اتنين اخوات عندهم حمار بيعتمدوا عليه في إنهم بينقلوا عليه البضايع بتاعتهم من قرية لقرية، وفي يوم الحمار مات وزعلوا عليه جدًا، ودفنوه وقعدوا جنب المدفن يعيطوا وكل اللي كان بيعدي جنبهم كان بيزعل لما يلاقيهم بيعيطوا بحرقة كده.

ولما بيسألهم حد «مين اللي مات؟» بيقولوا «أبو الصبر» على إعتبار إن الحمار كان بيستحمل معاهم كتير.

لكن الناس افتكروا «أبو الصبر» ده ولي من أولياء الله الصالحين، وبقوا ييجوا ويرموا فلوس عند قبره عشان ياخدوا البركة، ويوم بعد يوم فلوس الناس كانت بتزيد وكان الأخين بيقسموا الفلوس مع بعض وفي يوم اختلفوا على التقسيمة.

واحد منهم خدته الجلالة وحلف إنه هيدعي الولي المدفون إنه ينتقم منه. قام أخوه قاله «ولي مين؟ ده الحمار، أنت نسيت ولا إيه؟ ده إحنا دفنينو سوا».

والكلمة دي بتيجي على بالنا على طول لما بنلاقي اللي قدمنا ناسي أصله وفصله وبيتعامل من مناخيره واحنا بنكون عارفينه من أول ما ابتدى حياته فلما يجي يكلمنا بتعالي نقوله «ده إحنا دفنينوا سوا».

رغدة جلال الدين

رغدة جلال الدين

صحفية مصرية تكتب في المجال الفني، إلى جانب كونها ممثلة ومغنية بفرقة «بهججة»